الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اليوم الغابر الذي لا يُرَدّ ، ولا ذلك اليوم الآتي الذي لا يُعرف ، بل هو هذا اليوم الحاضر سواء كان جوّه صافياً أو متلبداً بالغيوم
جول كلارتي
ما سوف يكون القرن العشرون؟ سيكون كغيره من القرون: العلوم الطبيعية والمادية ستواصل سيرها فتزيد في رفاهية المعيشة ، وعلماءُ السياسة والاجتماع سيظلون ينسبون الفضل في ذلك إلى أنفسهم سواء ساعدوا هذا الترقي على غير علم منهم أو عرقلوا سيره ، ومخيلة البشر ستظل تخلق لهم أسباباً للشقاء والتعاسة ، وأهواؤهم ستجلب دائماً البلايا والرزايا وعواطفهم الشريفة تحاول مداواة تلك المصائب. والعدل سيظلُّ في عمل واحد وهو تغير مراكز المدعون إلى تلك المائدة حيث يأكل الكبارُ الصغار ، وأصحاب القلوب
الطيبة سيظلون يعتقدون أن تلك الحالة يجب أن تكون على غير ما هي
ملكيو ردي فوكيه
فؤادي والذكرى
أيها القلب الشجي! يا لها طرفة من الأغاني قد أثارت كامن وجدك فما هو إلاّ سجع البلابل ونوح الحمائم هاجا ذكرى لوعتك. أيها القلب الشجي! ما هو إلاّ مغرب الشمس ومطلع البدر ، بل ما هي إلاّ الزهرة الساطعة تذكرك ماضياً زاهراً ، بل كوكباً تألق في صفحة حياتك ، ثم توارى بحُجُب المغرب تحدوه نظراتُ الأسى القاتل. أيها القلب الشجي! ما هي إلَاّ زهرة جافة في كتابٍ حرَّكتْ
ساكن ذكراك ، وجعلتك تتنزي تنزي الأطيار وقد رابها شبحا الصياد. أيها القلب الشجي! ما هي إلَاّ دمعة الألم تعقبها ابتسامة الأمل ، وما هي إلَاّ ذكرى الماضي يشوبها رجاءٌ ضعيف في المستقبل ، بل ما هو إلَاّ الحال وكأنه فردوس من حلو الأماني وسط سياج من مرّ الواقع ، بل ما هو إلَاّ اليأس المميت قد كاد يرديك. فأخفق أيها القلب واضرب ضربات الحياة ، ولكن حياة الإِباء حياة الأمل ، أو فاسكن سكون الموت سكون العدم سكون الفناء ، بل اسكن الرمس وعليك في الحالتين سلام. أيتها الذكرى! أنتِ يا بنت الم ، وشقيقة الأمل. تسكنين مسارح الخيال ، وتعشقين حفيف الأشجار ، وتغريد الأطيار؛ تتخللين النغمات وتلازمين النفحات؛ يحتويك خرير الماء ويحملك نسيم الخلاء ، فكأنكِ الشعر في صوره وجمال الطبيعة في أبهى مظاهرهِ. أمرجعةٌ أنتِ عهداً سجلتهُ أيدي الوفاء ، ومحتهُ أكفُّ الجفاء؟ عهداً تذكره الأطيار في أوكارها والكواكب في بروجها؟ تتحدث بهِ الظباء في مسارحها والآساد في آجامها؟ عهداً أشهد عليهِ الغدير والماء السلسبيل ، والأطيار والأقمار ، والمغرب والمشرق ، والشمال والجنوب ، والزهور والرياحين ، ونهر المجرة وتباشير الصباح؟ كلا أيتها الذكرى فما أنتِ بمرجعة الماضي ، ولا مكررة صورَ الحياة:
أقصر فؤادي فما الذكرى بنافعة=ولا بمرجعة بعضَ الذي كانا
شبين الكوم
أمين حمدي