الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
موقف الإسلام من الاختلاط
(شبهات وردود)
لفضيلة الدكتور مفرح بن سليمان بن عبد الله القوسي
مقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} (3){يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (4).
(1) سورة آل عمران الآية 102
(2)
سورة النساء الآية 1
(3)
سورة الأحزاب الآية 70
(4)
سورة الأحزاب الآية 71
أما بعد:
يكثر في الطروحات المعاصرة الحديث عن المرأة المسلمة، وتثار في هذه الطروحات العديد من الشبهات حول نظرة الإسلام إليها وموقفه من قضاياها.
ومن أبرز هذه الشبهات: ما أثير حول قضية خروج المرأة المسلمة من بيتها من أجل العمل واختلاطها بالرجال الأجانب عنها، وتكمن خطورة هذه الشبهات في أنها تصدر أحيانا من أناس يحسبون على الاتجاه الإسلامي، وفي وقت ينتظر فيه منهم الذود عن الإسلام ونصرة قضاياه، ولا سيما في الآونة الأخيرة التي كثر فيها الهجوم السافر على الإسلام من قبل غير المسلمين.
ومن هؤلاء الإسلاميين: باحث اشتهر بالدعوة إلى خروج المرأة المسلمة من بيتها واختلاطها بالرجال الأجانب عنها لمشاركتهم في الاشتغال بالشؤون العامة، ومحاولته إيجاد المستند الشرعي لدعوته تلك لكي تبدو موافقة للشرع ومسايرة لأحكامه.
لذا أحببت أن أسهم بجهدي المتواضع في بيان الموقف الصحيح للإسلام من هذه القضية الهامة، ومناقشة أقوال هذا الباحث فيها ببحث
مؤصل وموثق بالأدلة الشرعية، وذلك إحقاقا للحق، ودفعا للباطل، وتنبيها للغافل، وتعليما للجاهل. فلا شك أن ذلك من أولى الواجبات على طلاب العلم الشرعي.
خطة البحث:
يتكون البحث من مقدمة، وتمهيد، وصلب للبحث، وخاتمة.
أما المقدمة: فتشمل على ما يلي:
1 -
بيان أهمية موضوع البحث.
2 -
خطة البحث.
3 -
منهج البحث.
وأما التمهيد: فيشتمل على عرض لأبرز الشبهات المثارة حول قضية الاختلاط.
وأما صلب البحث: فهو في مناقشة هذه الشبهات والرد عليها، ويشتمل على تسع نقاط أساسية.
وأما الخاتمة: فتشتمل على أبرز النتائج العلمية للبحث.
منهج البحث:
اقتضت طبيعة هذا البحث اتباع منهجين في إعداده:
أحدهما: المنهج التأصيلي، وذلك عند بيان موقف الإسلام من قضية خروج المرأة من بيتها واختلاطها بالرجال الأجانب عنها، حيث اعتمدت في ذلك على النصوص الشرعية وأقوال السلف الصالح وفهمهم لهذه
النصوص وتطبيقاتهم لها.
الثاني: المنهج التحليلي النقدي، وذلك عند مناقشة الشبهات المثارة حول هذه القضية وتفنيدها.
وقد اجتهدت في مراعاة قواعد البحث العلمي، من حيث:
الرجوع إلى المصادر الأصلية، والتزام الأمانة العلمية في العزو والاقتباس والنقل، وترقيم الآيات القرآنية وبيان سورها، وتخريج الأحاديث النبوية، وكذا العناية بقواعد اللغة العربية والإملاء وعلامات الترقيم، مجتنبا الإسهاب والإطالة وغموض العبارة.
أما بالنسبة للنقول والإحالات في الحواشي فقد سلكت فيها المسلك التالي:
1 -
إذا تصرفت في النص المنقول تصرفا يسيرا أوردته بين قوسي تنصيص وأشرت في الحاشية إلى أن النقل كان بتصرف يسير، وإذا تصرفت فيه تصرفا كثيرا ذكرت في الحاشية كلمة (انظر)، أما إذا لم أتصرف فيه مطلقا بأن كان نقلا حرفيا أوردته بين قوسي تنصيص واكتفيت بالإشارة إلى المرجع دون كلمة (انظر).
2 -
إذا استبدلت كلمة أو كلمتين في النص المنقول حرفيا وضعتها بين هاتين الحاصرتين []، ويكون الاستبدال – في الغالب – بسبب ركاكة في اللفظ، أو خطأ في الأسلوب، أو في النحو ....
3 -
إذا كررت النقل من المرجع دون أن يفصل بين النقلين نقل من
مرجع آخر، ذكرت في الحاشية عبارة (المرجع السابق).
4 -
إذا وضعت بين الكلمات هذه النقاط الثلاث (
…
)، فإن ذلك يعني أن هناك كلاما محذوفا تم الاستغناء عنه طلبا للاختصار، أو لعدم الفائدة من ذكره.
وبعد: فقد بذلت في هذا البحث ما استطعت من جهد، فإن وفقت فيه إلى الصواب، فذلك من فضل الله عز وجل وكرمه، وإن أخطأت أو قصرت، فأرجوه سبحانه أن يغفر لي، وحسبي أني نشدت فيه الإتقان، وابتغيت الصواب والإحسان.
أسأل الله جلت قدرته أن يجعل ذلك في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.