الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجزاء من جنس العمل، التقوى في الحياة الدنيا، بامتثال الأوامر، والانتهاء عن النواهي، أدت إلى مرحلة الإحسان، والإحسان استحق به العبد هذا النعيم، من الظلال الوارفة، والعيون الجارية، والفواكه المتنوعة والمتعددة في اللون والشكل والطعم، والمأكولات المختلفة، والمشروبات اللذيذة المتنوعة، وهذا كله وغيره، من ثمرات الإحسان.
11 -
الحسنى وزيادة:
قال تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (1)، وأخرج الترمذي في جامعه ما يلي: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (2) قال: «إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى مناد: إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه، قالوا: ألم يبيض وجوهنا وينجنا من النار ويدخلنا الجنة. قال: فيكشف الحجاب، قال: فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه (3)» .
(1) سورة يونس الآية 26
(2)
سورة يونس الآية 26
(3)
جامع الترمذي كتاب التفسير باب 11 سورة يونس جـ 5 ص 286 رقم 3105، وقال عنه الألباني: صحيح في صحيح الجامع رقم 535.
وقد روي تفسير الزيادة بالنظر إلى وجه الله الكريم، عن أبي بكر الصديق، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عباس وغيرهم. وهذه الرؤية أعظم نعيم للمؤمنين في الجنة، واليوم الذي يرى فيه المؤمنون الله سبحانه وتعالى يسمى يوم المزيد (1).
وقال تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} (2){الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} (3).
إن من يمتثل الأوامر، ويجتنب كبائر الإثم والفواحش فهو محسن، ومن كان محسنا فله الحسنى في الآخرة وهي الجنة.
قال ابن كثير:. . . أي: يجازي كلا بعمله، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، ثم فسر المحسنين بأنهم الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش، أي لا يتعاطون المحرمات الكبائر، وإن وقع منهم بعض الصغائر فإنه يغفر لهم ويستر عليهم، كما قال في الآية الأخرى:{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} (4)(5).
(1) انظر: تفسير ابن كثير جـ 4 ص 198، 199.
(2)
سورة النجم الآية 31
(3)
سورة النجم الآية 32
(4)
سورة النساء الآية 31
(5)
تفسير ابن كثير جـ 7 ص 435.