الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نقيب الأشراف
وشيخ مشايخ الطرق
نشرنا في الزهور (س3: ج2: ص90) صورة سعادة السيد علي يوسف بمناسبة إسناد منصب مشيخة السادة الوفائية إليهِ. وذكرنا أن سمو الجناب العالي قد ولَّى سماحة السيد عبد الحميد أفندي البكري منصب نقابة الأشراف ومشيخة الطرق الصوفية؛ ولكننا لم نتمكن من نشر صورة فضيلتهِ لأننا لم نظفر بها يومئذ
السيّد عبد الحميد هو نجل نقيب الأشراف المغفور له السيد عبد الباقي البكري يتتوَّجُ بالشرف النبويّ من جهة سيدنا الحسن رضي الله عنه ويقبض بيمناه النسب الأسمى الصدّيقي ، ويسراه على النسب العُمَري الفاروقي؛ فالشرف محيطٌ بهِ من سائر الأطراف ، متدلٍّ عليهِ من جميع الأكناف وُلد سماحتهُ سنة 1293هـ وتلقّى عن جماعةٍ من الفضلاء ، فأخذ اللغة عن العلاّمة الشيخ محمد محمود الشنقيطي حتى برع فيها؛ وتلقّى النحو والفقه وسائر العلوم على الشيخ حسن السقَّا خطيب الأزهر؛ وتعلَّم اللغة الفرنسوية فقرأ بها الكتب الرئيسة في علم التاريخ وفلسفته وعلوم العمران حتى أصبح له في كلّ منها ملكةٌ عالية وقد رأينا أن نذكر شيئاً عن هذين المنصبين الساميين اللذين أُسندا إلى سماحتهِ لما في ذلك من الفائدة
مشيخة المشايخ الصوفية
مشيخة الطرق الصوفية من المناصب الدينية التي حدثت بع حدوث الصوفية. ولصاحبها التكلم على جميع الطرق. والشأن في هذه الطرق أن لكل طريقة شيخاً ولكل شيخ خلفاء في القرى والأمصار ولكل خليفة مريدين. فالشيخ يدير أمر الخلفاء والخلفاء ، أمر المريدين من حيث إرشادهم ومراقبتهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وتربيتهم
ونحو ذلك. ولشيخ المشايخ الولاية العامة على الجميع. ولم يكن للصوفية مشيخة عامة ترجع إليها أعمالهم وتتوحّد بها مقاصدهم بل كانت كل طريقة أو زاوية مستقلة بنفسها فكانت الفتن تكثر بسبب ذلك. فلما أنشأ السلطان صلاح الدين الأيوبي خانقاه سعيد السعداء وسماها دويرة الصوفية جعل لشيخها شبه تقدّم على غيره من المشايخ وكان لا يولّي عليها إلَاّ أعاظم رجال الدولة من الأكابر والأعيان كأولاد شيخ الشيوخ بن حموية مع ما كان لهم من الوزارة والإمارة وتدبير الدولة وقيادة الجيوش: ووليها ذو الرئاستين الوزير الصاحب تقي الدين عبد
الرحمن بن بنت الأعز وغيره. وما زالت الحال كذلك إلى أن توجّدت رئاسة الصوفية بمصر في القرن التاسع للهجرة فجعلت الولاية فيها للسيد محمد شمس الدين البكري وكان من أعظم رجال عصره علماً وديناً. قال الشعراني عنهُ (ولو قلت أنهُ أعلم أهل زمانه لم أبعد عن الصواب) ثم تولّى بعده ابنه الإمام شيخ الإسلام العلَاّمة الشهير أبو السرور والبكري وانتقلت بعده إلى ذريته ولا تزال إلى الآن في البيت البكري الصديقي بمصر
نقابة الأشراف
الشرف هو بمعنى الرفعة. وكان يطلق في الجاهلية على عظماء العرب. فلما جاء الإسلام خصَّه بيوتات قريش. وجعلهم أكفاء في النسب وما عداهم ليس بكفؤ لهم. ومن هذه البيوتات بيت هاشم وجاء الإسلام
ورئيسه العباس بن عبد المطلب. وبيت تيم بن مرة وجاء الإسلام ورئيسه أبو بكر وبيت عدي وجاء الإسلام ورئيسه عمر هكذا. قال الفرزدق في هذا المعنى:
ما حملت ناقة من معشر رجلاً
…
مثلي إذا الريح لفتني على الكورِ
حاشا قريشاً فإن الله فضَّلهم
…
على البرية بالإحسان والخير
ولهذا نجد في كتب التاريخ والدروج القديمة فلاناً الشريف العباسي وفلاناً الشريف العلويّ ونحو ذلك. وأما حصر الشرف في ذرية الحسن والحسين رضي الله عنهما فهو بدعة حصلت في زمن الخلفاء الفاطمين. قال الإمام ابن الحاج وتخصيص الشرف بذرية السبطين ليس بشرعي اهـ وقد حرص القوم منذ الصدر الأول على حفظ أنساب تلك البيوتات فأحدثوا وظيفة نقابة الأشراف. وهي وظيفة عامة تشمل التكلم والنظر في أنساب جميع الأشراف من أهل تلك البيوتات. وربما كان تحت إدارتها عند تكاثر ذرية بعض الروع نقابات أخرى فرعية كنقابة الطالبيين ونقابة العباسيين ونحوهم أما مركز هذه الوظيفة فكان من الرفعة والجلالة في المكان المكين. وهذا الشريف الرضي نقيب بغداد يخاطب الخليفة بقوله:
عطفاً أمير المؤمنين فإننا
…
في دوحة العلياء لا نتفرُّقُ
ما بيننا يوم الفخار تفاوتٌ
…
أبداً كلانا في المعالي مُعرقُ
إلَاّ الخلافة ميَّزتكَ فإنني
…
أنا عاطلٌ منها وأنت مطوَّقُ
ولا يزال نقيب الأشراف في الدولة العلية يقدَّم في التشريفات