الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفرع الخامس
الحرب النفسية والخديعة بالعدو
وفيه أربع مسائل:
المسألة الأولى: الإعلام
.
المسألة الثانية: إظهار القوة.
المسألة الثالثة: إشاعة الفرقة وبث الرعب بين الأعداء.
المسألة الرابعة: مخادعة العدو.
المسألة الأولى
الإعلام
الإعلام وسيلة مهمة بأنواعه المختلفة، المسموعة والمقروءة والمرئية واستخدامه في حال القتال ضرورة ملحة لبث الروح الانهزامية في الأعداء، وقذف الرعب في قلوبهم، وإظهار قوة المسلمين المجاهدين، والحوار الذي دار بين أبي سفيان (1) وعمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد غزوة أحد يعد نموذجا للإعلام المسموع.
(1) هو: صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو سفيان القرشي، الأموي كان رأس المشركين يوم أحد، ويوم الأحزاب، أسلم عام الفتح، وشهد حنينا والطائف مع الرسول صلى الله عليه وسلم توفي سنة 32هـ وقيل: غير ذلك. انظر: الإصابة (3/332) ت رقم (4066) وأسد الغابة (2/392) ت رقم (2484) .
ففي صحيح البخاري من حديث البراء بن عازب (1) رضي الله عنه (.. وأشرف أبو سفيان فقال: أفي القوم محمد؟ فقال صلى الله عليه وسلم: لا تجيبوه فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ فقال صلى الله عليه وسلم لا تجيبوه فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال: إن هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياء لأجابوا، فلم يملك عمر نفسه فقال: كذبت يا عدو الله أبقى الله عليك ما يخزيك، قال أبو سفيان: أعل هبل (2) فقال النبي صلى الله عليه وسلم أجيبوه، قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: الله أعلى وأجل، قال أبو سفيان: لنا العزى (3) ولا عزى لكن، فقال صلى الله عليه وسلم أجيبوه، قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا الله مولانا ولا مولى لكم..) (4) .
جاء في زاد المعاد في سياق ذكر هذا الحديث عند قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه كذبت يا عدو الله فكان في الإعلام من الإذلال للعدو، وبيان قوة المسلمين وأنهم لم يهنوا ولم يضعفوا ما يدعو العدو إلى الخوف من قوة المسلمين وبسالتهم، وكان في الإعلام ببقاء الثلاثة الذي سأل عنهم أبو سفيان بعد ظنه وظن قومه أنهم قد قتلوا من المصلحة وغيظ العدو والفت في عضده ما ليس في جوابه حين سأل عنهم واحدا واحدا (5) .
وبهذا يتضح دور الأعلام المسموع في فت عضد العدو، وإرهابه وإذلاله.
(1) هو: البراء بن عازب بن الحارث بن عدي، الأنصاري الأوسي يكني أبا عمارة ويقال: أبو عمرو، أول مشاهده أحد وغزا مع النبي صلى الله عليه وسلم أربع عشرة غزة، وشهد مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه الجمل، وصفين والنهروان. نزل الكوفة، ومات بها سنة (72 هـ) انظر: الإصابة (1/411) ت رقم (618) وأسد الغابة (1/205) ت رقم (389) .
(2)
هبل: صنم يعبده المشركون ومعنى أعل: أظهر دينك. انظر: فتح الباري (7/477) .
(3)
العزي: شجرة عليها بناء وأستار بنخلة بين مكة والطائف، كان قريش يعظمونها. انظر: تفسير ابن كثير (4/255) .
(4)
صحيح البخاري مع الفتح كتاب المغازي باب غزوة أحد ح رقم (4043) .
(5)
زاد المعاد (3/202) بتصرف.