الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حادث في الصحافة
بعد ثلاث وعشرين سنة المؤيد
صدر الأمر العالي الخديوي في أوائل الشهر الماضي بإسناد منصب نقابة الأشراف ومشيخة الطرق الصوفية إلى فضيلة السيد عبد الحميد أفندي البكري ، وبتولية سعادة الشيخ علي يوسف مدير سياسة جريدة المؤيد مشيخة السادة الوفائية لمصاهرتهِ بيت السادات المشهور وفي 16 منهُ جرى الاحتفال بالسيّدين في سراي عابدين العامرة ، في قاعة الاستقبال الكبرى للتشريفات الرسمية ، فجلس الجناب الخديوي وإلى يمينه فضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر ففضيلة السيد عبد الحميد البكري فسعادة شيخ السادات الوفائية. وجلس على الجانبين بقية كبار العلماء من أعضاء مجلس إدارة الأزهر ومشايخ الأروقة ومشايخ المذاهب ورجال القضاء الشرعي وعقب أن استقرَّ المجلس بالجمع ، قُدِّمت القهوة لحضرة المتشرفين بالحضرة السنية؛ ثم قال الجناب العالي: إنني مسرورٌ اليوم كثيراً إذ أرى هذا الاحتفال يجمع كبار العلماءِ حولي؛ وأحوال المعاهد الدينية على ما نرجو لها من انتظام السير وتمام الهدوّ والسير في طريق التقدم والارتقاء. ولذلك يسرّني أن أعرب لجميع رؤساء المعاهد الدينية عن الشكر والامتنان. ومما يزيد سروري
أنني احتفل اليوم بهذين الرئيسين الدينيين اللذين عُهِدت إليهما المحافظة على مجد بيتين من أعظم بيوت المجد والشرف وقد سبق لي أن استقبلتُ عقبَ وجودي في هذا المركز حضرة السيد توفيق أفندي البكري ، وأنا اليوم أستقبل حضرة السيد عبد الحميد البكري خلفاً له ، وأستقبل معهُ حضرة السيد علي يوسف شيخاً للسادة الوفائية؛ وأراهما خيرَ أهل لما عهدتُ إليهما. وبمعونتكم إن شاء الله يقومان بوظيفتهما خير قيام
ثم أمر سر تشريفاتي خديوي فألبسهما خلعتين سنيتين مصنوعتين من الجوخ الأخضر ومبطنتين بالفرو النفيس ، وكانت عمامتا السادة البكرية والسادة الوفائية قد احضرتا في الجلسة ، فأمر الجناب العالي سعادة السر تشريفاتي خديوي بإلباسهما إياهما وبعد انتهاء الحفلة الرسمية في سراي عابدين قصد فضيلة السيد عبد الحميد البكري سراي السادة البكرية في الخرنفش؛ وقصد سعادة السيد علي يوسف في جمع من رجال الطريقة الوفائية وقد لبسوا الأخضر وتعمموا بالعمائم الكبيرة زاوية الرباط في جهة الخرنفش أيضاً وهي الزاوية القديمة التي كان يتعبَّد فيها
سيدي علي وفا الأستاذ الأكبر الأشهر للطريقة الوفائية مدة حياتهِ ، وكان يعيش في أواخر القرن الثامن للهجرة وهناك دخل شيخ السادات الوفائية الجديد كعادة كل شيخ يتولى مشيخة هذه الطريقة ، فتوضأ وصلَّى ركعتين في القبلة. ثم قرأ جماعة الطريقة حزب السادة الوفائية وكَّروا شعارها وهي كلمة يا مولاي ، يا واحد! يا مولاي ، يا دائم! يا علي يا حكيم! وفي الساعة الأولى بعد الظهر عاد هذا الجمع إلى بيت السادة الوفائية في درب الجماميز؛ حيث جلس شيخ السادة برهة من الزمن على سجادة السادة الوفائية؛ وهي أقدم سجادة توجد في مصر إذ كان يصلي عليها سيدي محمد وفا الأكبر ، والد سيدي علي وفا ، الذي ولد في أوائل القرن الثامن للهجرة لوالده السيد علي وفا الذي ولد في أوائل القرن الثامن للهجرة لوالده السيد النجم الأنور الذي كان أستاذ سيدي ابن عطاء الله السكندري
هذا ولما كان خروج السيد علي يوسف من الصحافة ، بعد أن خدمها في المؤيد زهاءَ ثلاثة وعشرين عاماً ، حادثاً ذا شأنٍ في عالم الأدب رأت الزهور أن تجمع لقرَّائها زبدة أقوال بعض الكتاب والصحافيين في زميلهم السابق؛ من حيث هو كاتب صحافيٌ فقط ، وهذا ما تيسر لنا جمعهُ الشيخ علي يوسف سهلُ التأليف ، شديد المضاء. هو في بيانهِ أقربُ إلى العامة منهُ إلى الخاصة. إذا غالبَ غالبَ بصوتهِ دون روحهِ؛ صحافيٌّ محنّك وليست الكتابة من عملهِ
كأنما يراعُهُ سوطُهُ
…
يضربُ أن جدَّ ولا يكتبُ
لا تَدَعُ العجمةُ أسلوبهُ
…
فليس في أسلوبهِ مُعرَبُ
ولي الدين يكن
لو كان غيرَ سياسيٍّ بطبيعتهِ ، لما كان من الكتاب
أبو السامي الرافعي
أنظر إليهِ بعين الصحافي ، فأراهُ عظيمَ البراعة ، في تقليب اليراعة ، وشديد الحصافة ، في ميدان الصحافة؛ ولو وجد قلمهُ من عواطفهِ دعامة ، لرفعهُ بيننا إلى مقام الزعامة؛ ولقد زاد فضلهُ أنه من الطبقة العصامية ، وجهّال اللغات الأجنبية
يوسف البستاني
سيف لا يزال في غمده صدِئاً حتى يجلوَه القراع
مصطفى لطفي المنفلوطي
كان للإنشاء في مصر ديوان أنت رئيسه ، والكتاب جميعاً عمَّاله
مصطفى لطفي المنفلوطي أيضاً