الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فر رياض الشعر
الشعر والشعراء
هل عرفتم لعاشقٍ نُظراَء
…
عشقَ الأرضَّ قلبهُ والسماَء
تقطعُ البَرَّ منهُ لحظةُ عينٍ
…
حين يجتاز فكرُهُ الجوزاَء
يُصلح الحسنُ عندَه كلَّ خلقٍ
…
فيسوّي الأحياء والأشياَء
شبَّ مذ شبَّ عاشقاً لا يبالي
…
حكمةً كان عشقهُ أم خطاَء
عشقَ الروضَ والغياضَ وأزها
…
رَ الروابي والأغصنَ الخضراَء
وصغارَ النجوم تبدو وتخفي
…
والدراري والقبَّة الزرقاَء
وفضاَء البحار والسحبُ تحكي
…
سُفناً تحتها تشقُّ الماَء
وسكون الدجى كأنَّ الكرى أأ
…
قي عليهِ مع الظلامِ غطاَء
هامَ بالغاب زانها الشجرُ العا
…
لي وزانَ الفضاَء والصحراَء
يسمعُ الوحشَ والطيورَ فيهوي
…
كلَّ صوتٍ كأنَّ فيهِ غناَء
أيُّ تاجٍ يتوِّجُ الغابَ في ك
…
لّ صباحٍ يُزالُ عنها مساَء
دررٌ من أشعة الشمسِ صيغت
…
ملأتها مهابةً وبهاَء
وإذا الشمسُ بالحجابِ توارتْ
…
تكتسي الغابُ حلةً سوداَء
تحتها تنضوي الطيورُ فتمسي
…
دونها كلُّ جنةٍ غَّناَء
إنَّ في الغاب للقوافي عروساً
…
جمَّة الحسنِ تفتنُ الشعراَء
تتراءى فلا يَراها سواهم
…
وَهيَ ليستْ لغيرهم تتراَءى
ولذا يرتجي من الزمنِ الشا
…
عرُ لو أنهُ يجيبُ رجاء
عيشةً في الخلاء لا عيب فيها
…
غيرَ أنْ ليس يسمعُ الضوضاَء
حيثُ لا خبثَ في الهواء ولا في ال
…
تربِ والماءِ يجلبُ الأدواَء
حيث لا رزقَ كلما ركض المر
…
ءُ مجدّاً وراَءهُ يتنادى
فهوَ ما بينَ خوفِ سبقٍ وكدٍّ
…
كغريقٍ يصارعُ الأنواَء
لا تطيبُ الحياةُ إلَاّ لمن يه
…
ربُ منها ويهجرُ الأحياَء
ليت شعري متى أرى شعراء ال
…
شرقِ يوماً بفضلهم أغنياَء
ورثوا مَن تقدَّموهم فنالوا
…
شرَّ إرثٍ مذلةً وشقاَء
بين هجوٍ كالسبِّ أو هوَ أدنى
…
ومديحٍ تعدُّهُ استجداَء
عُوِّدوا الذلَّ فالكبيرُ كبيرٌ
…
فيهمِ حينَ يسألُ الكبراَء
ليس كالمال للقرائح سمٌّ
…
حين يلهو بيعاً بها وشراَء
إنما الشعرُ للنفوس غذاءٌ
…
أفسدوهُ فصيَّروهُ هُذاَء
يتبعُ الشعرُ أهلهُ فامتهاناُ
…
وابتذالاً أوْ عزَّةً وإِباَء
أيها الشاعرُ اتَّقِ الله واذكرْ
…
أنَّ للشعرِ حكمةً علياَء
كن دليلاً إلى سبيلٍ سويٍّ
…
ومناراً يبدّدُ الظلماَء
ثمَّ لا تنسَ موطناً كان يوماً
…
لكَ كالأمّ نسبةً ونماَء
فاحترم عهدَهُ وعهدَ بينهِ
…
ثمَّ علّمهمُ كذاكَ الوفاَء
علّم الشعبَ إنَّ للشعب ديناً
…
يمنحُ النفسَ قوةً ورجاَء
قلْ لهُ إنهُ كذلك حرٌّ
…
يعبدُ الله مطلقاً كيف شاَء
خُلِقَ الدينُ رحمةً غير أنَّ
…
الناس كانوا لبعضهم أعداَء
هدموهُ سرّاً وشادوهُ جهراً
…
وأقاموا منهم لهُ رؤساَء
فانبرى بعضُهم عدوَّا لبعضٍ
…
يخدعون الجهَّال والبسطاَء
عمرَك اللهَ ليس أجب أمراً
…
من رؤوسٍ تهشّمُ الأعضاء
ليس هذا القريض إلَاّ حديثَ ال
…
روح أوحت بنظمهِ إيحاَء
فتملّكْ بهِ العواطف وأملأ
…
كلَّ نفس فضيلةً وعلَاء
واتخذه إلى القلوب سبيلاً
…
وتلطَّفْ تصطدْ بهِ العنقاَء
لا تهاجم بهِ عفافَ العذارى
…
لا تُضلَّ الأحداثَ والضعفاَء
لُذْ برأي الجمهور في كلّ صعب
…
وَصُنِ العدلَ وارحمِ البؤساء
لا تصفْ أيّ حالةٍ قبل أن تد
…
رسَ منها الأفعالَ والأسماَء
لا تقلّدْ فيهِ ولا تتكلفْ
…
في المعاني مشقةً وعناء
قلْ سلامٌ على القديم ودعهُ
…
فكفانا نقلّدُ القدماء
وتعلَّمْ إذا رأيتَ دعيَّا
…
كيف تعمى عن أن ترى أدعياء
وتجلّدْ لصنعةٍ مَنَح الل
…
هُ ذويها تجلداً وعزاء
لهوَى في نفوسهمْ زاولوها
…
وكذا اللهُ يخلقُ الأهواء
عشقوها فأسكرتهمْ زماناً
…
ثم ماتوا من سكرهم فقراء
فهمُ كالشموعِ تفنى احتراقاً
…
وهمُ كالشموعِ تلقي ضياء
رحمَ الله مَن مضى ولنفاخرْ
…
أن للعلمِ عندنا شهداء
نقولا رزق الله
شكوى شاعر
يا شميمَ الشيح إن جزتَ حمىً
…
يستقي الدمعَ على البعدِ رَهاما
أبلغِ المحبوب عني سلوتي
…
قبلَ أن تُبلغهُ عني السلاما
علّهَ يبلو أناساً بعدنا
…
فيرى مَن ذا على العهدِ أقاما
ربما أعلنتَ مرضاةَ الهوى
…
سرَّ من تهوي فقطَّعتَ الذماما
أيها الباذِر حَبّاً في الرُّبى
…
جئتَ تصطادُ فطيَّرتَ الحماما
قد سكرنا فوجدنا دولةً
…
وصحونا لم نجد إلَاّ المُداما
وبَذرْنا العمرَ حُبّاً ومُنىً
…
وحصدناهُ انشقاقاً وانقساماً
ولقد عشنا كِراماً في الهوى
…
فإذا مُتنا بهِ مُتنا كِراما
عبد الحميد المصري
نظرة بعيدة
ويح العيونِ أكلّ شيءٍ أبصرتْ
…
أغرى بها ألماً وهاجَ شُجونا
القبحُ يقذفها وتسبلُ دمعها
…
غرُّ المحاسنِ حسرةً وفتونا
فانظر كأنك حين تنظرُ لا ترى
…
أو عِشْ معنًّى في الحياةِ حزينا
أو قلٍْ لغاويةِ العيونِ تقدَّمي
…
عهدَ الملاحةِ والشبابِ سنينا
إن الذي يسبيكِ سوف ترَينهُ
…
قوساً ولكنْ لا تُصيبُ طعينا
قد كان يُذكركِ السماء فقد غدا
…
حَدِباً يحنُّ إلى الترابِ حنينا
الدهرُ أغرى بالجمالِ جنودَهُ
…
لولاهُ جُنَّ العاشقونَ جنونا
إن أبدعتْ أيدي الطبيعة صورةً
…
جاء الزمانُ فأفسدَ التلوينا
فأعاد نضرتَها البهيةَ سُفعةً
…
وأحالَ سوداء الغدائرِ جُونا
حاشايَ أشمتُ بالجمالِ وإنما
…
أجدُ الخيالَ على الخيالِ معينا
عباس محمود العقاد