الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفرع الثاني
جواز المسح على الخفين للمجاهد
المسح على الخفين جائز عند عامة الصحابة (1) وعلماء أهل السنة (2)
للمجاهد في سبيل الله، وغيره في الحضر (3) والسفر (4) .
(1) روي عن بعض الصحابة القول بعدم المسح على الخفين، كابن عباس وعائشة وأبي هريرة رضي الله عنهم، وقد روي عنهم إثباته قال في فتح الباري: ومن روى عنهم إنكاره فقد روى إثباته (1/404) وانظر بدائع الصنائع (1/77) حيث قال: (صح رجوعهم عن هذا) وفي التمهيد والتلخيص الحبير: أن ما روى عنهم في إنكار المسح باطل لا يثبت انظر: التمهيد (11/138) والتلخيص الحبير (1/158) وبهذا يظهر اتفاق الصحابة على جواز المسح على الخفين.
(2)
أنكر الرافضة المسح على الخفين، واستدلوا بقوله تعالى:{وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [المائدة: 6] ووجه الدلالة: أن قراءة الخفض في قوله تعالى: {وَأَرْجُلَكُمْ} تقتضي وجوب المسح على الرجلين لا على الخفين. والجواب على ذلك:
1-
أن الآية دالة على غسل الرجلين، والسنة جاءت بالمسح على الخفين.
2-
أن قراءة الخفض محمولة على المسح إذا كانت الرجلين في الخفين.
وبهذا يظهر بطلان ما أنكره الرافضة من المسح وأن إنكارهم وخلافهم لا يعتد به والله أعلم انظر الوسيط في المذهب للغزالي (1/395) والشرح الممتع (1/183) والحاوي الكبير (1/351) وشرح صحيح مسلم (3/167) .
(3)
روي عن الإمام مالك أنه لا يجيز المسح في الحضر انظر المدونة (1/41) وقال في التمهيد: (والروايات الصحاح عنه بخلافه)(11/141) وانظر: الكافي لابن عبد البر
…
(1/176) وحاشية الخرشي (1/329) .
(4)
البحر الرائق (1/292) والاختيار للموصلي (1/23) والكافي لابن عبد البر (1/176) والذخيرة (1/322) وروضة الطالبين (1/124) والأم (1/32) والحاوي الكبير (1/351) والمغني (1/359) والإنصاف (1/169) ومعونة أولي النهى (1/306) .
يدل على ذلك: الأحاديث الكثيرة الصحيحة قال الإمام أحمد رحمه الله: (ليس في قلبي من المسح شيء فيه أربعون حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)(1) .
وقال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري: (وقد صرح جمع من الحفاظ بأن المسح على الخفين متواتر)(2) .
ومن هذه الأحاديث:
1-
عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خرج لحاجة فاتبعه المغيرة بإداوة فيها ماء فصب عليه حين فرغ من حاجته، فتوضأ ومسح على الخفين (3) .
2-
حديث جرير بن عبد الله البجلي (4) رضي الله عنه أنه بال ثم توضأ ومسح على خفيه ثم قام فصلى، فسئل، فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع مثل هذا (5) .
(1) معونة أولي النهى (1/306) .
(2)
فتح الباري شرح صحيح البخاري (1/404) .
(3)
صحيح البخاري مع الفتح، كتاب الوضوء، باب المسح على الخفين، ح رقم (203) ، وصحيح مسلم بشرح النووي كتاب الطهارة باب المسح على الخفين، ح رقم (274) .
(4)
هو جرير بن عبد الله بن جابر البجلي، الصحابي الشهير يكنى أبا عمرو وقيل أبا عبد الله، أسلم في السنة التي توفي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسط له رسول الله صلى الله عليه وسلم كساءه وقت مبايعته له، وكان سيد قومه، كان له في الجهاد بالعراق كالقادسية وغيرها أثر عظيم توفي سنة 51 هـ وقيل: 54 هـ انظر الإصابة (1/581) ت رقم (1139) وأسد الغابة (1/333) ت رقم (730) .
(5)
صحيح البخاري مع الفتح كتاب الصلاة باب الصلاة في الخفاف ح رقم (387) وصحيح مسلم بشرح النووي كتاب الطهارة باب المسح على الخفين ح رقم (272) بلفظ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بال ثم توضأ ومسح على خفيه.