الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما جاءهم عن الله عز وجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم في الشفاعة، ويثبتون جميع الشفاعات التي جاءت نصوص الكتاب والسنة بإثباتها؛ كشفاعته صلى الله عليه وسلم لأهل الموقف، وشفاعته صلى الله عليه وسلم لأهل الكبائر، وغير ذلك من أنواع الشفاعات الواردة له ولغيره صلى الله عليه وسلم. وينفون الشفاعة التي نفتها الأدلة من الكتاب والسنة. يقول العلامة حافظ الحكمي رحمه الله تعالى:" فهذه الشفاعة حق يؤمن بها أهل السنة والجماعة، كما آمن بها الصحابة رضوان الله عليهم، ودرج على الإيمان بذلك التابعون لهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه "(1).
(1) معارج القبول (2/ 256).
المبحث الثالث: شروط الشفاعة:
إن للشفاعة شرطين لا بد وأن يتحققا، لأن الشفاعة عند الله عز وجل تختلف عن الشفاعة عند غيره، فهو يقبل الشفاعة ممن يريد وممن يأذن له، ولا يتقبلها في كل من يشفع لهم، بل يقبلها سبحانه وتعالى فيمن يريد من عباده.
وهذان الشرطان هما:
أولا: إذن الله سبحانه وتعالى للشافع بأن يشفع، ومما يدل على هذا الشرط قوله تعالى:{مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} (1)، وقوله عز وجل:{وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} (2).
(1) سورة البقرة الآية 255
(2)
سورة سبأ الآية 23
ومن الأدلة من السنة حديث الشفاعة الطويل وقد ورد فيها، «فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها (1)» .
ثانيا: رضا الله سبحانه وتعالى عن المشفوع له بأن يكون من أهل التوحيد المتبعين لأوامر الله عز وجل المجتنبين لنواهيه.
قال تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} (2) وقال تعالى: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} (3).
يقول العلامة ابن سعدي - رحمه الله تعالى-: " ومن تمام ملكه أنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه، فكل الوجهاء والشفعاء عبيد، مماليك لا يقدمون على الشفاعة لأحد حتى يأذن لهم {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (4) ولا يشفعون إلا لمن ارتضاه الله، ولا يرضى إلا عمن قام بتوحيده واتباع رسله، فمن لم يتصف بهذا فليس له في الشفاعة نصيب، أسعد الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم من قال: " لا إله إلا الله خالصا من قلبه " (5).
فالشفاعة يوم القيامة لا تكون إلا لمن أذن له الله عز وجل
(1) تقدم تخريجه.
(2)
سورة طه الآية 109
(3)
سورة الأنبياء الآية 28
(4)
سورة الزمر الآية 44
(5)
الخلاصة في التفسير ص13.