المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إبطال تلبيسات الرفاعي - مجلة البحوث الإسلامية - جـ ٨١

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌المحتويات

- ‌الفتاوى

- ‌المستحب أن يصلح أقرباء الميت وجيرانه طعاما لأهله

- ‌زيارة القبور

- ‌تحريم زيارة النساء للقبور

- ‌قوله: إلا لنساء

- ‌قوله: غير قبره صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه

- ‌حكم وقوف النساء عند دخولهن المسجدعلى قبر النبي وسلامهن على قبر اجتزن به

- ‌بناء مظلة عند المقبرة للمعزين

- ‌من فتاوى سماحة الشيخعبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله

- ‌ تكميل زكاة الحلي إذا كان المخرج أقل من الواجب

- ‌لا يجب إخراج زكاة الحلي منها

- ‌زكاة الحلي على مالكها

- ‌حكم زكاة الذهب بعد بيعه

- ‌كيفية زكاة الذهب المرصع بفصوص وأحجار كريمة

- ‌من فتاوى سماحة الشيخعبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ

- ‌من ينام عن الصلاة ثم يصليها بعد خروج وقتها

- ‌كان الزوجان لا يصليان ثم التزما، فهل يجددان عقد الزواج

- ‌زوجها لا يصلي رغم نصيحتها له، هل تستمر معه

- ‌من مات وعليه صلاة

- ‌من ترك صلاة هل تقبل صلواته الأخرى

- ‌ غيبة الذين لا يؤدون الصلاة إطلاقا والاستهزاء بهم

- ‌هل تارك الصلاة مخلد في النار

- ‌حكم بول الغنم وروثها

- ‌ حكم الصلاة في ثوب فيه بقع من جرح دم

- ‌طهارة المكان

- ‌من فتاوىاللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

- ‌ هدم المسجد وإعادة بنائه

- ‌ الصلاة في مسجد مبني من دورين

- ‌البحوث

- ‌معرفة التوحيد والعلم به:

- ‌المبحث الثاني: العمل بالتوحيد:

- ‌المبحث الثالث: الاجتماع على التوحيد:

- ‌المبحث الرابع: الدعوة إلى التوحيد:

- ‌الأحكام الفقهية المتعلقة بالأيمان الالتزامية

- ‌مقدمة:

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: في المتفق عليه من الأيمان التي يحلف بها الناس

- ‌المطلب الأول: الحلف بالله بأسمائه وصفاته

- ‌المطلب الثاني: في الحلف بغير الله:

- ‌المبحث الثاني: الأيمان المختلف فيها وهي الأيمان الالتزامية:

- ‌المطلب الأول: الحلف بملة غير الإسلام

- ‌المطلب الثاني: الحلف بالتحريم أو بالحرام:

- ‌الفرع الأول: الحلف على تحريم غير الزوجة:

- ‌الفرع الثاني: الحلف على تحريم الزوجة:

- ‌المطلب الثالث: الحلف بالطلاق والعتاق والنذر والظهار والإيجاب، هل يأخذ حكم اليمين أم لا

- ‌المطلب الثاني: الحلف بالتحريم أو بالحرام:

- ‌الفرع الأول: الحلف على تحريم غير الزوجة:

- ‌الفرع الثاني: الحلف على تحريم الزوجة:

- ‌المطلب الثالث: الحلف بالطلاق والعتاق والنذر والظهار والإيجاب، هل يأخذ حكم اليمين أم لا

- ‌الخاتمة وتتضمن أهم النتائج:

- ‌موقف الإسلام من الاختلاط(شبهات وردود)

- ‌مقدمة:

- ‌تمهيد:

- ‌مناقشة الشبهات في قضية الاختلاط:

- ‌ فقه الصحابة رضوان الله تعالى عليهم الأدلة الشرعية الدالة على تحريم الاختلاط وامتثلوا لها

- ‌ الزعم بأنه لم يمنع الاختلاط إلا في المجتمعات الإسلامية الانفصالية التي سادت في عصور الانحطاط

- ‌ القول بأن تعويل الإسلام في تحقيق أهدافه وقيمه في تطهير العلاقات بين الجنسين من التحلل والفساد إنما يقوم فقط على التوعية والتربية العقائديتين

- ‌ الأصل في قرار النساء في البيوت أنه عبادة ووقاية

- ‌الخاتمة:

- ‌حكم الإسقاط من الدين المؤجل عوضا عن التعجيل، والمعروفة فقها بـ «ضع وتعجل»

- ‌المسألة الأولى:المراد بالمسألة وأهميتها:

- ‌المسألة الثانية: علاقة «ضع وتعجل بالصلح على الإبراء»:

- ‌المسألة الثالثة: الخلاف في المسألة مع الاستدلالات، ويتضمن أربعة فروع:

- ‌الفرع الأول: تحرير محل النزاع في المسألة:

- ‌المسألة الرابعة: أثر الاشتراط على المسألة:

- ‌الخاتمة:

- ‌الإمام العلامة الشيخ عبد العزيز بن بازوأصول منهجه في الفتوى

- ‌المقدمة:

- ‌التمهيد:

- ‌أصول منهج سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في الفتوى:

- ‌المبحث الثاني: العناية بصحة الحديث سندا ومتنا:

- ‌المبحث الثالث: الاعتماد على آثار الصحابة وفعل السلف الصالح:

- ‌المبحث الرابع: الجمع بين الرواية والدراية:

- ‌المبحث الخامس: الاستدلال بالقواعد الأصولية ورعاية مقاصد الشريعة:

- ‌المبحث السادس: مراعاة العلل الشرعية للأحكام وتغير أحوال الزمان والمكان:

- ‌المبحث السابع: اعتبار القواعد الشرعية في التيسير ورفع الحرج دون تساهل:

- ‌المبحث الثامن: الاستشارة في الفتوى والاستفادة من أهل الخبرة:

- ‌المبحث التاسع: الأخذ بالاجتهاد الجماعي والدعوة إليه:

- ‌المبحث العاشر: العالمية والاجتهاد في النوازل والمستجدات:

- ‌المبحث الحادي عشر: التركيز على مسائل الاعتقاد:

- ‌المبحث الثاني عشر: الاهتمام بالقضايا الاجتماعية والأخلاقية:

- ‌المبحث الثالث عشر: مزج الفتوى بالدعوة والتربية:

- ‌المبحث الرابع عشر: الحرص على جمع الكلمة ووحدة الصف:

- ‌المبحث الخامس عشر: الدقة والإلمام بحيثيات المسألة والتفصيل لها

- ‌المبحث السادس عشر: الوضوح والبعد عن الإغراق في الاختلافات:

- ‌المبحث السابع عشر: الورع والتوقف والأخذ بالأحوط في المشتبهات:

- ‌المبحث الثامن عشر: الثبات في الفتوى عند وضوح الدليل والرد على المخالف:

- ‌المبحث التاسع عشر: الأدب مع العلماء المخالفين وإحسان الظن بهم:

- ‌المبحث العشرون: عدم الإنكار على المخالف في مسائل الاجتهاد التي لا نص فيها:

- ‌الخاتمة

- ‌إبطال تلبيسات الرفاعي

- ‌بيان في أن اجتماع الأمةيكون بالتمسك بالكتاب والسنة

- ‌بيان حول مشاهدة قنوات السحر والاتصالبها واستشارتها في العلاج وحل المشكلات

- ‌حديث شريف

الفصل: ‌إبطال تلبيسات الرفاعي

‌إبطال تلبيسات الرفاعي

لفضيلة الشيخ الدكتور: صالح بن فوزان الفوزان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وآله وصحبه:

اطلعت على المقابلة التي أجرتها صحيفة السياسة الكويتية مع الأستاذ: يوسف هاشم الرفاعي ورأيت في أجوبة المذكور مغالطات وضلالات لا يمكن السكوت عنها وإن كان المشايخ جزاهم الله خيرا قد سبقوني إلى الرد على هذه المغالطات والضلالات لكن تأييدا لما قالوه في الرد عليه أشارك في هذه التنبيهات دفاعا عن الحق وردا للباطل فأقول مستعينا بالله:

1 -

قوله: لماذا يستنكر المشايخ التصوف ولا يستنكرون الملابس غير المحتشمة وانتشار المخدرات – وأقول له:

أولا: التصوف أشد مما ذكرت؛ لأنه بدعة وضلالة وقد يصاحبه شيء من الشرك من دعاء الصالحين والاستغاثة بالأموات فهو مع كونه بدعة

ص: 349

فهو وسيلة الشرك بالله، والملابس غير المحتشمة والمخدرات معصية والبدعة أشد من المعصية فيبدأ بالأهم فالمهم.

ثانيا: المشايخ يستنكرون كل معصية وكل بدعة ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ولا يسكتون عن الباطل.

2 -

قوله: عن الاحتفال بالمولد النبوي: أنا احتفلت بالمولد النبوي وأقمت خيمة وميكروفونات وعشاء وغير ذلك، فرحا بنعمة الله علينا ببعثه النبي صلى الله عليه وسلم، وأقول له:

أولا: الكلام ليس في البعثة وإنما هو بالمولد، والله تعالى ما أشاد بالمولد في القرآن الكريم، وإنما أشاد بالبعثة فقال تعالى:{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} (1).

ثانيا: الله لمن يشرع لنا الاحتفال بالمولد ولا بالبعثة بمعنى أننا نقيم مخيمات ونعمل ما ذكرته. وإنما شرع لنا اتباع هذا النبي والاقتداء به. وهو صلى الله عليه وسلم لم يفعل هذا الاحتفال ولم يفعله خلفاؤه وصحابته والقرون المفضلة من بعده. فإقامته بدعة (وكل بدعة

(1) سورة آل عمران الآية 164

ص: 350

ضلالة) سواء أقمته أنت أو غيرك.

3 -

قوله: إننا عندما نتكلم عن التصوف وندعو إليه فنحن نقصد تصوف الإمام الرفاعي والجيلاني والدسوقي والشاذلي والنقشبندي ولا نقصد تصوف ابن عربي – ونقول له: التصوف كله مبتدع وإن كان بعضه أخف من بعض والخفيف منه يجر إلى ما هو أشد منه كما هو المشاهد للواقع من متصوفة اليوم. وهكذا البدعة تجر إلى ما هو شر منها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:«عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة (1)» والتصوف محدث في الدين فهو ضلالة وشر.

4 -

قوله: وهل إذا تصوف المسلم السني أصبح مجرما، أقول: نعم من تصوف فقد ابتدع ومن ابتدع كان مجرما. والسني إذا تصوف لم يبق سنيا بل يكون بدعيا.

5 -

قوله: الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد (2)» ليبين للناس أهمية هذه الأماكن ولكنه لم يحرم الذهاب إلى غيرها كما فهمه ابن تيمية.

(1) أبو داود السنة (4607)، الدارمي المقدمة (95).

(2)

البخاري الجمعة (1132)، ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1410)، أحمد (3/ 45).

ص: 351

جوابه: أنه لا يفهم معنى الحصر في قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد» فإنه يفيد تحريم السفر إلى غيرها لأجل العبادة فيه. أما السفر لغير العبادة في مكان مخصص معين فهو جائز كالسفر للتجارة وطلب العلم وصلة الأرحام والنزهة فهذه الأسفار وما شابهها ليست للعبادة ولا يجوز الخلط بين هذا وهذا للتلبيس على الناس، وما ذكرناه هو مدلول الحديث لا فهم ابن تيمية كما يقول.

6 -

قوله: هم يقولون إن الصوفية بدعة فهل كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم سلفي، وبناء على ذلك فالسلفية بدعة. كذا يقول ويغالط.

والجواب: السلف هم السابقون من هذه الأمة، قال تعالى:{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} (1)، فأثنى الله على من اتبعهم بإحسان ووعده عظيم الأجر، فالسلفية هم من اتبع هؤلاء بإحسان، وأما التصوف فلم

(1) سورة التوبة الآية 100

ص: 352

يرد له ذكر في كتاب الله ولا في سنة رسول الله فهو عمل مبتدع «كل بدعة ضلالة (1)» لأنه من إحداث المتأخرين.

7 -

قال عن كتب ابن باز وغيره من الأئمة إنها كتب فيها تطرف لأن ابن باز يعتبر أن من يحتفل بالمولد فهو مشرك ومن يحتفل بالإسراء والمعراج فهو مشرك ومن يذهب ويزور المسجد النبوي فسفره معصية وابن عثيمين يسير على منهجه.

ثم قال: وهذه الكتب تساعد على التطرف ومن حق الدولة أن تمنعها طالما أننا نحارب التطرف. ألم يقولوا إن الوقوف أمام قبر النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء شرك. قال: ولذلك أنا مع من منع كتب ابن باز وابن عثيمين من معارض الكتب الإسلامية، لأن كل كتاب يتهم المسلمين بالشرك والكفر، فهذا يؤدي إلى تفرقة الناس. كذا يقول فهو يريد جمع الناس ولو على الباطل وهذا لا يمكن.

والجواب أن نقول: سبحان الله ماذا يصنع الهوى بأهله، قال تعالى:{وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} (2) هكذا وصف

(1) مسلم الجمعة (867)، النسائي صلاة العيدين (1578)، ابن ماجه المقدمة (45)، أحمد (3/ 311)، الدارمي المقدمة (206).

(2)

سورة ص الآية 26

ص: 353

الرفاعي كتب الشيخين: ابن باز وابن عثيمين بل وكتب الأئمة جميعا بالتطرف لأنها تخالف هواه، وإنني أسأله: ما هو التطرف أليس هو أن يكون الإنسان على طرف من الدين فهو ضد الوسطية، فالذي يروج للبدع ويدعو إليها ويفعلها هو المتطرف. وأما الذي يدعو إلى السنن ونبذ البدع فهو المتوسط وكذلك كانت كتب الشيخين ابن باز وابن عثيمين – وإنني أتحدى الرفاعي وغيره أن يثبتوا ما يقولوا عن هذه الكتب فها هي موجودة ومنتشرة وعليها إقبال شديد فعليهم أن يأتونا منها بما يثبت قولهم وإلا فهم كذابون ومفترون، والله تعالى يقول:{إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} (1) وإنما قال الشيخان في كتبهما إن إحياء الاحتفال بالمولد والمعراج بدعة؛ لأنه لا دليل عليه وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (2)» وفي رواية: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد (3)» فإن اشتمل الاحتفال بالمولد والإسراء

(1) سورة النحل الآية 105

(2)

البخاري الصلح (2550)، مسلم الأقضية (1718)، أبو داود السنة (4606)، ابن ماجه المقدمة (14)، أحمد (6/ 270).

(3)

مسلم الأقضية (1718)، أحمد (6/ 256).

ص: 354

والمعراج على الاستغاثة بالرسول ودعائه من دون الله فهو شرك كذا قال الشيخان وغيرهما من أئمة المسلمين وهذا في القرآن، قال تعالى:{فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (1)، {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا} (2)، {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} (3)، ولم يقل الشيخ ابن باز إن من يسافر ليزور المسجد النبوي فسفره سفر معصية، كما قال الرفاعي بل يقول الشيخ: إن السفر لزيارة المسجد النبوي والصلاة فيه طاعة وإنما يقول الشيخ ابن باز وغيره من العلماء المعتبرين من سافر لزيارة القبور فهو عاص ومبتدع؛ لأن ذلك من وسائل الشرك، ولم يقل الشيخ ابن باز ولا غيره إن الوقوف أمام قبر النبي صلى الله عليه وسلم للسلام عليه شرك، كما قال عنه الرفاعي. وإنما يقول الشيخ ابن باز وغيره: إن الوقوف للسلام عليه سنة. وأما الوقوف أمام قبر النبي صلى الله عليه وسلم

(1) سورة الجن الآية 18

(2)

سورة الجن الآية 20

(3)

سورة المؤمنون الآية 117

ص: 355

لدعائه من دون الله فهو شرك. والوقوف أمامه لدعاء الله بدعة ووسيلة إلى الشرك. فما بال الرفاعي يخلط ويكذب ويلبس على الناس. ثم قال الرفاعي:

8 -

قال: أنا مع منع كتب ابن باز وابن عثيمين من معارض الكتب الإسلامية، لأن كل كتاب يتهم المسلمين بالشرك والكفر يؤدي إلى تفرقة الناس. كذا قال، قال الرفاعي: إن ابن باز وابن عثيمين يكفران في كتبهما عموم المسلمين ويتهمانهم بالشرك – وأقول كما قال الشاعر:

لي حيلة فيمن ينم

وما لي في الكذاب حيلة

من كان يخلق ما يقول

فحيلتي فيه قليلة

وهذه صفة الرفاعي وأمثاله – والحمد لله أما كتب الشيخين فهي موجودة ومتداولة ومسموح لها في كل معرض في الكويت وفي غيره إلا في معارض المبتدعة والخرافيين فمنعها منها كرامة لها ولمؤلفيها من الامتهان في هذه المزابل القذرة.

9 -

أجاز الرفاعي الطواف بالقبور فقال: ليس كل طواف حول القبر شرك؛ لأنه يجوز يطوف وهو يقرأ كتابا أو يدعو.

ص: 356

ولذلك نقول لهم: إن الأعمال بالنيات – ونقول للرفاعي هل تجعل القبور مثل الكعبة يطاف بها فهذا شرع دين لم يأذن الله به والله تعالى يقول: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} (1) والطواف دين وأنت جعلت القبر كعبة يطاف به كما يطاف بالكعبة ويدعى صاحبه من دون الله أو يدعى الله عنده، وهذا شرك أو بدعة، وإذا بلغ الجهل والهوى بصاحبه هذا المبلغ فلا فائدة من مناقشته ولكننا نبين للناس أخطاءه لئلا يقتدي به أحد أو يغتر به.

10 -

قال الرفاعي: ونقول: إن هؤلاء يحاولون أن يهدموا كل آثار النبي صلى الله عليه وسلم وهذا تطرف. وعندما رأوا الحجاج يزورون جبل أحد أزالوا مكانا في هذا الجبل جلس فيه النبي صلى الله عليه وسلم ووضعوا حواجز على غار حراء والله تعالى يقول: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} (2) فهذا مقام النبي صلى الله عليه وسلم وتعبده في غار حراء فهل لا

(1) سورة الشورى الآية 21

(2)

سورة البقرة الآية 125

ص: 357

يجوز أن نزوره مثل مقام سيدنا إبراهيم – والجواب عن ذلك أن نقول:

1 -

إحياء الآثار والصلاة عندها من سنة أهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين نهينا عن التشبه بهم، قال صلى الله عليه وسلم:«لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك (1)» .

2 -

الرسول صلى الله عليه وسلم صلى في أماكن كثيرة من الأرض في أسفاره فهل كل مكان صلى فيه نذهب إليه للصلاة فيه.

3 -

قولك: نجعل غار حراء مقاما للنبي صلى الله عليه وسلم نصلي فيه مثل مقام إبراهيم، هذا تشريع دين جديد لم يشرعه الله ورسوله والله لم يقل واتخذوا من غار حراء مصلى كما قال في مقام إبراهيم.

4 -

النبي صلى الله عليه وسلم لم يذهب إلى غار حراء ليصلي فيه بعد البعثة وإنما كان يذهب إليه قبل البعثة للاختفاء فيه لعبادة ربه خوفا من أذى المشركين واعتزالا لما هم عليه من الوثنية والشرك

(1) مسلم المساجد ومواضع الصلاة (532).

ص: 358

ولم يشرع النبي صلى الله عليه وسلم لنا أن نصلي عنده أو فيه والدين توقيفي لا نشرع فيه شيئا من قبل أنفسنا، واستحساناتنا وقياساتنا كما قال الرفاعي.

11 -

قال الرفاعي عمن يخالفه في آرائه: هؤلاء تلاميذ ابن باز وهم أصحاب تقليد ولم يستعملوا عقولهم لأنهم على نفس القالب وغسلت أدمغتهم – وأقول له: أما كونهم تلاميذ ابن باز فلهم الشرف في ذلك؛ لأن ابن باز رحمه الله إمام من أئمة أهل السنة. وأنت بين لنا من أنت تلميذه من العلماء.

وقولك: لم يستعملوا عقولهم – نقول لك الدين بالدليل من الكتاب والسنة لا بالعقل – وقولك: غسلت أدمغتهم – نقول: نعم غسلت أدمغتهم من الخرافة والحمد لله وطهرت بالسنة وملئت بالإيمان.

12 -

قال الرفاعي: وطالما أن الرسول صلى الله عليه وسلم دفن في المسجد لأنه بيته لماذا دفن أبو بكر وعمر بجواره – نقول له: لم يدفن الرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد. وإنما دفن صلى الله عليه وسلم في بيته وفيما بعد أدخل بيته في المسجد.

ص: 359

ولم يدفن في البقيع مع أصحابه خوفا عليه من الغلو به – كما قالت عائشة رضي الله عنها لما ذكرت نهيه صلى الله عليه وسلم عن الغلو والافتتان في قبور الأنبياء والصالحين. قالت: (ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا) ودفن أبو بكر وعمر رضي الله عنهما معه في هذا المكان تكريما لهما لأنهما وزيراه في الحياة وهما أفضل أمته. وهذا بإجماع الصحابة.

13 -

ذكر الرفاعي مسألة التوسل فقال: هناك متوسل ومتوسل به ومتوسل إليه، وأنا متوسل والرسول صلى الله عليه وسلم متوسل به والمتوسل إليه هو الله: فماذا أشرك هنا كما يقول هؤلاء.

والجواب أن نقول: التوسل في اللغة هو التقرب والله سبحانه وتعالى يتقرب إليه بالأعمال الصالحة فهي الوسيلة الصحيحة. وأما التوسل بالأشخاص فإنه مبتدع؛ لأنه لا دليل عليه من الكتاب والسنة لا بالرسول ولا بغيره. والمتوسل بالأشخاص يكون مشركا إذا دعاهم من دون الله أو ذبح لهم أو نذر لهم

ص: 360

أو صرف لهم أي شيء من أنواع العبادة – كما يفعله القبوريون الآن عند القبور أو في أي مكان كما فعل إخوانهم الذين قال الله فيهم: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (1) فسمى ذلك شركا نزه نفسه عنه، ومن التوسل بالأشخاص ما يكون بدعة ووسيلة إلى الشرك وليس هو شركا في نفسه إذا اقتصر فيه المتوسل على جعل المتوسل به واسطة بينه وبين الله في قضاء حاجته دون أن يصرف له شيئا من أنواع العبادة؛ لأن الله سبحانه وتعالى أمر بدعائه مباشرة دون واسطة بيننا وبينه قال تعالى:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (2) ولم يقل: ادعوني بواسطة أحد.

14 -

ثم قال الرفاعي: وأقول: إن أمور الدنيا مثل أمور الآخرة، فأنا

(1) سورة يونس الآية 18

(2)

سورة غافر الآية 60

ص: 361

عندما أبحث عن وظيفة ولم أجدها وأذهب إلى شخص يعرف مسئول (كذا)، والصواب: مسئولا في مؤسسة لكي أعمل في هذه المؤسسة فهل أنا أشركت. ولماذا يكون أمر الآخرة خلافا لذلك خصوصا أن الله عز وجل سمى الرسول صلى الله عليه وسلم الشفيع. ومعنى الشفيع أنه يشفع للناس ويوم القيامة. أقول: انظر إلى هذا التلبيس والتضليل ولا حول ولا قوة إلا بالله.

والجواب عن ذلك من وجوه:

الأول: أن أمور الدنيا لا تقاس على أمور الآخرة لما بينهما من التفاوت العظيم الذي يجعل القياس فاسدا – فالشخص في الدنيا يملك إعانتك بالوساطة بينك وبين من تطلبه من الناس. وأما في الآخرة فلا أحد يملك شيئا للآخر، كما قال تعالى:{وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} (1)، {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ} (2){وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ} (3) فلا أحد يسأل أحدا.

(1) سورة البقرة الآية 48

(2)

سورة عبس الآية 34

(3)

سورة عبس الآية 35

ص: 362

الثاني: أن الله سبحانه لا يقاس بخلقه فالمخلوق لا يعلم أحوال الناس إلا إذا بلغ عنهم. والله سبحانه يعلم كل شيء من أحوال عباده وهو أرحم بهم.

الثالث: أن المخلوق قد لا يكون في نفسه باعث لقضاء حاجة المحتاج إلا إذا ألح عليه الواسطة – أما الله سبحانه وتعالى فهو يريد قضاء حوائج عباده ويرحمهم بدون واسطة، ولهذا قال:{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (1) ولم يقل وسطوا بيني وبينكم أحدا لأجيبكم.

الرابع: أن المخلوق يشفع عنده الشافع ويتوسط لديه المتوسط ولو لم يأذن له ولم يرض بوساطته ويضطر لقبول الشفاعة والوساطة لحاجته إلى الشافع والواسطة. أما الله جل وعلا فلا يشفع أحد عنده إلا بإذنه ورضاه عن المشفوع فيه. قال تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} (2) وذلك لغناه عن خلقه وعدم حاجته إليهم.

(1) سورة غافر الآية 60

(2)

سورة النجم الآية 26

ص: 363

15 -

قال الرفاعي: وهؤلاء الجماعة جهلة ويتبعون ابن باز ويقولون عنه إمام من الأئمة – وأقول له: الجماعة الذين وصفتهم بالجهل لا يتبعون ابن باز من باب التعصب له وإنما يتبعونه لأنه متمسك بأدلة الكتاب والسنة وهو إمام وإن أنكرت ذلك، لأن الإمام هو العالم القدوة وابن باز جدير بذلك لسعة علمه وتقواه، ولم يحصل على الإمامة بالهيلمة والتلميع كما عليه أئمة الصوفية.

16 -

قال الرفاعي: قال العلماء رحمهم الله لا فرق في جواز التوسل بأحباب الله تعالى سواء كانوا في حياتهم الدنيوية أو بعد انتقالهم إلى الحياة البرزخية. فإن أهل البرزخ ومن هم في حضرة الله ومن توجه إليهم توجهوا إليه أي في حصول مطلوبه – والجواب عن ذلك:

أولا: أمور البرزخ من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله. وأما أمور الدنيا فإن الناس يعلمونها بحسب مداركهم فبينهما فرق.

ثانيا: هناك فرق بين الحي والميت – فالحي قد يقدر على تحقيق ما يطلب منه. وأما الميت فلا يقدر على شيء وقد انقطع عمله

ص: 364

وهو بحاجة إلى الدعاء له – فكيف يدعى ويستغاث به.

ثالثا: ما معنى قولك: (ومن هم في حضرة الله) هل هم مع الله فوق عرشه وفوق سماواته أو هل هم يأخذون عن الله مباشرة كما تقوله الصوفية – فجميع الأموات في قبورهم لا يخرجون منها إلى يوم البعث وليسوا في حضرة الله وإنما هذا تعبير صوفي خاطئ ينزه الله عنه.

رابعا: قولك من توجه إليهم توجهوا إليه أي في حصول طلبه.

نقول: التوجه إنما يكون إلى الله سبحانه لا إلى الأموات والمتوجه إليهم بالدعاء والعبادة مشرك؛ لأنهم لا يقدرون على تحصيل مطلوبه، قال تعالى:{وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} (1){إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} (2).

17 -

قال الرفاعي في ختام مقابلته الدليل على التوسل بالأموات ما ذكره ابن القيم في زاد المعاد عن أبي سعيد الخدري، قال: قال

(1) سورة فاطر الآية 13

(2)

سورة فاطر الآية 14

ص: 365

رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خرج من بيته إلى الصلاة فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا إليك. فإنني لم أخرج بطرا ولا أشرا ولا ياء ولا سمعة. وإنما خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك (1)» قال الرفاعي: فهذا توسل صريح بكل عبد مؤمن حيا أو ميتا – ثم ذكر الدليل الثاني عنده وهو «أن النبي صلى الله عليه وسلم لما توفيت والدة علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: اللهم اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي» قال الرفاعي: ومعنى الأنبياء من قبلي أن ذلك فيه التوسل بالأموات – والجواب عن ذلك من وجوه:

الأول: لم يذكر الرفاعي درجة الحديثين. وقد قال العلماء قبل ابن باز وقبل ابن عثيمين: إن حديث: «أسألك بحق السائلين (2)» في سنده عطية العوفي وهو شيعي وضعيف مدلس، وأيضا ليس معناه التوسل بالأشخاص وإنما معنى (حق السائلين) إجابة دعائهم، كما قال تعالى:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (3)

(1) ابن ماجه المساجد والجماعات (778)، أحمد (3/ 21).

(2)

ابن ماجه المساجد والجماعات (778)، أحمد (3/ 21).

(3)

سورة غافر الآية 60

ص: 366

وإجابة الدعاء صفة من صفات الله فهو يتوسل إليه بصفة من صفاته والتوسل بأسماء الله وصفاته مشروع كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (1) وأما الحديث الذي ذكره في شأن فاطمة بنت أسد فعليه أن يثبته سندا ومتنا فإن صح فهو من جنس الحديث الذي قبله في المعنى، والله لا يجب عليه حق لأحد. وإنما هو سبحانه يتفضل على عباده فيكرمهم. والأنبياء لا يتوسل إلى الله بأشخاصهم وإنما يتوسل إلى الله باتباعهم {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} (2) فتقول: اللهم باتباعي لرسولك فاغفر لي. وأما أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا لها فالدعاء من الحي مطلوب وسائغ.

18 -

قال الرفاعي: وهم الآن فصلوا الرجال عن النساء في الحج ووضعوا حواجز أمام النساء لكيلا ترى البيت .. إلى أن قال: وهل هؤلاء أغير على الإسلام من الرسول صلى الله عليه

(1) سورة الأعراف الآية 180

(2)

سورة آل عمران الآية 53

ص: 367

وسلم ومن أبي بكر وعمر بن الخطاب وبقية الخلفاء الراشدين.

ووضعوا الحواجز كذلك في المدينة المنورة. وهم يفعلون الآن أشياء وكأنهم يقولون: إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان مخطئا – انظر كيف عد الرفاعي المحاسن مساوئ لحقده وجهله -.

والجواب: أن الرفاعي إذا كان ينكر فصل النساء عن الرجال فهو يدعو إلى الاختلاط المثير للفتنة كما ينادي بذلك بعض كتاب الصحف. وأيضا هو ينكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم فصل النساء عن الرجال وقد فصلهن وجعل صفوف النساء خلف صفوف الرجال وقال: «خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها (1)» فجعل للرجال صفوفا وللنساء صفوفا – حتى المرأة الواحدة تقوم وحدها خلف الصف لحديث أنس قال: «صففت أنا ويتيم وراءه (يعني الرسول صلى الله عليه وسلم والعجوز من ورائنا (2)» . وأمنا وضع الحاجز بين الرجال والنساء في مسجدي مكة والمدينة فلأن ذلك أستر لهن فهو من صالح الرجال والنساء وليس الغرض منه أن لا يرين الكعبة، كما يقول،

(1) مسلم الصلاة (440)، الترمذي الصلاة (224)، النسائي الإمامة (820)، أبو داود الصلاة (678)، ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1000)، أحمد (2/ 485)، الدارمي الصلاة (1268).

(2)

البخاري الصلاة (373)، مسلم المساجد ومواضع الصلاة (658)، الترمذي الصلاة (234)، النسائي الإمامة (801)، أبو داود الصلاة (612)، أحمد (3/ 131)، مالك النداء للصلاة (362)، الدارمي الصلاة (1287).

ص: 368

وهل يجوز النظر إلى الكعبة في الصلاة.

19 -

قال الرفاعي: وهؤلاء جهلة ويتبعون ابن باز ويقولون عنه: إنه إمام من الأئمة رغم أنه أنكر أن الإنسان وصل للقمر، وقال: إن الأرض ليست كروية – إلى أن قال: ونقول: إن ابن باز كان عابدا وعالما ولكنه في مذهبه كان متشددا ومتعصبا – إلى أن قال: ومع هذا أقول إنه رجل متطرف في آرائه وفي اتهاماته للمسلمين بالشرك والبدعة والضلال – هكذا تناقض في حق الشيخ ابن باز رحمه الله. فتارة يصفه بأنه عالم عابد. ومرة يصفه بأنه متشدد في مذهبه ومتعصب ومتطرف في آرائه وأنه يتهم المسلمين بالشرك والبدعة والضلال وينفي عنه الإمامة في العلم؛ لأنه لا يقول بكروية الأرض وينكر وصول الإنسان إلى القمر. وهل من شرط الإمامة التصديق بهذه النظريات الحديثة.

والجواب عن ذلك أن نقول: أما أن الشيخ متشدد ومتعصب ومتطرف وأنه يتهم المسلمين عموما بالشرك والبدعة والضلال فهذا كله كذب وافتراء وغيبة قبيحة فكل من عرف الشيخ ابن باز يكذب هذه الاتهامات وهي لا تضر إلا من صدرت منه ولا

ص: 369

تنقص من قدر الشيخ بل يزيده الله بها رفعة وقد قيل:

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد

وينكر الفم طعم الماء من سقم

وأما أن الشيخ يكفر المسلمين ويتهمهم بالبدعة والضلال فهذا من أعظم الكذب – فالشيخ لا يكفر ولا يبدع ولا يضلل إلا بحسب الأدلة الصحيحة وعلى ضوء معتقد أهل السنة والجماعة وكتبه شاهدة بذلك.

وأما أنه لا يقول بكروية الأرض فهذا كذب عليه لم يقله وعلى الرفاعي أن يثبت لنا ذلك من كتب الشيخ فقد حكى شيخ الإسلام ابن تيمية الإجماع على كرويتها، وأما صعود الإنسان إلى القمر فالشيخ له رسالة مطبوعة ذكر فيها إمكان صعود الإنسان إلى الكواكب – وختاما نقول للرفاعي: أمسك لسانك وقلمك عن الوقيعة في أهل العلم فإن ذلك خير لك، واعلم أن الناس لا يصدقونك ولا يزيدك ذلك عندهم وعند الله إلا مقتا.

وعند الله تجتمع الخصوم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

ص: 370