الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأوصوه بالصبر والاحتساب وأنتم كذلك والجئوا إلى الله واسألوه كشف الضر عن أخيكم، وابذلوا الأسباب النافعة من العلاج النافع بالقرآن والأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك أيضا عليكم مراجعة الأطباء المختصين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:«تداووا عباد الله ولا تتداوو بحرام (1)» ويقول صلى الله عليه وسلم: «ما أنزل الله من داء إلا أنزل دواء علمه من علمه وجهله من جهله (2)» والله جل وعلا قد ذكر لنا من دعاء أنبيائه عليهم السلام لما نزلت بهم الكربات، قال الله جل وعلا:{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (3)، قال الله عز وجل:{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ} (4)، والله تعالى يقول:{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} (5)، وفي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم:«ولا يرد القضاء إلا الدعاء (6)» ، فالدعاء ينفع مما كان، ومما لم يكن، فالدعاء مطلوب من المؤمن، سواء تحقق مطلوبه بالشفاء أو عاد عليه الدعاء بخير، رفعة في درجاته أو حطا عن خطاياه أو دفعا لما هو أعظم من البلاء، ونسأل الله أن يشفي أخاك وسائر مرضى المسلمين.
(1) أبو داود الطب (3874).
(2)
ابن ماجه الطب (3438)، أحمد (1/ 413).
(3)
سورة الأنبياء الآية 83
(4)
سورة الأنبياء الآية 84
(5)
سورة النمل الآية 62
(6)
الترمذي القدر (2139).
س: هل تجوز
غيبة الذين لا يؤدون الصلاة إطلاقا والاستهزاء بهم
؟
ج: الواجب عليك في هذه الحال نصيحة من لا يصلي وتذكيره بالله عز وجل وتبين له خطورة ترك الصلاة، فإن استجاب فالحمد لله،
وإلا إن علمت أن نصيحة غيرك له أبلغ فاذهب وأخبره بالواقع بقصد النصح لا الشماتة والاغتياب المحض، وهذه الصور من الصور المستثناة من تحريم الغيبة بالإجماع.
س: كانت جدتي لا تصلي وكنت أحاول معها كثيرا ولكن بدون فائدة لأنها كانت مريضة، وقد تجاوزت السبعين عاما وهي أمية وطيبة جدا، وقد أديت عنها العمرة في شهر رمضان، فهل تقبل هذه العمرة؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا.
ج: إن كانت أمك حية فأكثر من نصيحتها وخوفها من الله ورغبها فيما عند الله وحثها على أداء الصلاة، وأن الصلاة تجب على المسلم سواء أكان صحيحا أو مريضا أو مسافرا أو مقيما خائفا أو آمنا يؤديها على قدر استطاعته ولا يحل له أن يعطل الفريضة بعذر أنه مريض، وواصل نصحها عسى الله أن يفتح على قلبها؛ وأما عمرتك عنها فإن كانت أمك لقيت الله وهي لا تصلي فإني أخشى ألا تنتفع بتلك العمرة؛ لأن من ترك الصلاة متعمدا فإنه لا ينفعه أي عمل وأما إن كانت حية فلعل الله أن ينفعها لكن بشرط أن تتبع ذلك بأداء الصلاة، فأما إذا أصرت على عدم الصلاة فإنه لا يقبل منها أي عمل إلا أن يكون مرضها خرفا نظرا لكبر سنها بحيث لا تدرك ولا تعي ما حولها فإنها معذورة وقد سقط عنها قلم التكليف بذلك، نسأل الله السلامة والعافية.