الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تبلغها عقولهم لكان خيرا لهم، ولما حصل منهم ذلك الضلال والاضطراب والحيرة والشك.
4 -
على الإنسان طالب العلم أن يشتغل بما يفيده ويترتب عليه العمل، ولا ينشغل بالبحث عما لا طائل وراءه ولا فائدة ترجى منه.
5 -
أنه يجب على المسلم الإيمان بجميع أسمائه تعالى وصفاته العلم بمعانيها بلا تمثيل ولا تعطيل، كما يجب عليه تفويض علم الكيفية إلى الله تعالى؛ لأنه من دائرة علم الغيب.
بدعة القول بخلق أسماء الله الحسنى:
(4) وأخرج ابن عبد البر عن يونس بن عبد الأعلى قال: " سمعت الشافعي يقول: إذا سمعت الرجل يقول: الاسم غير المسمى، أو الشيء غير الشيء فاشهد عليه بالزندقة "(1).
التعليق على هذا النص المبارك: لقد رد الإمام الشافعي بنصه هذا على أصناف من المعطلة ومن يسير سيرهم من المعتزلة والماتريدية والأشعرية
(1) الانتقاء ص 79، ومجموع الفتاوى 6/ 187.
وغيرهم من القائلين ببدعة القول بخلق القرآن وببدعة القول بخلق أسماء الله تعالى. وذلك أن من الجهمية من كانوا صرحاء في بدعتهم فكانوا يقولون ببدعة القول بخلق الأسماء الحسنى تبعا للقول ببدعة القول بخلق القرآن، ولكن من هؤلاء المعطلة من كانوا غير صرحاء في إظهار هذه البدعة؛ فكانوا يموهون على الناس بقولهم:" الاسم غير المسمى " وقصدهم بذلك التمهيد إلى بدعة القول بخلق أسماء الله تعالى، بحجة أن الاسم إذا كان غير مسمى فأسماء الله تعالى غير الله، وكل ما كان غير الله فهو مخلوق فأسماء الله تعالى مخلوقة؛ لأنها غير الله.
وقال آخرون من هؤلاء المعطلة أن الاسم عين المسمى، وقصدهم بهذا القول أن الاسم الأول وهو الله ذاته غير مخلوق أما هذه الألفاظ كالله والرحمن والرحيم فهي تسميات وهي مخلوقة، وهذا القول لا يقل ضلالا من القول الأول الصريح للجهمية؛ لأن في طيه قولا ببدعة خلق أسماء الله تعالى تبعا للقول بخلق القرآن.
ومن أئمة السنة من قال أيضا: "الاسم عين المسمى" وليس قصدهم أن أسماء الله مخلوقة ولكن قصدهم أنك إذا قلت: " يا الله " فليس المراد " لفظ الله " بل المراد " المسمى هو الله ذاته " ولكن لما كان قولهم هذا في الظاهر موافقا للجهمية أنكره سائر أئمة السنة، وقالوا: البحث في " أن الاسم غير المسمى " أو " أن الاسم هو المسمى " كل ذلك من حماقات المتكلمين وضلال الجهميين، وكفروا القائلين بخلق أسماء الله