الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصية هيلة بنت عبد الله بن علي العمر:
كتب وصيتها الشيخ عبد الله الوايل التويجري بخطه الواضح، وذلك في ذي القعدة من عام 1349 هـ.
ولم يذكر في الورقة اسم أسرتها، ولكننا نعرفها بأنها هيلة بنت عبد الله بن علي بن إبراهيم العمر، من (العمر) أهل المريدسية هؤلاء، وهي زوجة محمد بن مزيد بن سليمان المزيد من المزيد أهل الدعيسة.
وهذه الوثيقة التي فيها غرابة وخطها ردئ وإملاؤها كذلك، ولذلك لابد من كتابتها بحروف الطباعة.
"يعلم من يراه، حضر عندي علي السعوي وإبراهيم العلي وعمر الناصر وأقروا واعترفوا بأن عندهم وفي ذمتهم حق لازم اثنين وعشرين ريال عوض ثلثمائة وخمس وسبعين وزنة.
وهن تمر للأمير، والمذكورين ضمنهن لمسعود على المريدسية من مالهم وحلالهم شهد على ذلك علي الغانم ومحمد الربدي ويحل طلوع ربيع تالي سنة
ثلاث وأربعين، جرى ذلك نهار خمس وعشرين من ربيع أول سنة اثنين وأربعين من الهجرة على صاحبها فضل صلاة وتسليم، كتبه حسن الحمد وشهد به بحضرة الجميع والله شاهد".
وواضح لنا أن مسعود (بن محمد) كان قد ضمن ذلك المال الذي كان وضع على المريدسية بجملتها وهو اثنان وعشرون ريالًا، وأن القوم الذين ذكروا التزموا بدفع التمر مقابل ذلك المبلغ من الريالات، وقد أوضحت الوثيقة أن التمر المذكور للأمير فهو إذًا بمثابة الضريبة غير المتكررة، والمراد بالتاريخ بسنة 43 (12) هـ وسنة 42 (12) ولم أعرف الكاتب.
وإبراهيم العلي وعمر الناصر كلاهما من (العمر) أهل المريدسية بل من وجهاء أهلها، لذا أوردنا هذه الوثيقة هنا.
ووثيقة المبايعة هذه المؤرخة في شعبان عام 1307 هـ بخط علي بن سليمان السعوي.
والبائعون فيها ثلاثة من (العمر) والمشتري هو سليمان بن علي العميري.
والمبيع صيبة أي نصيب أمهم رقية الناصر من أمها أي ما ورثته من تركة أمها ميثا بنت محمد العميري.
ولم يوضح المبيع إلا أنه ظاهر من وصفه من أنه جزء من حائط نخل والثمن: ستة أريل.
ومن رجالات العمر أهل المريسية الذين ذكرهم الشيخ صالح بن محمد السعوي إبراهيم بن عمر العمر:
قال السعوي:
ممن عرف واشتهر في تولي منصب الإمارة في بلدة المريدسية، الرجل العارف الفطن النبيه اليقظ إبراهيم بن عمر بن ناصر العمر رحمه الله تعالى،
وكان توليه لهذا المنصب حينما كثر السكان وتأهلوا، وتوافر فيها العلماء، وكانت حياته معاصرة للشيخ عبد الله الحسين رحمه الله (1).
وهو الأمير إبراهيم العمر الذي كانت له مكانة في مجتمعه وتقدير واحترام وذكر حسن، وهو يتمثل بحسن الخلق، وله جهود طيبة تذكر عنه، ومساندة لأهل العلم والخير والصلاح والإصلاح، وكانوا في زمانه يلتفون حوله، ويعضدونه في تحمل المسؤولية، والقيام بما يلزمه من الرعاية، لأنه بحكم عمله وما أسند إليه، راع رعاية عامة، إضافة على الرعاية الخاصة كغيره من الناس ومسؤول عن رعيته، وعاش في زمان أهله مستقيمون على طاعة الله، وأقوياء بأمر الله، وغيرة على دين الله، وشجاعة وإقدام لكل ما يرضي الله، توفي عام 1335 هـ (2).
وذكر أيضًا منهم ناصر بن محمد العمر، قال:
ومن الباذلين للمعروف والإحسان من أهل هذه البلدة (المريدسية)، الرجل الذي عرف عنه حب الخير والسخاء في سبيل المصالح العامة، والمنافع المتعددة المواطن ناصر بن محمد بن عبد الله العمر، أجزل الله له المثوبة.
فمن المشاريع الخيرية التي له فيها مشاركة اختيارية فعالة، ومبادرة لها طيبة، وتسابق إليها قبل العرض عليه من أجلها، وله فيها سنَّة حسنة، ألا وهو التبرع بقطعة أرض فيها رُكز أثل كبار جوار المقبرة الجنوبية في هذه البلدة من الشمال، وأدخلت ضمن ما تم التسوير لها بعد إزالة ما فيها من ركز الأثل.
وكانت قبل تبرعه لها مأوى للكلاب والهوام التي يحصل منها أذى على ما في المقبرة من قبور، من عبث وحفر وغيرها.
(1) هو عبد الله بن حسين الصالح أبا الخيل تقدمت ترجمته عند ذكر الحسين في حرف الحاء.
(2)
المريدسية ماض وحاضر، ص 151.
فبسبب إزالة ما في تلك الأرض من ركز الأثل، وإقامة السور، سلمت المقبرة مما كان يرى فيها من الأذى الذي لا ينبغي تركه، ولا الإغماض عليه لما للمسلمين من الكرامة أحياءً وأمواتًا.
ومن الأعمال الخيرية التي ابتدرها هذا الرجل قبل أن تطلب منه، أو يسبقه غيره لمثلها، التبرع بأجزاء من العقارات التي بيده داخل البلدة توسعة للشارع العام المجاور لها من الشرق، والذي كان ضيقًا ومتعرجًا، فاتسع بسبب تبرعه، وزالت عنه جميع المعوقات التي كانت تؤذي سالكيه (1).
والشيخ ناصر العمر.
قال الشيخ صالح السعوي:
وممن تولى منصب إمارة هذه البلدة من الأهالي، الرجل العاقل البصير الشيخ ناصر بن إبراهيم العمر، رحمه الله تعالى.
فإنه تولى مهام الإمارة بعد وفاة أبيه إبراهيم الذي كانت إمارة البلدة بيده.
وكان جديرًا بأن تسند إليه المناصب المهمة لما يتمثل به من الرجولة والشجاعة والكرم، والصبر والمصابرة والمرابطة للوفاء بالحقوق الملزمة بحكم المنصب، يضاف إلى ذلك أن الله منحه العلم الديني الشرعي، إذ هو من مشاهير علماء هذه البلدة، وجاء ذكره من ضمنهم، فكان يؤدي الخدمة في منصبه على بصيرة في دين الله، فاجتمعت له الخصال الطيبة التي هي أهمها العلم الذي يكتسب صاحبة الموفق للعمل به الأثر الصالح في النفس، والخَلْق والأدب، وفي القول والعمل، فالعالم العامل بعلمه، يكون فعله حسنًا، وعمله صالحًا، وقوله سديدًا، وشارك العلم رزانة العقل، والتبصر بأحوال الناس ومقاصدهم.
(1) المريدسية ماض وحاضر، ص 471.
ولهذا فإنه قام بما يلزمه من مهام الوظيفة التي وكلت إليه، واعتمد لها، ورغب فيه الأهالي، واعتبروه من الأكفاء، واستحلوا تصرفاته.
كما كان فيه عونًا لأهل الخير والصلاح والإصلاح من العلماء والدعاة، والأمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ورجال الحسبة (1).
وذكر أيضا علي بن إبراهيم العمر، فقال:
وممن جمع بين منصب الإمارة وبين الانضمام لجماعة النظر والتقدير: الرجل الذي هو في عداد الأذكياء العقلاء، الكرماء الأسخياء الأمير المحبوب، والصاحب المرغوب، علي بن إبراهيم العمر رحمه الله.
الذي كان في حياته يتولى أعمال إمارة البلدة، وانقضى عمره وهو يواصل في أعمال الخدمة، حتى إنه فاجأه الموت، وقبضت روحه وهو في أثناء تأدية العمل الوظيفي.
وكان يتمتع بمكارم الأخلاق، وحسن الأدب والوفاق، وطلاقة الوجه، ويأخذ في أعماله نهج الرفق والتأني والتؤدة، والتحقق والتبيُّن قبل المضي في التنفيذ، والعرض لذوي الرأي قبل الإقدام في الأمر والمضي فيه، والمشاورة من ذوي العقول والمعرفة أخذًا بقول الله عز وجل:(وشاورهم في الأمر)(آل عمران 159).
ولذلك فإن المشاكل تكاد أن تنعدم، وقلَّ أن تتوالد، وإن وجدت فعلى قلة، وهذا من الحكمة والدلالة الواضحة التي تبرهن على رزانة عقله، وحدة فهمه، وإدراكه لما تؤول إليه الأمور في الحال والمال.
وكان يبدي محض النصح، ومعالجة الأخطاء الأخلاقية سرًّا إذا لم تظهر وتعلن، ويستر على من تلبس ببعض الأمور المخلة بالعدالة إن لم يجاهر بها، ويصر على فعلها، والإقامة عليها.
(1) المريدسية ماض وحاضر، ص 153.
وله فراسة في الناس قل أن تخطئ، ويعرف عنه فعل المعروف والإحسان، والسخاء مما في يده وتحت تصرفه، ويبذل للناس من منتوجات مزرعته القائمة في البلدة، من تمور وحبوب وخضروات وفواكه وأعلاف وغيرها في سبيل الله من صدقة وهبة وهدية ومكافأة.
وله مقام جليل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعون القائمين عليه، وشد عضد لهم أحيانًا بنفسه، وتارة بأوامره وتنفيذاته.
كما كان عونًا صالحًا مسددًا لأئمة المساجد في ملاحظة المصلين، والنظر في حال الذين يتكرر منهم التخلف عن صلاة الجماعة، أو الإساءة على المصلين، وإجراء ما يلزم نحوهم ببصيرة وحكمة.
وقام مقامه فيما يلزم لهذا المنصب المهم، وحول مسمى الإمارة إلى مسمى مركز، ومسمى أمير تحول إلى مسمي رئيس مركز، بارك الله في جهود العاملين المخلصين.
توفي رحمه الله عام 1394 هـ.
وجهِّز وصلي عليه في جامع المريدسية ودفن جوار قبر الشيخ سليمان بن ناصر السعوي، رحمه الله في المقبرة الجنوبية من البلدة (1). انتهى.
ولم يقتصر ذكر الخير وفعله على رجال أسرة العمر، بل تعداه إلى ذكر النساء، حيث ذكر الشيخ صالح بن محمد السعوي، حصة العمر وبنات أخيها إبراهيم، فقال:
ومن ذوي التفضل والإحسان من أهالي هذه البلدة الأخوات حصة بنت عبد العزيز بن إبراهيم العمر، وبنات أخيها إبراهيم بن عبد العزيز بن محمد العمر، وهنّ منيرة ونورة وحصة وهيلة وموضي.
(1) المريدسية ماض وحاضر، ص 157 - 158.
أجزل الله لهن المثوبة والأجر.
الأولى منهن أنابها في الإحسان حفيدها عبد الله بن محمد الغانم وشاركه إخوانه ومن له ارتباط فيما خلفت بعد وفاتها رحمة الله عليها، وأعظم الثواب لها ولجميع ورثتها.
وهذا الإحسان هو ما تم اقتطاعه من الملك الموروث من عبد العزيز بن محمد العمر رحمه الله تعالى المجاور شمالًا للمقبرة الوسطى من البلدة، والذي تم إدخاله توسعة للشارع المؤدي لحي المسجد الجامع وما يتفرع منه.
وهذه التوسعة المباركة تعلو من مساحة عرض الشارع قبل التوسعة، والذي كان ضيقًا وتكثر فيه حوادث الاصطدام بالسيارات، لأن الحركة عليه كثيرة، ومتواصلة ليلًا ونهارًا، وبسبب هذا التبرع السخي من الإخوة والأخوات المنوه بأسمائهم في هذا التعريف اتسع الشارع، وأصبحت السيارات تسير فيه، ويلتقي بعضها ببعض من غير مضايقة، ولا حوادث أخطار، وكل عَرَف مسِيَره واتجاهه.
وهذا الشارع من أهم الشوارع الرئيسية في بلدة المريدسية التي تتواصل فيه حركة السير.
ولهذا فإن هذا التبرع يعد مكرمة كبيرة غنمها الأهالي، واغتبطوا بها، وعلى إثرها تفضل أصحاب الأملاك المجاورة لامتداد هذا الشارع المهم بالتبرع بأجزاء من أملاكهم لهذا الشارع بعروض مساوية لتبرع من سلف ذكرهم.
والله يعم بالأجر والمثوبة للذين يعملون الصالحات من المؤمنين.
جزى الله الأخوات سالفات الذكر ولمن شاركهن عظيم الأجر والمثوبة، ورفع للجميع الدرجات في الجنة (1).
(1) المريدسية ماض وحاضر، ص 486 - 487.