الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
«يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه (1)» يدل على أنه شفع فيما طلب من تعجيل حساب أهل الموقف، فإنه لما أمر بإدخال من لا حساب عليه من أمته فقد شرع في حساب من عليه حساب من أمته وغيرهم " (2).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "أما الشفاعة الأولى فيشفع في أهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد أن يراجع الأنبياء آدم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى ابن مريم عن الشفاعة حتى تنتهي إليه "(3).
(1) صحيح البخاري تفسير القرآن (4712)، صحيح مسلم الإيمان (194)، سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (2434)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 436).
(2)
التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة ص (245).
(3)
شرح العقيدة الواسطية ص (215).
2 -
الشفاعة في دخول أهل الجنة الجنة بعد الفراغ من حسابهم:
من الأدلة على هذه الشفاعة حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أنا أول شفيع في الجنة، لم يصدق نبي من الأنبياء ما صدقت، وإن من الأنبياء نبيا ما يصدقه من أمته إلا رجل واحد (1)» .
وحديثه الآخر أيضا رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح، فيقول: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت، لا أفتح لأحد
(1) أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الإيمان) باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أنا أول شفيع يشفع في الجنة "(1/ 188).
قبلك (1)».
ومنها: حديث أبي هريرة وأبي حذيفة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يجمع الله تبارك وتعالى الناس، فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة، فيأتون آدم يقولون: يا أبانا استفتح لنا الجنة، فيقول: وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم آدم لست بصاحب ذلك، اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله، قال: فيقول إبراهيم: لست بصاحب ذلك إنما كنت خليلا من وراء وراء (4)» .
فهذه الأحاديث وغيرها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم
(1) أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الإيمان) باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أنا أول شفيع يشفع في الجنة "(1/ 188).
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الإيمان) باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (1/ 186).
(3)
أي تقرب، قال تعالى:(وأزلفت الجنة للمتقين) أي قربت. (2)
(4)
(3)، اعمدوا إلى موسى عليه السلام الذي كلمه الله تكليما، فيأتون موسى عليه السلام فيقول: لست بصاحب ذلك، اذهبوا إلى عيسى كلمة الله وروحه، فيقول عيسى عليه السلام: لست بصاحب ذلك، فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقوم فيؤذن له