الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إثبات أسماء الله وصفاته:
(12) وفي جزء الاعتقاد المنسوب للشافعي من رواية أبي طالب العشاري - ما نصه قال: وقد سئل عن صفات الله عز وجل وما ينبغي أن يؤمن به، فقال: " لله تبارك وتعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه وخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم أمته، لا يسع (1) أحدا من خلق الله عز وجل قامت لديه (2) الحجة إن القرآن نزل به وصح عنده (3) قول النبي صلى الله عليه وسلم، فيما روى عنه العدل خلافه (4) فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه، فهو كافر بالله (5) عز وجل، فأما قبل ثبوت الحجة عليه من جهة الخبر، فمعذور بالجهل؛ لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا
(1) في الطبقات (لا يسمع).
(2)
في الطبقات: (عليه).
(3)
في الطبقات: (عنه بقوله).
(4)
في الطبقات. (سقطت كلمة خلافه).
(5)
في الطبقات. (فهو بالله كافر).
بالدراية (1) والفكر ونحو ذلك. أخبر الله عز وجل أنه سميع وأن له يدين بقوله عز وجل: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} (2) الآية. وأن له يمينا بقوله عز وجل: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} (3) الآية. وأن له وجها بقوله عز وجل: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} (4) الآية. وقوله. {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (5). وأن له قدما بقوله صلى الله عليه وسلم: «حتى يضع الرب عز وجل فيهما قدمه (6)» يعني جهنم. وأنه يضحك؛ لقوله صلى الله عليه وسم للذي قتل في سبيل الله عز وجل أنه: «لقي الله عز وجل وهو يضحك إليه (7)» وأنه يهبط كل ليلة إلى السماء الدنيا، بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، وأنه ليس بأعور؛ لقول
(1) في الطبقات: (ولا بالرواية).
(2)
سورة المائدة الآية 64
(3)
سورة الزمر الآية 67
(4)
سورة القصص الآية 88
(5)
سورة الرحمن الآية 27
(6)
أخرجه البخاري (كتاب التفسير) باب: " وتقول هل من مزيد " 8/ 594 ح 4848، ومسلم (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها) باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء 4/ 2187 ح2848 كلاهما من طريق قتادة عن أنس بن مالك.
(7)
أخرجه البخاري (كتاب الجهاد) باب الكافر يقتل المسلم (6/ 39) ح (2826)، ومسلم (كتاب الإمارة) باب بيان الرجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة (3/ 1504) ح (1890) كلاهما من طريق الأعرج عن أبي هريرة.
النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر الدجال فقال: «إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور (1)» . وأن المؤمنين يرون ربهم عز وجل يوم القيامة بأبصارهم كما يرون القمر ليلة البدر، وأن له أصبعا بقوله صلى الله عليه وسلم:«ما من قلب إلا هو بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل (2)» .
وإن (3) هذه المعاني التي وصف الله عز وجل بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم، لا يدرك (4) حقه (5) ذلك بالفكر والدراية (6) ولا يفكر بجهلها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه، وإن (7) كان الوارد بذلك خبرا يقوم في الفهم مقام المشاهدة في
(1) أخرجه البخاري (كتاب الفتن) باب ذكر الدجال (13/ 91) ح (7131) ومسلم (كتاب الفتن وأشراط الساعة) باب ذكر الدجال وصفته (4/ 2248) ح (2933) كلاهما من طريق قتادة عن أنس بن مالك.
(2)
أخرجه بنحو هذا اللفظ أحمد في المسند (4/ 182)، وابن ماجه في المقدمة باب: فيما أنكرت الجهمية (1/ 72) ح (199) والحاكم في المستدرك (1/ 525)، والآجري فتن الشريعة ص 317 وابن منده في الرد على الجهمية ص 87، جميعهم من حديث النواس بن سمعان قال الحاكم. "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، وأقره الذهبي في التلخيص، وقال عنه ابن منده:"حديث النواس بن سمعان حديث ثابت رواه الأئمة المشاهير ممن لا يمكن الطعن على واحد منهم".
(3)
في الطبقات. (فإن).
(4)
في الطبقات: (مما لا يدرك).
(5)
في الطبقات. (حقيقته) ولعل الصواب (خلفه).
(6)
في الطبقات. (والروية).
(7)
في الطبقات: (فإن كان).
السماع [وجبت الدينونة](1) على سامعه بحقيقته والشهادة عليه كما عاين وسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن نثبت (2) هذه الصفات وننفي (3) التشبيه، كما نفى ذلك عن نفسه تعالى ذكره فقال:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (4)(5) آخر الاعتقاد.
التعليق: يستفاد من هذا الاعتقاد مسائل، منها:
1 -
أن الشافعي يرى عدم التكفير، إلا بعد قيام الحجة على الشخص وتبليغ الجاهل.
2 -
أنه رحمه الله، يثبت الأسماء والصفات على ما ثبتت في الكتاب والسنة، دون تشبيه أو تكييف.
3 -
أنه رحمه الله يثبت لله تعالى صفة الوجه واليدين والضحك والقدم والإصبع وغير ذلك مما ورد به النص الصحيح.
الخلاصة:
1 -
يثبت الشافعي رحمه الله جميع ما ثبت من الصفات
(1) ما بين القوسين مثبت من الطبقات.
(2)
في الطبقات: (يثبت).
(3)
في الطبقات: (وينفي).
(4)
سورة الشورى الآية 11
(5)
نقلت هذا الاعتقاد من نسخة مصورة من أصل خطي محفوظ في المكتبة المركزية بجامعة ليدن بهولندا.