الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن هنا نستطيع القول بأن هذا الفن الذي هو تاريخ الدعوة يعطينا التصور المطلوب عن كيفية نشر الإسلام، مثبتة بتعيين حوادثها والأشخاص الذين شاركوا فيها، مقرونة بالتوقيت، مما يعين على الاستفادة الكاملة من هذه المادة، كما سيأتي بعون الله تعالى.
المبحث الأول: اختيار الصديق رضي الله عنه ومبايعته إماما للمسلمين:
المطلب الأول: الأمة المصطفاة لوراثة كتاب الله والدعوة إليه:
إن من المتقرر شرعا أن الله تعالى لم يخلق الخلق عبثا، ولم يزكهم سدى، بل خلقهم لعبادته، كما أخبر جل وعلا بقوله:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (1)، ولكن هؤلاء الخلق لم يصلوا بعقولهم القاصرة إلى العبادة الحقة لله تعالى؛ ولذا أرسل الله الرسل مبشرين ومنذرين يدعون الناس إلى العبادة الصحيحة، كما في قوله عز وجل:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (2)، فلم تزل الرسل ترسل والكتب تتنزل على الأمم السابقة. إلا أن هذه الأمم جميعها لم تكن هي الأمة المصطفاة لتكون وارثة لكتاب الله الخاتم، الداعية إليه.
لقد أنزل الله كتابه المبين على رسوله الكريم، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، واختار لهذا الرسول الكريم رجالا صادقين
(1) سورة الذاريات الآية 56
(2)
سورة النحل الآية 36