الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العمران:
أسرة أخرى من أهل بريدة يرجع نسبها إلى (الغيهب) من بني زيد جاءوا إلى بريدة من جلاجل في النصف الأول من القرن الثالث عشر، على وجه التقريب، ذكروا أن أول من جاء إلى بريدة منهم هم جدهم منصور بن عبد الله العمران.
ولم أكن في أول الأمر على ثقة من كون العمران هؤلاء من الغيهب، وهم الذين يسكنون في بريدة منذ منتصف القرن الثالث عشر حتى الآن، وسنورد الوثائق عن ذلك ابتداء من جدهم الذي يقولون إنه أول من جاء منهم إلى بريدة، وهو عبد الله العمران والد منصور بن عبد الله العمران الشهير في وقته فسألت أناسًا نابهين من الغيهب - بني زيد - ومنهم صديقنا وزميلنا صاحب المعالي الشيخ محمد بن عبد الله السبيل وهو من الغيهب فلم يعرفهم، وذكر أنه لم يسمع في حياته أحدًا ذكر أن العمران من الغيهب لا في بريدة ولا في غيرها.
ثم رجعت إلى الكتاب الجامع الذي ألفه الأستاذ عبد الرحمن بن عبد الله الشقير عن أسر بني زيد، وهو كتاب علمي متزن شامل وعنوانه:(بنو زيد) فلم أجده ذكر من بني زيد باسم (العمران) سواء منهم (العمران) أهل بريدة أو العمران أهل جلاجل.
ثم طلبت من أحد الأصدقاء الذين يعرفونه بأن يسألوه هاتفيًا عن ذلك فنفي معرفته به.
ولكن اثنين من مثقفيهم المهتمين بالأمرين أصرا على ذلك وذكرا أن أبناء عمهم العمران موجودون الآن في جلاجل، وأنهم يواصلونهم ويجتمعون بهم.
ثم أبرزوا وثيقة بخط العلامة الشهير الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبابطين تدل على أن العمران أهل جلاجل من الغيهب، وأن العمران أهل بريدة أبناء عمهم قدموا إلى بريدة من جلاجل كما ذكرته وهي مؤرخة في عام 1243 هـ.
وهذه صورتها:
وبذلك صح عندي أنهم من (العمران) أهل جلاجل، وبخاصة أنني سألت من عرف (العمران) الموجودين الآن في جلاجل في سدير من دون أن يخبرهم بالمقصود من السؤال، ولا بأنني أنا الذي أريد معرفة الأمر فأجابوا بأنهم من
(العمران) من الغيهب، وأنهم يواصلون أبناء عمهم العمران أهل بريدة وسألت آخر من أهل جلاجل عن الأمر ممن أثق بمعرفته فأجاب بمثل ذلك.
أما منصور العمران وهو منصور بن عبد الله العمران فقد ذكر كثيرًا شاهدًا في مكاتبات ومداينات ومبايعات في منتصف القرن الثالث وما بعده قليلًا.
ومعروف أن اسم (منصور العمران) يتكرر في هذه الأسرة.
وآخر من عرفنا منهم يسمى بمنصور هو الذي عاصرناه، وهو منصور بن محمد العمران الذي لا يزال حيا الآن - 1424 هـ وسيأتي ذكره ويمكن أن نسميه منصور الثاني وأن نسمي منصور القديم بأنه الأول.
فقد ورد ذكره شاهدًا في وثيقة كتبها علي بن حسين النقيدان عام 1268 هجرية وتتضمن إقرارًا بدين لسليمان الصالح بن سالم على منيرة السليمان النقيدان، وسوف ننقلها عند ذكر النقيدان في حرف النون.
ووثيقة أخرى مؤرخة في ثمان خلت من صفر سنة ثمان وستين بعد المائتين والألف بخط سليمان بن سيف، وقد ذهب أولها، إلا أن معظمها وبخاصة ما كانت فيه شهادة (منصور آل عمران) واضح.
وهذه صورتها:
ووثيقة أخرى ذكرت فيها شهادة (منصور العمران) مؤرخة في ربيع الأول سنة 1270 هـ بخط علي العبد العزيز بن سالم.
وتتضمن مداينة بين رقية الغديِّريّة والثري الشهير في وقته سليمان الصالح بن سالم.
وسوف ننقل صورتها عند ذكر الغدير في حرف الغين.
والوثيقة بخط علي العبد العزيز بن سالم من أسرة السالم التي تفرع منها الغصن المذكورون.
ونصها:
"بسم الله الرحمن الرحيم
تحاسب منصور العمران وغصن الناصر بن سالم فصح آخر حساب بذمة منصور لغصن ثلاثين ريال حالات غير مؤجلات شهد على ذلك عبد الكريم العمر الحصين وشهد به كاتبه علي العبد العزيز بن سالم، تاريخه في رمضان سنة 1282 هـ.
وهذه صورتها:
وورد ذكر (منصور العمران) في مداينات مهمة منها الوثيقة التالية التي تتضمن إقراره بأن في ذمته لغصن بن ناصر (السالم) مبلغًا ضخمًا في ذلك الوقت وهو مائة وسبعون ريالًا مؤجلات يحلن في طلوع شهر الله المحرم سنة 1274 هـ وهذا عوض المكَدّ في نخل الناصر، والمكد: هو أن يقوم رجل بالعمل في نخل غيره بجزء من ثمرة ذلك النخل ويتحمل الفلاح هذا كل المصاريف، وغالبا ما يكون غير قادر على الإنفاق على أمور الفلاحة فيستدين من التجار الذين يعطونه الدين بأكثر مما يساوي في السوق بمبلغ كبير.
وتدلنا هذه الوثيقة ما يتعلق بمنصور العمران، وقد كتبها طالب علم متفهم لهذه الأمور وأظنه إبراهيم بن علي المقبل وهو أخو الشيخ القاضي سليمان بن مقبل المقبل، فالخط شبيه بخطه والأسلوب يشبه أسلوبه، وقد حملنا على ذلك أن سطورًا من أسفلها قد سقطت.
وهي جديرة بالنقل إلى حروف الطباعة لما فيها من الطرائف مثل رهن ثلثي الحمار الأبيض وليس كله:
وهذا نصها بحروف الطباعة:
"الحمد لله سبحانه
أقر منصور بن عبد الله بن عمران إقرارًا صحيحًا أن في ذمته لغصن بن ناصر مائة وسبعين ريالًا فرانسه مؤجلات يحلن في طلوع شهر الله الحرام سنة 1274 هـ وهذا عوض المكد في ملك الناصر وهي البعارين وثلثي حمار، وغنم وغيره وأقر منصور أنه أرهن غصن على هذا الدين ثمرته في ملك علي المذكور وهي عمارته وتوابعها وبعارينه المعلومات، وهي شقحا وحمرا وثلثا الحمار الأبيض وجريرته فيه من محَّال ومساحي وغيره وأرتهن غصن فوقع الرهن، والارتهان بإيجاب وقبول صحيحين.
وكذا تمر في ماعون إلى جصة (1) .. رهن لغصن وهو في صفقة الرهن المذكور أعلاه لئلا يتوهم أنه لاحق وأن الدين مشغول بالرهن وذكرته، دفعًا للشبهة، فإن جميع ما ذكرنا رهن لغصن في دينه يكون معلوم من نظر فيه".
وهذه صورتها:
(1) لم يتضح معنى هذه العبارة.
وهناك ثلاث وثائق في ورقة واحدة كلها مكتوبة بخط إبراهيم بن علي المقبل أحدها مؤرخة في شعبان عام 1274 هـ والشاهد فيها (حسن الصدعان) ولم أعرفه.
والتي بعدها يحل الدين فيها وهو مبلغ قليل في ربيع الأول سنة 1275 هـ ولكن الشاهد عليه كبير هو (عودة الرديني) أحد وجهاء مدينة بريدة وهو الذي كان يكاتبه الإمام فيصل بن تركي وهو - أي عودة الرديني من أهل الشماس القدماء فهي مؤرخة في نهار ثامن من سنة أربع وسبعين ولم يذكر الكاتب الشهر ولا القرن الذي كتبت فيه الوثيقة.
والكاتب هو إبراهيم أخو القاضي الشهير الشيخ سليمان بن علي المقبل قاضي بريدة في النصف الثاني من القرن الثالث عشر.
وهذه صورة الوثائق الثلاث:
الوثيقة التالية فيها دين كثير بالنسبة إلى ما كان يملكه الناس من ثروات في ذلك العصر وهو أربعة آلاف وخمسمائة وزنة تمر يحلن أي يجب الوفاء بها في طلوع صفر أي انقضاء شهر صفر من سنة سبع والمفهوم لي أن ذلك سنة سبع وسبعين ومائتين وألف، وهي بين منصور العمران، وبين غصن الناصر (السالم).
وكذلك بعض القمح، والكاتب هو علي الناصر الخراز، ولم يذكر سامحه الله التاريخ، بذكر واضح لنا، وإن كان معروفًا للمتعاقدين في ذلك الوقت.