الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إعادة الكرة، فهزموا مسيلمة، فتراجع إلى حديقة الموت، فدخلها المسلمون وهم يقتلون المرتدين حتى خلصوا إلى مسيلمة، فتقدم إليه وحشي بن حرب رضي الله عنه قاتل حمزة - فرماه بحربته، فكان جملة من قتل في الحديقة عشرة آلاف مقاتل، واستشهد من المسلمين خمسمائة.
وهكذا قضى الدعاة على دعوتين مضللتين في سنة إحدى عشرة للهجرة.
ثالثا: القضاء على ردة أهل البحرين تحت زعامة الحطم بن ضبيعة
(11هـ):
لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي بعده المنذر بن ساوى العبدي ملك البحرين، فلما مات المنذر ارتد أهل البحرين، ولم يبق منهم على الثبات سوى أهل جواثا، فحاصرهم المرتدون وضيقوا عليهم، فقال أحدهم:
ألا أبلغ أبا بكر رسولا
…
وفتيان المدينة أجمعينا
فهل لكم إلى قوم كرام
…
قعود في جواثا محصرينا
كأن دماءهم في كل فج
…
شعاع الشمس يغشى الناظرينا
توكلنا على الرحمن إنا
…
وجدنا النصر للمتوكلينا
فبعث إليهم الصديق العلاء بن الحضرمي. رضي الله عنه (ت: 14 هـ) فأكرمه الله تعالى ببعض الكرامات. ولما اقترب من جيوش المرتدين نزل وبات الجيش، فبينما المسلمون في الليل إذ سمع العلاء أصواتا عالية قي جيش المرتدين، فأرسل رجلا ليكشف الخبر، فوجدهم سكارى، فركب العلاء إليهم ووضع فيهم السيف، ولم ينج إلا القليل، وكان الحطم بن ضبيعة نائما فقام فزعا وركب جواده فانقطع ركابه، فجعل يقول: من يصلح لي ركابي؟ فجاء رجل من المسلمين في الليل وقال: أنا أصلحها لك، ارفع رجلك فلما رفعها ضربه بالسيف فقطعها مع قدمه، فقال الحطم: أجهز علي. فقال: لا أفعل، وصار يسأل كل من مر عليه أن يقتله، والمسلمون يأبون حتى مر أحدهم فقتله، فلما وجد رجله مقطوعة ندم (1).
وهكذا قضي على ردة أهل البحرين، واستقام الأمر فيها للمسلمين. وتلك من أهم حوادث الردة التي استطاع أبو بكر رضي الله عنه القضاء عليها، فعادت دولة الإسلام قوية منصورة، ولله المنة والفضل.
(1) انظر: البداية والنهاية، ابن كثير، جـ 6 مصدر سابق، ص 327، 328