الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثانية: مسألة الولاء لأهل السنة، والبراء من أهل البدع فقد صرح الإمام بأنه مخالف لابن علية المبتدع الجهمي في كل شيء حتى في قوله:" لا إله إلا الله " لأنه يقول: لا إله إلا الذي خلق كلاما فسمعه موسى، ولم يسمع كلام الله الحقيقي، وأما أهل السنة فيقولون: لا إله إلا الله الذي كلم موسى تكليما.
حكم من قال بخلق القرآن:
(10)
وأخرج اللالكائي عن الربيع بن سليمان، قال الشافعي:" من قال: القرآن مخلوق، فهو كافر "(1).
التعليق:
يستفاد من كلامه رحمه الله، القول بتكفير من يقول بخلق القرآن وهو مذهب السلف، غير أن التكفير بالعين ينبغي أن يسبقه إقامة الحجة على القائل بهذا الكلام؛ لكي يكون التكفير بعد البينة، ولكي لا يكون لأحد عذر أو حجة.
(11)
وأخرج البيهقي عن أبي محمد الزبيري قال: " قال رجل للشافعي: أخبرني عن القرآن خالق هو؟ قال الشافعي: اللهم لا. أقول فمخلوق؟ قال الشافعي: اللهم لا. قال: فغير مخلوق؟ قال الشافعي: اللهم نعم. قال: فما الدليل على أنه غير مخلوق؟ فرفع الشافعي رأسه وقال: تقر بأن القرآن كلام
(1) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1/ 252.
الله؟ قال: نعم. قال الشافعي: سبقت في هذه الكلمة، قال الله تعالى ذكره:{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} (1) الآية، وقال:{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} (2)، وقال: قال الشافعي: فتقر بأن الله كان وكان كلامه؟ أو كان الله ولم يكن كلامه؟ فقال الرجل بل كان الله وكان كلامه. قال: فتبسم الشافعي، وقال: يا كوفيون إنكم لتأتوني بعظيم من القول. إذا كنتم تقرون بأن الله كان قبل القبل وكان كلامه فمن أين لكم الكلام؟ إن الكلام الله، أو سوى الله، أو غير الله، أو دون الله؟ قال: فسكت الرجل وخرج " (3).
التعليق:
يتضح من كلام الشافعي رحمه الله تعالى، استدلاله بالقرآن على أن هذا القرآن كلام الله تعالى، وهو أصرح دليل على ذلك إضافة إلى غيره، وكذلك يذهب رحمه الله إلى أن كلام الله تعالى صفة أزلية قديمة، كذلك ينتقد رحمه الله تخبط أهل البدع من الجهمية ومن تبعهم كالمعتزلة والماتريدية والأشعرية وإبطال قولهم بخلق القرآن وابتداعهم لبدعة الكلام النفسي وزعمهم أن كلام الله ليس بحرف ولا صوت وأن كلام الله ليس بمسموع، وغيرها من العقائد البدعية.
(1) سورة التوبة الآية 6
(2)
سورة النساء الآية 164
(3)
مناقب الشافعي 1/ 407، 408.