الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العَلك ، كنت أقول: وهل يموت من يقيم في مثل هذه المباني المحكمة البنيان ، التي لم يشيّد مثلها سليمان ، ولا الإنس ولا الجان! فما أشدَّ ما كانت ثقتي بنفسي ، وطمعي بهذه الحياة ، وبقوة أعضائي ، وبتراكيب مفاصلي ومواصلي ، وقوة أجنحتي!!! كل ذلك أصبح كأن لم يكن ، لقد عشت للطبيعة وللمجد ، لقد عشت لنفسي ولمنفعتي. لقد عشت ولم استفد فائدةً تذكر لآخرتي ، لقد عشت في دار الفرار ولم اتخذ عملاً فيهِ الثواب لدار القرار. ولقد أحسن من قال:
يا صاحبي أن الزما
…
نَ كما علمت وما علمتُهْ
يفني الذي جمَّعتُه
…
بيدي ويحصد ما زرعتهُْ
ويخون مَن صافيتُهُ
…
عمداً ويعشق مَن مقتُّهْ
وجهلتُهُ فحمدتهُ
…
وذممتهُ لمَّا عرفتُهْ
ولطالما عاتبتهُ
…
حتى على رغمٍ تركتًهْ
ساتسنا
المودَّة
المودة بين الأخيار سريع اتصالها ، بطيءٌ انقطاعها. ومثَلُ ذلك كمثَل كوب الذهب ، هو بطيء الانكسار ، هيّن الإصلاح. والمودَّة بين الأشرار سريع انقطاعها ، بطيء اتصالها ، كالكوز من الفخار يكسره أدنى عبث ، ثم لا وصل له أبداً. والكريم يمنح مودَّته عن لقيةٍ واحدة ، أو معرفة يوم؛ واللئيم لا يصلُ أحداً إلا عن رغبة أو رهبة
(ابن المقفع)