الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإني بعثت إليكم في جيش من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان، وأمرته ألا يقبل من أحد إلا الإيمان بالله، ولا يقتله حتى يدعوه إلى الله عز وجل، فإن أجاب وأقر وعمل صالحا قبل منه وأعانه عليه، وإن أبى حاربه عليه حتى يفيء إلى أمر الله، ثم لا يبقي على أحد منهم قدر عليه، وأن يحرقهم بالنار، وأن يقتلهم كل قتلة، وأن يسبي النساء والذراري، ولا يقبل من أحد غير الإسلام، فمن اتبعه فهو خير له، ومن تركه فلن يعجز الله.
وقد أمرت رسولي أن يقرأ كتابي في كل مجمع لكم، والداعية الآذان، فإذا أذن المسلمون فكفوا عنهم، وإن لم يؤذنوا فسلوهم ما عليهم، فإن أبوا عاجلوهم، وإن أقروا حمل منهم على ما ينبغي لهم) (2).
(1) سورة فاطر الآية 6
(2)
البداية والنهاية، ابن كثير، ج 6، مصدر سابق، ص 315، 316.
الفرع الثالث: جهود الصديق رضي الله عنه في القضاء على الدعوات المضللة:
لما سير الصديق رضي الله عنه جيش أسامة رضي الله عنه ومضت ثلاثة أيام، عين الصديق رضي الله عنه بعض كبار الصحابة على منافذ المدينة.
وعندما أغار على المدينة بعض المرتدين ليلا خرج الصديق إليهم بمن كان معه في المسجد ففر المغيرون، وأدركهم الصديق رضي الله عنه فحصل اللقاء، ووضع الصديق فيهم السيف ثم رجع إلى المدينة، واستقر فيها حتى عاد جيش أسامة منتصرا. بعدها خرج الصديق إلى ذي القصة فعقد أحد عشر لواء لقتال المرتدين، وجعل على كل لواء قائدا، ووجههم جميعا إلى جهات من الجزيرة، وهي الجهات التي فيها الردة.
أولا: القضاء على دعوة طليحة بن خويلد الأسدي (11هـ):
كان ممن ادعى النبوة ودعا الناس لاتباعه طليحة بن خويلد الأسدي، فاتبعه بنو أسد وغطفان، فأرسل الصديق إليه خالد بن الوليد رضي الله عنه (ت 21 هـ) على رأس اللواء الأول إلى البزاخة جهة جبال طيئ التي أقام فيها طليحة ومن تبعه من قبائل العرب، وكان الصديق قد بعث عدي بن حاتم (ت 68 أو 67 هـ)، وقال له: أدرك قومك لا يلحقوا بطليحة. فذهب عدي إليهم فتمنعوا مدة ثم قبلوا.
وبعد وصول خالد إلى بني طيئ خرج إليه عدي فقال: أنظرني ثلاثة أيام، فإنهم قد استنظروني حتى يبعثوا إلى من تعجل منهم إلى طليحة فيرجعوا إليه، فإنهم يخشون إن تابعوك أن يقتل طليحة من سار إليه منهم، وهذا أحب إليك من أن يعجلهم إلى النار. فلما كان بعد ثلاث جاءه عدي في خمسمائة مقاتل ممن راجع