الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحق، فانضافوا إلى جيش خالد، ثم دعا عدي بعض فروع قومه، فجاء أيضا بألف منهم راجعوا الحق.
ثم سار خالد حتى نزل بأجا وسلمى، وهناك التقى بطليحة، فبدأ القتال وطليحة ملتف في كساء يتنبأ فيما يزعم، فانهزم عنه أتباعه، فقام وهرب هو وامرأته إلى الشام.
وبعد مدة من الزمن راجع طليحة الإسلام فذهب إلى مكة معتمرا، واستحى أن يواجه الصديق مدة حياته، ورجع يقاتل مع خالد (1).
وهكذا انتهت إحدى الدعوات المضللة في جزيرة العرب بفضل الله تعالى أولا، ثم بجهاد الدعاة الغيورين على هذه الدعوة، وكان ذلك في السنة الحادية عشرة للهجرة.
(1) انظر: تاريخ الأمم والملوك، الطبري، ج 3، مصدر سابق، ص 360.
ثانيا: القضاء على دعوتي سجاح بنت الحارث ومسيلمة الكذاب
(11هـ):
كانت سجاح بنت الحارث نصرانية داهية ادعت النبوة. قدمت من الجزيرة وبالتحديد من العراق، فدعت الناس لاتباعها، فاستجاب لها بنو تميم وهم قومها، إذ أعلن مالك بن نويرة وغيره من قادة تميم استجابتهم لها، فتوجهت بمن اتبعها إلى اليمامة حيث مسيلمة الكذاب، فلما سمع بمسيرها إليه خافها؛ لأنه مشغول بمقاتلة ثمامة بن
أثال، فبعث مسيلمة إليها ليستأمنها ويعطيها نصف الأرض التي كانت لقريش إذا عدلت.
وعند اجتماعهما للتفاوض على ذلك اتفقا عليه، واتفقا أيضا على الزواج، وبالفعل تم ذلك مباشرة طمعا منهما بأن يكون أتباعهما أكبر جيش في الجزيرة، وجعل مهرها صلاتي الفجر والعشاء.
ولما سمعت سجاح بتوجه خالد بن الوليد رضي الله عنه إليهما هربت إلى العراق، واستمرت هناك إلى زمان معاوية رضي الله عنه.
وأما مسيلمة الكذاب فقد ظهر في بني حنيفة الذين استطاعوا الانتصار على ثمامة بن أثال وعكرمة بن أبي جهل ومن معه، فلما سمع مسيلمة بقدوم خالد رضي الله عنه عسكر في طرف اليمامة، فحشد أهل اليمامة، فلما قرب خالد أعد جيشه وقومه، وأدخل معه المدد الذي أرسله أبو بكر رضي الله عنه، فاشتبك الجيشان في معركة لم تشهد الجزيرة مثلها، اضطر المسلمون إلى التقهقر قليلا، ولكن بفضل الله تعالى ثم بثبات جند الدعوة تمكن المسلمون من