الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
س: امرأة لا تصلي إلا في رمضان وفي بعض الأيام، ولكنها، تتصدق وتساعد المحتاجين، فهل تارك بعض الفروض كافر وخارج عن الملة، وهل أعمال هذه المرأة الصالحة تكفر عنها وهل نأكل من طعامها؟
ج: صلاتها في رمضان وتركها الصلاة في خارج رمضان دليل على ضعف الإيمان في قلبها فكونه يمر عليها أشهر لا تصلي فيها وإنما تكتفي بالصلاة في رمضان دليل على جهلها وقلة إيمانها وقلة خوفها من الله، الواجب عليها أن تصلي لله في كل شهور العام في رمضان وفي غيره وتركها للصلاة في غير رمضان هذا خطير جدا فإن من العلماء من يقول إن من ترك صلاة متعمدا حتى خرج وقتها فإنه يكفر بذلك فيخشى عليها والعياذ بالله من الضلال، فالواجب عليها أن تتوب إلى الله وتحافظ على جميع الصلوات وصدقاتها وإحسانها مع تضييعها للصلاة لا ينفعها ولا يفيدها.
س: تقول هل نأكل من طعامها؟
ج: الطعام غير اللحم يؤكل منه، أما الذبائح لو ذبحها من لا يصلي فلا يؤكل من ذبيحته.
س: قرأت أن تارك الصلاة كافر وملحد، وقرأت أنه لا يخلد في النار غير المشركين بالله، ف
هل تارك الصلاة مخلد في النار
، وهل يعتبر مشركا؟
ج: الأخت تسأل عن تارك الصلاة هل إذا قلنا بكفره يكون حكمه
حكم عباد الأوثان، وحكم الملحدين الكافرين بالله خالدا مخلدا في النار أم لا؟ وتقول إنها قرأت أن عصاة الموحدين يخرجون من النار، نقول يا أختي أما عصاة الموحدين مرتكبو الكبائر فإنه إن تابوا إلى الله قبل الله توبتهم وإن لقوا الله بلا توبة فإن الله جل وعلا إن شاء عذبهم على قدر معاصيهم وإن شاء غفر لهم والله غفور رحيم:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (1)، لكن تارك الصلاة هذا له شأن آخر، فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام وقد اختلف العلماء في حكم تارك الصلاة أعني من تركها عامدا مع إقراره بوجوبها هل يكون هذا الترك كفرا ينقل عن الملة أم لا؟ أما كون تارك الصلاة يوصف بالكفر، هذا لا إشكال فيه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر (2)» ، وقال صلى الله عليه وسلم:«بين العبد وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة (3)» لكن هل هذا الكفر كفر ينقل عن الملة ويخرج عن الإسلام أم لا؟ أجمع المسلمون على أن من أنكر أو جحد وجوب الصلاة فإنه يكفر الكفر الأكبر؛ لكن من أقر بوجوبها مع تركه لها فإن هناك خلافا بين العلماء في الحكم عليه، فمنهم من حكم عليه بالكفر الأكبر، وأخرجه بهذا من الإسلام، وقال إن النصوص أطلقت عليه الكفر في مثل قوله صلى الله عليه وسلم:«العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر (4)» وقول عمر رضي الله عنه: (ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة) والله جل وعلا جعل من صفات سكان النار عدم أداء الصلاة: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} (5)
(1) سورة النساء الآية 48
(2)
الترمذي الإيمان (2621)، النسائي الصلاة (463)، ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1079)، أحمد (5/ 346).
(3)
مسلم الإيمان (82)، الترمذي الإيمان (2618)، أبو داود السنة (4678)، ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1078)، أحمد (3/ 389)، الدارمي الصلاة (1233).
(4)
الترمذي الإيمان (2621)، النسائي الصلاة (463)، ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1079)، أحمد (5/ 346).
(5)
سورة المدثر الآية 42
{قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} (1){وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ} (2){وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ} (3){وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ} (4)، ومن العلماء من قال هذا كفر أصغر لا ينقل عن الملة وعلى كل حال فترك الصلاة مصيبة عظيمة وذنب عظيم يخشى على صاحبه أن يلقى الله على غير هدى، فالواجب تقوى الله والمحافظة على الصلوات الخمس والاهتمام بها.
(1) سورة المدثر الآية 43
(2)
سورة المدثر الآية 44
(3)
سورة المدثر الآية 45
(4)
سورة المدثر الآية 46
س: إذا كان هناك إنسان متخلف عقليا وأبكم لا يستطيع الكلام ولا يفهم شيئا ويبلغ من العمر عشرين عاما فهل عليه صلاة وصيام أم أنه ليس عليه شيء من أحكام الإسلام، أفيدونا مأجورين؟
ج: الله جل وعلا جعل خطاب الشرع لأهل العقول، يقول الله عز وجل:{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (1) فالذين يعقلون عن الله هم المكلفون بالأوامر الشرعية من صلاة وزكاة وصوم وحج وغير ذلك وأصل ذلك إخلاص الدين لله وإفراد الله بالعبادة، أما فاقد العقل فإنه لا شيء عليه، في الحديث:«رفع القلم عن ثلاثة عن المجنون حتى يفيق وعن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يبلغ (2)» فمن تخلف عقليا فإنه غير مخاطب والله يعلم بحاله وأمره إلى الله لكنا في الدنيا لا نأمره لأن من شرط الأوامر أن يكون المأمور بالغا عاقلا وهذا غير عاقل فلا يخاطب بالشريعة.
(1) سورة الرعد الآية 4
(2)
الترمذي الحدود (1423)، ابن ماجه الطلاق (2042)، أحمد (1/ 140).