الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالمغرب أو ماذا يفعل؟
ج: إن الترتيب بين الصلوات واجب بالاتفاق، فيجب أن يصلي المغرب أولا، قال الفقهاء رحمهم الله: ويسقط الترتيب بنسيانه وبخشيته خروج وقت اختيار الحاضرة. واختلفوا هل يسقط أيضا بخشية فوات الجماعة كما في مسألتنا هذه، أم لا؟ فالمشهور من المذهب أنه لا يسقط. فلا بد حينئذ أن يصلي المغرب أولا ولو فاتته صلاة العشاء في الجماعة، ثم يأتي بصلاة العشاء بعد ذلك، وقد مر بك أن الاحتياط في مثل هذه المسائل أولى.
إن أمكن سرد الفوائت مرتبة وإلا وزعت
من محمد بن إبراهيم إلى ج. ع. ح. سلمها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فقد اطلعنا على الكتاب الذي يتضمن السؤال عن الصلوات التي مضت وأنت تحت العلاج، وجاء في الكتاب أنها قرابة واحد وعشرين يوما وهذا مع الاحتياط، وذكرتم أن الأوقات تبدأ من الظهر أو العصر؟
ونفيدكم أنه يلزمكم قضاء تلك الفوائت مرتبة حسب الإمكان، فإن أمكن سردها في يوم واحد بلا مشقة تعين ذلك، وإلا تقسمين ذلك على حسب الطاقة مرتبة ذلك على حسب الأيام
والأوقات من أول يوم وأول وقت. أما الصيام فحيث تركه لأجل المرض وقد صمت ذلك بعد الشفاء فلا يلزمك من أجله شيء. والسلام.
س: هل على من نام ولم يستيقظ إلا بعد طلوع الشمس إثم، وهل يقضي ركعتي الفجر مع صلاة الفجر أم لا؟
ج: من نام ولم يستيقظ إلا بعد طلوع الفجر فلا إثم عليه، لما روى الترمذي في (باب النوم عن الصلاة) من جامعه من حديث أبي قتادة رضي الله عنه، أنه قال: ذكروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم نومهم عن الصلاة فقال: «إنه ليس في النوم تفريط إنما التفريط في اليقظة، فإذا نسي أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها (1)» قال الترمذي: حديث أبي قتادة هذا حديث حسن صحيح. قال: وفي الباب عن أبي مسعود وأبي مريم وعمران بن حصين وجبير بن مطعم وأبي جحيفة وأبي سعيد وعمرو بن أمية الضمري وذي مخبر - ويقال: ذي مخمر - وهو ابن أخي النجاشي. اهـ.
وأما قضاء المستيقظ من النوم بعد طلوع الشمس سنة الفجر مع الفجر فيدل عليه ما جاء في حديث أبي قتادة رضي الله عنه عند مسلم «في قصة نوم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن صلاة الصبح منصرفه من خيبر فإن فيه " ثم صلى - أي رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الصبح ثم صلى كما كان يصلي (2)» . وعنده من حديث أبي هريرة في هذه القصة أيضا «ثم
(1) صحيح مسلم كتاب المساجد ومواضع الصلاة (681)، سنن الترمذي الصلاة (177)، سنن النسائي المواقيت (615)، سنن أبو داود كتاب الصلاة (437)، سنن ابن ماجه الأشربة (3434)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 299).
(2)
صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (680)، سنن الترمذي تفسير القرآن (3163)، سنن النسائي المواقيت (623)، سنن أبو داود الصلاة (435)، سنن ابن ماجه الصلاة (697)، موطأ مالك وقوت الصلاة (25).
دعا بماء فتوضأ ثم صلى سجدتين - أي ركعتين - ثم أقيمت الصلاة فصلى صلاة الغداة (1)» وللنسائي من حديث جبير بن مطعم «ثم أذن بلال فصلى ركعتين وصلوا ركعتي الفجر ثم صلوا الفجر (2)» ولابن خزيمة والدارقطني من طريق سعيد بن المسيب عن بلال في هذه القصة «فأمر بلالا فأذن ثم توضأ فصلوا ركعتين ثم صلوا الغداة (3)» ونصه للدارقطني من طريق الحسن عن عمران بن حصين.
وممن استدل بهذه القصة على قضاء سنة الفجر مع الفجر شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم قال شيخ الإسلام في الجزء الأول من " فتاواه المصرية ": أما الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي في السفر من التطوع فهو ركعتا الفجر، حتى إنه لما نام عنها هو وأصحابه منصرفين من خيبر قضاهما مع الفريضة هو وأصحابه. وذكر في موضع آخر: أن المسارعة إلى قضاء الفوائت الكثيرة أولى من الاشتغال عنها بالنوافل. ثم قال: وأما مع قلة الفوائت فقضاء السنن معها حسن؟ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما نام هو وأصحابه عن الصلاة - صلاة الفجر عام خيبر - قضوا السنة والفريضة، ولما فاتته الصلوات يوم الخندق قضى الفوائت بلا سنن. وقال ابن القيم في " زاد المعاد " بعد كلامه على فوائد هذه القصة. فيها أن السنن الرواتب تقضى كما تقضى الفرائض، وقد قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة الفجر معها، وقضى سنة الظهر وحدها، وكان هديه صلى الله عليه وسلم.
(1) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (680)، سنن النسائي المواقيت (623)، سنن أبو داود الصلاة (435)، موطأ مالك وقوت الصلاة (25).
(2)
سنن النسائي المواقيت (624)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 81).
(3)
سنن أبو داود الصلاة (444)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 91).