الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العجاجي:
بفتح العين وتخفيف الجيم أي من دون تشديدها ثم كسر الجيم الثانية ثم ياء كياء النسب.
هذا الاسم على صيغة النسبة إلى (عجاج) أو العجاج.
أسرة من أهل بريدة جاءوا إلى بريدة من حريملاء، ولكن ذلك في وقت متقدم نفترض أنه آخر القرن الثاني عشر.
لأن الذي بلغنا أن أول من جاء منهم إلى بريدة هو (سيف العجاجي) بسبب اختلاف بينه وبين أبناء عمه أو أقاربه هناك.
وقال لي الشيخ علي العجاجي: إن الذي نعرفه أن أول من جاء منا إلى بريدة هو سليمان العجاجي.
وسليمان العجاجي يقرب أن يكون سيف العجاجي والده، لأن بين أيدينا وثائق تدل على أن سليمان العجاجي قد صار من أهل بريدة المعروفين المعتبرين، لأنه صار يستشهد وتكتب شهادته في الوثائق المهمة من مبايعات ونحوها من عشر الأربعين بعد المائتين أي بعد حدوث وقعة الدرعية بسنوات قليلة، مما يدل على أنه كان قدم إلى بريدة قبل ذلك إن لم يكن والده هو الذي قدم إلى بريدة.
وهم أسرة محبوبة من الناس لم أسمع أحدًا يسب أحدًا منهم، ولم أعلم أن أحدًا يبغضهم، وقد جمع الله لهم بين الأخلاق الحسنة ورفع عنهم الفقر، فالذي ليس بغني منهم ليس فقيرًا.
وفيهم أناس من تجار المواشي وهم عقيل الذين كانوا يتاجرون بها بين القصيم والشام ومصر.
أفادنا أيمن النفجان في كتابه (الفصول) فائدة مهمة تتعلق بسبب تسمية جدهم العجاجي بعد أن كان اسمه عبد الله بن عبد العزيز الكثيري - كما زعم - وذكر أنه عاش في القرن الحادي عشر الهجري ولقب بـ (العجاجي) لأنه دخل في (دَحْل) في شمال الصمان، وتاه فيه، وبقي عدة أيام لم ير الشمس، فلما اهتدى إلى طريق الخروج وإذا هو قد ابيضَّ شعره وجلده فسمي بالعجاجي (1).
وذكر الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام رحمه الله أن أسرة العجاجي كانت تقيم في بلدة حريملاء عاصمة بلدان المحمل، وكانوا يقاسون من شدة الفقر، فاتفق أخوان من هذه الأسرة أن يذهب أحدهما إلى الإحساء، وأن يذهب الآخر إلى بريدة، فمن وجد منهما الخير أخبر أخاه ليأتي إليه، فصادف أن كلًّا منهما صلحت حاله في البلد الذي ذهب إليه، فبقي كلٌّ منهما في بلده، فأهل بريدة هم أبناء عم الذين في الأحساء (2).
أقول: هذا صحيح، وقد اجتمعنا بأحد وجهاء أسرة العجاجي في الأحساء، كما أنه ينبغي الانتباه إلى أنه بقيت بعد هؤلاء بقية من أسرة العجاجي في حريملاء لم تهاجر منها، وقد جاورنا في الرياض في حي الفوارة (جنوب الناصرية) أحدهم، وكان نعم الجار إلا أنه أقل في المظهر من العجاجات أهل بريدة وربما كان مرجع ذلك إلى اشتغاله بالفلاحة ونحوها قبل أن ينتقل إلى الرياض، وفي الرياض كان لديه محل لبيع الأدوات الكهربائية الكبيرة كالثلاجات.
ونعم الجار هو، فقد رأيته مثل أبناء عمه أهل بريدة بشوشًا بالناس، حريصًا على قضاء حوائجهم، مواظبًا على الصلاة مع الجماعة.
وأسرة (العجاجي) مشهورة بالوجاهة وبأنها أنجبت رجالًا أكفاء حتى قبل أن
(1) الفصول: ص 143.
(2)
علماء نجد في ثمانية قرون، ج 3، ص 75 - 76.
تأتي إلى منطقة القصيم، أو بعد ذلك بقليل، لذلك ذكر المؤرخون ومنهم ابن بشر اسم (محمد بن سيف العجاجي) من الرجال المحاربين مع الإمام فيصل بن تركي، ومن المقدمين عنده، وكان مع الإمام فيصل بن تركي في عام 1249 هـ، وذلك في سياق غزوة غزاها الإمام فيصل بن تركي بأمر من والده الإمام تركي بن عبد الله إلى جهة القطيف لتأديب عصاة خرجوا على والي القطيف للإمام - وقد قتل الإمام تركي في الرياض وابنه فيصل غائب في تلك الوقعة.
وقد عين الإمام فيصل عدة رجال أكفاء أمراءً وقادة محاربين في المنطقة منهم (محمد بن سيف العجاجي) جعله على دارين، ولا نجزم بأن محمد بن سيف العجاجي هو من (العجاجي) أهل حريملاء، بل ربما كان من أسرة العجاجي أهل بريدة، وأن والده هو (سيف العجاجي) أول من جاء منهم إلى بريدة أو من ذريته، فيكون قد انضم إلى الإمام فيصل خارجًا من بريدة وقد يكون الأمر على ظاهره وأنه من أسرة العجاجي أهل حريملاء.
قال ابن بشر:
فلما وصل الإمام فيصل بن تركي إلى ذلك المكان شن الغارة عليهم، وأخذ كثيرًا من أثاثهم، وقتل عليهم رجالًا، وتزبن شريدتهم قصر الدمام، وكان في ذلك القصر أولاد عبد الله بن أحمد بن خليفة رئيس البحرين، ثم إن فيصل رحل ونزل قريبًا منهم، وحصل بينهم مناوشة قتال، ثم رحل ونزل سيهات، وكان فيها ابن عبد الرحيم وبينه وبين ابن خليفة مراسلة واتفاق على محاربة فيصل، فجر عليهم المدافع وحربهم وقطع شيئًا من نخيلهم، هذا والخليفة يمدونهم بالزهاب والزهبة، فلما رأى فيصل اتفاقهم على الحرب رتب الحصون التي في القطيف، وجعل محمد بن سيف العجاجي في بلد دارين، وسليمان بن سحيم في بلد تاروت، ومعه مرابطة فيه، ومحمد بن نصار المعروف بالدعمي
في قصر (تاروت)، وغلام سعود أبو مسمار في الفرضة، ثم أمر على المسلمين يخوضون البحر على مراكب الخليفة التي جاءت مددًا لصاحب سيهات، فوجدوا البحر غزيرًا وماؤه طامي، فانصرفوا عنهم، ثم بلغه قتل أبيه رحمه الله، فرحل من القطيف قافلًا، ولم يشعر بذلك أحد من المسلمين وأمر على رئيس القطيف ابن غانم يرحل معه (1). انتهى.
وقد أنزل الله البركة في أسرة (العجاجي) عندما وصلت إلى بريدة فنمت وكثر أفرادها بحيث أنها بعد أقل من مائة سنة على وصولها إلى بريدة صار عددها أضعاف أضعاف عدد أسرة العجاجي في حريملاء التي جاء منها في الأصل منهم رجل واحد.
ويتبين ذلك واضحًا من كون الذين قتلوا من أسرة (العجاجي) في وقعة المليدا عام 1308 هـ هم خمسة رجال أخوة من أبناء ناصر بن سليمان العجاجي، وهم:
- محمد بن ناصر العجاجي.
- عبد الله بن ناصر العجاجي.
- إبراهيم بن ناصر العجاجي
- عبد الرحمن بن ناصر العجاجي.
- حمد بن ناصر العجاجي.
ومن الوثائق التي ورد فيها ذكر سليمان العجاجي المتقدم ذكره في أول الترجمة هذه المؤرخة في عام 1420 هـ وهي وثيقة محاسبة بين عمر بن سليم وبين حامد الذي هو حامد المرشد من بني عليان وثبت فيها لعمر بن سليم
(1) عنوان المجد، ج 2، ص 96.
في ذمة حامد مائة وثلاثون ريالًا وهي مبلغ كبير وذكرت الوثيقة أن مائة ريال منها أحاله حامد بها على ذمة حبيب ولم تذكر بقية اسمه، ولا شك أن شخصيته مهمة لأن مبلغ مائة ريال لا يحال إلَّا على ذمة شخص مهم، وبخاصة أن عمر بن سليم قد رضي بهذه الإحالة وقبلها.
وذكرت الوثيقة أن عمر نَجَّم على حامد ثلاثين ريالًا آخر المطلب أي الدين الذي كان يطالبه به لمدة ثلاث سنين يحل أول نجم منها وهو عشرة أريل في سنة واحد وأربعين (ومائتين وألف)، وثاني نجم عشرة أريل في سنة اثنتين وأربعين وآخر نجم يحل في سنة ثلاث وأربعين وغلط الكاتب فذكر أنه يحل في سنة ثلاث وثلاثين وهذا غير ممكن لأن سنة ثلاث وثلاثين كانت ذهبت قبل كتابة هذه الوثيقة بسبع سنين فهو قد غلط غلطًا ظاهرًا، وقد أوضح أن السنين كلها بعد المائتين والألف، وذلك بخلاف ما كان بعض المكتبة قد درج عليه وهو إغفال ذكر القرن الذي كتب فيه الوثيقة اعتمادًا على أنه لا يحتاج إلى ذلك بالنسبة إليهم ولكنه غير صحيح بالنسبة لمن يأتي بعدهم مثلنا.
ومعنى (نَجَّم) عليه أي قسَّط ذلك الدين عليه لمدة ثلاث سنين كل نجم وهو القسط يحل بعد سنة، والتعبير صحيح مألوف في تلك العصور، وإن كان الذي لا يعرف أن أصله مأخوذ من طلوع نجم من النجوم التي تكون في أول مطلعها بعد غيابها بعد سنة واحدة.
وقد ذكر الشهود على الوثيقة وأنهم (سليمان العجاجي) وعبد الله بن رواف ويحيى الكردا أما ابن رواف فإنه ابن عبد الرحمن الرواف أول من سكن بريدة، والمراد الأب عبد الرحمن الرواف فهو أول من سكن بريدة من أسرة الرواف، وأما يحيى الكردا فإنه شخصية معروفة في تلك العصور وهو من اليحيى، بل يصح القول بأن أسرة (اليحيى) منه، فهو أصل أسرة اليحيى كلها، ولذلك كنا نعرف تلك الأسرة أول عهدنا بالإدراك ومعرفة مثل هذه الأشياء في عام 1355 هـ بأنهم الكردا، وقد
ترك تلقيبهم الآن بهذا اللقب فصاروا يعرفون باسم (اليحيى) مجردًا، لا سيما بعد أن برزت منهم شخصيات عديدة، وصارت كثيرة الذكر على أفواه الناس.
وقد نستدل على أهمية (سليمان العجاجي) من كون الوثائق التي ذكرت اسمه لم تذكر اسم أبيه وإنما ذكرت اسمه مجردًا.
والكاتب هو الشهير بكثرة كتاباته للوثائق سليمان بن سيف.
وهذه صورتها:
ووثيقة أخرى من ذلك العهد ولكن لم نر تاريخها لأنها ربما كان ما وصلنا منها ناقصًا، وهي بخط محمد بن مهيد و (المهيد) هم أسلاف الطرباق أو لنقل: إن الطرباق من أخلافهم، بمعنى أن الطرباق من التمهيد ولكن ليس كل المهيد أسلافًا للطرباق.
و(محمد بن مهيد) معروف لنا من كتاباته وهي في تلك الفترة، وأحد الشاهدين فيها هو محمد بن جميعة معروف لنا أيضًا، لورود اسمه في عدة وثائق ذكرتها في رسم (الجميعة) من حرف الجيم.
ومضمون الوثيقة أن محمد بن مهيد ومرشد الذي هو مرشد النصار من النصار آل أبو عليان فهو من الأسرة نفسها التي منها محمد بن مهيد ومعهما عمر بن سليم وتحاسبوا فصح أن الذي بذمة فهد بن مرشد - ولم يسبق ذكر فهد بن مرشد في هذه الوثيقة - لعمر بن سليم مائة وخمسون ريالًا، وهذا مبلغ كبير يبلغ أن يكون ثروة أحد الأثرياء في نجد حتى ولو لم يكن يملك غيرها.
وقالت الوثيقة: إنهم باعوا عليه ثلثي المكان الشعيب بمئة وأربعة وثلاثين ريالًا، ولم تتضح لي العبارة، وذلك المبلغ لا يكون إلا ثمنًا لشيء مهم كما هو معروف.
قالت: وبقي من حسابه ستة عشر ريالًا بها الجريرة قادمة والبعارين.
وهذه العبارة تدل على أن عمر بن سليم قد رهن جريرة المذكورين وهي ما يملكون في الفلاحة من زرع وبرسيم وكل شيء يملك متعلقًا بالفلاحة والبعارين - جمع بعير - وهي التي يسنى عليها.
قالت: والشاهد سليمان العجاجي، وقد أسقط الكاتب النون من اسم سليمان سهوًا.
وفي هذه الوثيقة شيء من التداخل وعدم الوضوح فهي توحي بأن الذين عليهم الدين هم محمد بن مهيد ومرشد (النصار) وفهد المرشد، فالكاتب محمد
بن مهيد هو أحد المدينين ولكنه كتب ذلك بخط يده، ولذلك قال في آخرها: وهو الوكيل المذكور يوفي كل. . . .
وهذه صورتها:
وابنه ناصر بن سليمان العجاجي، ورد اسمه في عدة وثائق ومنها هذه التي تدل على ما ذكرناه، وهي مؤرخة بالختمة من شهر المحرم مبتدأ سنة 1292 هـ، والمراد بالختمة اليوم العشرون من الشهر كما سبق أن قدمنا ذلك، وليس المراد بها أنها ختام الشهر، وهي بخط الكاتب الشهير ناصر بن سليمان السيف، وقد صاغها صياغة فقهية سليمة، وصدق عليها قاضي بريدة الشيخ سليمان بن علي آل مقبل وختمها بختمه.
وتتضمن مبايعة مهمة، البائع فيها رشيد بن إبراهيم الدغيثر والمشتري شخصان هما الشيخ محمد بن عمر بن سليم وناصر بن سليمان العجاجي، وهو ابن أول رجل معروف لنا بالأوراق والوثائق من أسرة العجاجي.
والمبيع فيها هي ثلاثة مخازن، وهي الدكاكين وداره، أي دار رشيد الدغيثر التي أصلها مشترى لابن شهوان، وكذلك ما دخل عليها من دار داحس
أي ما اشتراه ابن دغيثر بعد ذلك وأدخله فيها من دار داحس، والدكاكين وسماها هنا الدكاكين وكان سماها قبل سطرين (المخازن) ليتضح لك ما ذكرناه من أن المخازن هي الدكاكين.
وقوله في السوق القايم سوق داحس، هو سوق معروف لنا لا يوجد من لا يعرفه في بريدة في أول معرفتنا الأمور، لأنه كان فيه بعض الجزارين، فهو جزء من المقصب الذي يراد به دكاكين الجزارين التي يبيعون فيها اللحم، وليس مكان ذبح الماشية التي تقصب فيها أي تقطع أعضاؤها.
والثمن لكل ما ذكر من الدكاكين والدار الواسعة هو مائة وعشرون ريالًا فرانسه ومائة وأربع غازيات، والغازي نقد فضي شبيه بالريال الفضي الفرانسي إلا أنه أصغر منه، واختاروا التعبير الشائع عندهم بأن المبلغ مائة غازي تزيد أربع غازيات، إلّا ربع، ولم يكتفوا بأن يقولوا مائة وأربع غازيات إلا ربع، لئلا يتوهم متوهم أن المائة من غير الغوازي، وسبق لنا إيراد وثائق فيها مثل هذا التعبير، ويدل على ثراء العجاجي أن الدار المباعة يحدها - كما ذكر الكاتب - من جهة القبلة دار داحس ومخزن العجاجي والمخزن هو الدكان.
ولأهمية المبيع وغلاء ثمنه أشهد المتبايعان عليه ثلاثة من الشهود هم محمد بن سليمان آل مبارك وهو العمري وعبد الله بن محمد بن فدا وهو الشيخ العالم الزاهد المشهور في زمنه وبعد زمنه، وحمد بن محمد البيبي من أسرة البييبي المعروفة إلى جانب شهادة الكاتب الثقة ناصر السليمان بن سيف.
وصدق عليه الشيخ القاضي سليمان بن علي المقبل بقوله: هذا العقد أعلاه أعني البيع الواقع على البيت المذكور وما تبعها والمخازن وتوابع الجميع عقد صحيح لأزم وكتب تاريخ تصديقه 21 محرم من عام 1292 هـ أي بعد كتابة الوثيقة بيوم واحد.
ومنهم ناصر بن سليمان العجاجي الذي ورد اسمه في وثيقة قديمة مكتوبة في عام 1257 هـ وتتضمن مداينة بينه وبين علي الناصر (ابن سالم) والدين ثلاثة عشر ريالًا ومائتين وزنة (تمر) الجميع يحل في رمضان من سنة 1258 هـ وقلنا: إنها مكتوبة في عام 1257 هـ لأن العادة أن تأجيل الوفاء بالدين يكون لسنة واحدة.
والوثيقة بخط عبد الله الناصر الرسيني وهو كاتبها والشاهد فيها، ليس معه شاهد آخر.
ومع مضي الزمن وجدنا اسم (ناصر السليمان العجاجي) وقد صار ثريًا يشتري العقارات ويملكها، وقد أوصى بوصية حافلة مطولة تدل على مبلغ ثرائه الواسع، وكثرة ما يملكه من أملاك، من أنفسها النخيل التي إذا أطلقت كلمة (مِلْك) عندهم انصرفت إليها، وقد وزع طائفة من أملاكه ونخيله على أولاده في حياته. كما أنه رزق بأولاد قتل منهم في وقعة المليدا وحدها خمسة.
وجاء في وصيته ذكر أبناء له آخرين غيرهم منهم عبد العزيز ومنهم ابنه سليمان وابنه محمد.
فهل هذا الثري ناصر بن سليمان العجاجي الذي كتب وصيته في عام 1308 هـ هو ناصر بن سليمان العجاجي الذي استدان في عام 1257 هـ؟
ثم وجدت في وثيقة مؤرخة في ربيع الآخر من عام 1277 هـ فيها شهادة لناصر السليمان العجاجي.
وفي آخرها شهادة لسليمان بن ناصر العجاجي، وقد نوه كاتبها بأن سليمان العجاجي هذا هو (ولد ناصر العجاجي) أي إنه ابن له.
والوثيقة مهمة لأن فيها تصديقًا للشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، ولا ينقص منها إلا كون بعضها غير واضح ورأيت إثباتها هنا، ليس من أجل هذه النقطة بالذات، وإنما للاستفادة مما ورد فيها الموضوعات أخرى.
كما ورد اسمه (ناصر بن سليمان العجاجي) في الوثيقتين التاليتين، وإحداهما مؤرخة في عام 1284 هـ والأخرى في عام 1285 هـ:
وعلى ذكر ناصر بن سليمان العجاجي نقول: إن أيمن بن نفجان الذي كتب عن قبيلة الفضول الذين منهم أسرة (العجاجي) قد ذكر أن ناصر بن سليمان العجاجي هو أول من قدم من أسرة العجاجي إلى بريدة وهذا غير صحيح لأن والده سليمان العجاجي ولد في بريدة وصار من أهلها، وقد أوردنا وثائق عديدة فيما سبق تدل على ذلك.
ويلاحظ أنه سمي جده عبد الله فذكر أنه ناصر بن سليمان بن عبد الله العجاجي، وهذا إذا صح خلاف ما استظهرناه من أن والد سليمان قد يكون (سيف العجاجي) وأنه هو جد ناصر بن سليمان العجاجي.
إن لم يكن أول من قدم إلى بريدة من أسرة العجاجي والد سيف العجاجي.
وبهذا يسهل توجيه كون (ناصر بن سليمان العجاجي) اثنين أحدهما هذا الثري الوجيه الذي قتل من أبنائه خمسة في موقعة المليدا، وله غيرهم، والثاني قبله كان فلاحًا يستدين، والله أعلم.
وجاء ذكر شهادات عديدة لناصر بن سليمان العجاجي الثري المعروف على مبايعات ووثائق مما يدل على ما فهمناه من كونه ثقة ذا منزلة عند الناس وإلا لما أكثروا من الاستشهاد به على مبايعات مهمة.
من ذلك مبايعة بين عبد الله بن محمد آل عبد الله الصقعبي وبين عبد الكريم الجاسر وهي مؤرخة في 13 رجب عام 1284 هـ بخط العلامة الشيخ محمد بن عمر بن سليم، والشهود فيها هم ناصر السليمان العجاجي وعبد العزيز بن عبد الرحمن الحنيشل وعبد الله الناصر آل محمد الصقعبي.
والوثيقة نقلتها في رسم الصقعبي في حرف الصاد.
ووثيقة أخرى تتضمن مبايعة بين عبد الكريم الحسن بن حميد وهو البائع