الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خزيمة بن ثابت لم أجدهما مع غيره {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} (1) إلى آخرها، فكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهم (2).
ومن شدة حرصهم رضي الله عنهم على التأكد من صحة آيات القرآن الكريم كان زيد وعمر لا يقبلان من أحد شيئا حتى يشهد شاهدان وذلك بأمر الصديق رضي الله عنه؛ لأنه قال لهما: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه. فبدأ زيد، واستغرق ذلك سنة تقريبا. .
وبهذا حفظ الله تعالى مصدر الدعوة الأول الكتاب الكريم من التحريف أو الضياع أو النسيان، وصدق الله تعالى إذ يقول:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (3).
(1) سورة التوبة الآية 128
(2)
رواه الإمام البخاري، كتاب التفسير، باب سورة براءة، جـ 6، مصدر سابق، ص 89.
(3)
سورة الحجر الآية 9
المطلب الخامس: نشر الدعوة عن طريق الجهاد:
إن أي دعوة في الدنيا لا بد لها من حملة يحملونها ويدافعون عنها وينشرونها بين الناس، وقد حمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عبء الدعوة
الإسلامية وجاهد في سبيل الله من أجل نشرها.
ولما كانت الدعوة إلى الله تعالى دعوة عالمية وللناس كافة فقد كلف الله تعالى المسلمين بنشرها في كل زمان ومكان، وذلك في قوله تعالى:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (1)، وقال تعالى:{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (2)، وقال تعالى:{قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (3).
لذلك عندما استخلف الصديق رضي الله عنه تحمل مسئولية نشر الدعوة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان مثالا للأمانة والقوة في حمل العبء، فقضى على فتنة المرتدين وجعل عهده عهد كفاح وجهاد، امتدادا لعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان الصديق رضي الله عنه يرى أنه لا مناص أمامه من فتح البلاد التي تدين بغير دين الإسلام لكي يؤمن الطريق أمام الدعوة لتأخذ طريقها إلى قلوب الشعوب، فتختار ديانتها دون إكراه؛ لذلك سيرت الجيوش إليها، وعند وصولها بدأت الدعوة، ثم عرض الخصلتين
(1) سورة يوسف الآية 108
(2)
سورة الأنفال الآية 39
(3)
سورة التوبة الآية 29