الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كلها، فإنه يشفع عند الله يوم القيامة، ويقول: يا رب منعته شهواته فشفعني فيه، فهذا لمن حفظ صيامه، ومنعه شهواته، فأما من ضيع صيامه، ولم يمنعه عما حرمه الله عليه، فإنه جدير أن يضرب به وجه صاحبه، ويقول له: ضيعك الله كما ضيعتني،. . . وكذلك القرآن إنما يشفع لمن منعه من النوم بالليل، فإن من قرأ القرآن وقام به فقد قام بحقه فيشفع له " (1).
(1) لطائف المعارف لابن رجب ص (182).
المبحث السادس: الأسباب التي تحصل بها الشفاعة:
إن الشفاعة وإن كانت هي من رحمة الله عز وجل على عباده المؤمنين وبعد إذنه ورضاه، فإن فضله ورحمته واسعة وعظيمة ومن رحمته وفضله سبحانه وتعالى على عباده أن يوفقهم لعمل الأسباب التي توصلهم إلى الشفاعة بل وتجعلهم شفعاء عند الله عز وجل بإذنه لبقية عباده، ومن هذه الأسباب المكتسبة:
أولا: القرآن الكريم:
وذلك بقراءته وحفظه وتدبر معانيه والعمل بما فيه من أوامر ونواه، ومن الأدلة على ذلك: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي: [تبارك الذي بيده الملك] (1)» .
ومنها: حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اقرءوا القرآن،
(1) أخرجه الترمذي في سننه (4/ 238) وأبو داود في سننه (2/ 119).