الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عقيدة الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي
للدكتور: محمد بن عبد الرحمن الخميس
المبحث الأول:
عقيدته في التوحيد:
تكلم الشافعي رحمه الله تعالى كما تكلم غيره من الأئمة في إثبات توحيد الله تعالى بأنواعه وكذلك في توحيد الأسماء والصفات على ما ثبتت به النصوص الصحيحة الثابتة، وكذلك في إثبات العلو والكلام والاستواء وغيرها من الصفات الإلهية، كما في النصوص الآتية، فمنها:
الحلف:
(1) أخرج البيهقي عن الربيع بن سليمان قال: " قال الشافعي: من حلف بالله أو باسم من أسمائه فحنث فعليه الكفارة، ومن حلف بشيء غير الله مثل أن يقول الرجل: والكعبة وأبي وكذا وكذا ما كان، فحنث فلا كفارة عليه، ومثل ذلك قوله: لعمري، لا كفارة عليه، ويمين بغير الله فهي مكروهة منهي عنها من قبل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل نهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفا فليحلف بالله
أو ليسكت (1)» (2).
أسماء الله غير مخلوقة: وعلل الشافعي لذلك بأن أسماء الله غير مخلوقة، فمن حلف باسم الله فحنث فعليه الكفارة.
التعليق على هذا النص: قلت: يدل هذا النص المبارك من هذا الإمام العظيم على مسائل مهمة في العقيدة: الأولى: أن الله تعالى له أسماء يجب الإيمان بها بلا تمثيل، وهذا رد على الجهمية الأولى.
الثانية: أن أسماء الله تعالى حسنى؛ لأنها تدل على صفات كمال، فلا يجوز تعطيلها، كما فعلت المعتزلة حيث آمنوا بها مجردة عن المعاني الحسنة التي هي صفات الله تعالى، أو كما فعل الماتريدية والأشعرية حيث عطلوا معاني بعض تلك الأسماء
(1) أخرجه البخاري في كتاب (الأيمان والنذور)، باب لا تحلفوا بآبائكم 11/ 530، ومسلم في كتاب (الأيمان) باب النهي عن الحلف بغير الله 3/ 1266 ح1646.
(2)
مناقب الشافعي 1/ 405.