الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التعليق:
يدل هذا النص العظيم على الحمية القوية من الإمام الشافعي على العقيدة السلفية والتبري من أهل البدع على أصنافهم وأن أهل الكلام ليسوا من أهل العلم؛ ويستنبط من هذا النص: أنه لو أوصى أحد من أهل العلم بكتبه من العلم لآخر لم تدخل فيه كتب الكلام -إن كانت- لأنها ليست بكتب علم.
مناظرة أهل الكلام وتأليف الكتب في الرد عليهم:
(2)
وأخرج الهروي عن الحسن الزعفراني قال: " سمعت الشافعي يقول: ما ناظرت أحدا في الكلام إلا مرة وأنا أستغفر الله من ذلك "(1).
التعليق:
يدل هذا النص على الإعراض في محادثة أهل الكلام لئلا يتعلق بالمرء شبهة من شبهاتهم، ولكن إذا كان لا بد من مناظرتهم لأجل ضرورة شرعية يجوز مناظرتهم لأجل ضرورة شرعية يجوز مناظرتهم وإسكاتهم وقمعهم وإزالة شبهاتهم بنصوص الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة.
(3)
وأخرج الهروي عن الربيع بن سليمان قال: " قال الشافعي: لو أردت أن أضع على كل مخالف كتابا كبيرا لفعلت، ولكن ليس الكلام من شأني، ولا أحب أن ينسب إلي منه شيء "(2).
(1) ذم الكلام (ق 213) وأورده الذهبي في السير 10/ 30.
(2)
ذم الكلام (ق - 215).
التعليق:
كانت طريقة السلف أن لا يهتموا كثيرا بتأليف الكتب في الرد على أهل البدع خوفا من انتشار بدعهم، ولكن لما كثرت البدع وانتشرت وأحسوا ضرورة الرد عليهم فكثرت مؤلفات السلف في الرد على أصناف من الجهمية والقدرية والمرجئة والرافضة والخوارج وغيرهم من أهل البدع، ورأوا أن الرد على أهل البدع من أعظم الجهاد في سبيل الله ومن أجل العبادة لله تعالى.
ومن شك في هذه الحقيقة فليتدبر عقائد المعتزلة وأفراخهم والماتريدية وغيرهم وما فيها من تعطيل وإرجاء وتحريف لنصوص الصفات وإنكار لعلو الله تعالى، وقول بخلق القرآن وابتداع للكلام النفسي، واستخفاف بنصوص الوحي وتقديم عقولهم السخيفة عليها، إلى غيرها من الضلال.
الخلاصة:
1 -
كان الشافعي رحمه الله تعالى، ينهى عن الاشتغال بعلم الكلام وكان يذم أهله وينهى عن كلامهم.
2 -
كان الشافعي حريصا على ألا ينسب إلى الكلام بأي شكل من الأشكال.
3 -
يرى رحمه الله أن كتب أهل الكلام ليست من كتب العلم في شيء.