الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذه الوثيقة التي كتبها في عام 1318 هـ:
ذرية الشيخ ابن عمرو:
خلف الشيخ عبد الله بن عمرو ابنين وبنتين أما الابنان، فأحدهما اسمه (علي) ذهب إلى جهة اليمن وتزوج هناك ورزق بابن وحيد ثم مات (عليَّ) وابنه حي، ولا يعرف الآن مصيره.
وأما عبد الرحمن فذهب مع عقيل إلى جهة سوريا وبقي هناك، وانقطعت أخباره فلا يدري أحد عنه شيئًا.
وأما البنتان فإنهما تزوجتا في بريدة.
ومن المعاصرين الذين أدركناهم من العمرو:
محمد بن عبد الله بن رشيد العمرو قال: كنت أتاجر بالإبل على عادتي ما بين مصر وفلسطين اشتري من جهة وأبيع من جهة أخرى، وقد اشتري من أهل البدو والمقيمين على حدود المملكة إذا احتجت إلى مزيد من الإبل ولم يكن في مصر مطمع في مكسب.
ومرة كانت معي إبل كنت خرجت من مصر على حصان لي ومعي خوي لي راعي، وكنت اشتريت الحصان من بدوي جاء به إلى مصر، ولم أبال به، وذهبت إلى عرب سيناء أبحث عن إبل اشتريها منهم.
فرأى الحصان معي شخص فقال لي: أتبيعه؟ قلت: لا، هذا أبيه أرد عليه البعارين، قال فزادني ضعف ثمنه، ثم زاد عن ذلك حتى رضيت.
قال: فأخذت الثمن واشتريت الإبل وبعتها في مصر، وإذا بالرجل يسلم علي ويقول: تدري ماذا فعل حصانك الذي اشتريته منك؟
قلت: لا.
قال: أدخلته السباق في مصر فحصل على الجائزة وربحت منه ربحًا عظيمًا، ثم بعته بمبلغ جيد أكثر مما اشتريته منك بأضعاف، وقد أخبرني الذي اشتراه مني أنه أدخله السباق وربح الجائزة.
وقد أصبح اسمهم الآن الرشيد - بإسكان الراء وفتح المشين وتركوا التسمي بالعمرو.
ومن كبار الموظفين منهم الآن 1436 هـ صالح بن محمد الرشيد مدير إدارة التعاون الدولي في وزارة المالية شغل هذه الوظيفة بعد أن رفع منها زميلنا في لجنة الشئون الإسلامية المنبثقة عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الأستاذ محمد المقيطيب، وتسمى:(اللجنة التحضيرية)، فصار الأستاذ صالح عضوًا فيها معنا وهي تجتمع مساء السبت من كل أسبوع وتقف اجتماعاتها في أوقات العطل.
أقوال في الشيخ عبد الله بن علي بن عمرو:
قال الشيخ صالح العمري:
الشيخ عبد الله بن علي بن عمرو: ولد في بريدة عام 1287 هـ، وتعلم القراءة والكتابة، ثم جالس العلماء في بريدة، فأخذ عن الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم وعن الشيخ محمد بن عمر بن سليم وغيرهما من العلماء.
ثم أنه سافر للشام ومصر، وعاد بعد ذلك، وتنكر لمشائخه مع من تنكر من تلامذتهم حتى آل به الأمر إلى المجاهرة في ذلك، وأظهر المخالفة للدعوة واتباعها، ويقال بأن له ردًّا على بعض أئمة الدعوة، وأنه أراد طبعه في مصر فلم تقبل بعض المطابع طبعه، حدثني بذلك الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع، ولما جاهر بالعداء للدعوة وأظهر المخالفة لولي الأمر أفتى بعض العلماء بوجوب قتله فقتل في عام 1326 هـ، ويقال بأنه زور وثيقة على أعيان بريدة ووضع لهم أختامًا مزورة ختم بها الوثيقة بنقض بيعة أهالي بريدة للإمام عبد العزيز والانضمام إلى حماية الترك وأن هذا من أسباب الفتيا بقتله والله أعلم (1).
قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام من بين ما قاله عن الشيخ عبد الله بن عمرو:
(1) علماء آل سليم، ص 357.
الشيخ عبد الله بن علي بن عمرو: ولد المترجم في القصيم، ونشأ فيها وقرأ على بعض علماء نجد حتى أدرك وصار من أهل العلم المشهورين.
وقال الشيخ إبراهيم بن ضويان: (قرأ المترجم على الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن وأدرك إدراكًا جيدًا)، وصار له تلاميذ وأتباع.
وقد حدثني عبد العزيز المحمد البسام قال: (قال لي الشيخ إبراهيم بن ضويان: إن الشيخ عبد الله بن عمرو كان علامة وصاحب اطلاع، وأكثر استفادته من قراءته على الشيخ عبد اللطيف، ولولا سلاطة لسانه لانتفع به خلق كثير).
فلما قام الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود بإعادة ملكهم وتوحيد الجزيرة العربية صار المترجم من المعارضين له، وأخذ يجاهر بذلك ويحذِّر من اتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب حكومة وأفرادًا، ويصف دعوته بالشدة والعنف.
حدثني الشيخ محمد نصيف رحمه الله قال اجتمعت به في مكة المكرمة عام 1324 هـ، وكان قد سمع عن معتقدي السلفي، فصار يحذِّرني من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ويصفها بالعنف والشدة.
وحدثني الشيخ محمد بن مانع رحمه الله قال: كنت في القاهرة في مطبعة الحلبي فعرض عليها كتاب المترجم واسمه: (الرد المنيف على آل عبد اللطيف) لطباعته ونشره، فلم توافق المطبعة على نشره خوفًا من عدم رواجه وانتشاره، وزاد الشيخ محمد بن مانع بقوله: إنني اجتمعت بالشيخ ابن عمرو ببغداد قبل مقتله بأشهر، فوجدته ناقمًا على علماء عصره، خصوصًا علماء الرياض، وبحثت معه، فوجدته عالمًا جدليًا إلَّا أنه سليم العقيدة.
وقد انبرى للرد عليه وتوهين شائعاته وأخطائه الشيخ سليمان بن سمحان.
وحدثني الرجل الصالح المعمر ابن عمه راشد آل عمرو أحد رجال الحسبة في مكة المكرمة قال: إن الشيخ سافر إلى حلب، وإن الله هدى به خلقًا كثيرًا، وأن معاداته
للدعوة والقائمين عليها إنما هي من نزعات سياسية وأهواء فردية كان محمولًا عليها من أعداء الحكومة الناشئة، أما عقيدته الدينية فليس عليها انتقاد، وإنما كان جريئًا، ومما يؤكد صحة معتقده قراءته على الشيخ عبد اللطيف.
وقد جاور المترجم في مكة المكرمة قبيل وفاته، ودرس بالحرم المكي الشريف، وكان درسه في (منتهى الإرادات)، وممن قرأ عليه فيه: الشيخ محمد بن علي التركي والشيخ عبد الله بن علي بن حميد وغيرهما (1).
كيف يتفق هذا؟
تعليقًا على ما نقله الشيخ عبد الله البسام عن الشيخ راشد العمرو بأن معاداة الشيخ عبد الله بن عمرو للدعوة والقائمين عليها إنما هي من نزعات سياسية، وأهواء فردية، كان محمولًا عليها من أعداء الحكومة الناشئة، أما عقيدته الدينية فليس عليها انتقاد، وإنما كان جريئًا، ومما يؤكد صحة معتقده قراءته على الشيخ عبد اللطيف.
فكيف يتفق هذا مع ما نقله الشيخ عبد الله البسام نفسه عن الشيخ محمد بن مانع من قوله:
كنت في القاهرة في مطبعة الحلبي فعرض عليها كتاب المترجم واسمه (الرد المنيف على آل عبد الطيف) لطباعته ونشره، فلم توافق المطبعة على نشره خوفًا من عدم رواجه وانتشاره.
بل كيف يتفق هذا مع ما نقله الشيخ عبد الله البسام عن الشيخ عبد الله بن عمرو نفسه في رسالته إلى الأمير محمد بن رشيد.
قال ابن عمرو لابن رشيد:
(1) ابن بسام في 8 قرون، ج 4، ص 324 - 326.
ذكرنا لك قدوم رسائل عبد الله بن عبد اللطيف، وأخيه إبراهيم بن عبد اللطيف على ابن سليم، وما أصابه من الخفة والطيشان بعد ورودهن، وأنه قدم علينا رسالة إبراهيم العبد اللطيف مع حسين بن عرفج، ضرير بصر عندنا، ورسالة عبد الله نظيرتها جاءت لسابق، وأشرفنا عليها من عنده، فلما نظرت فيهن، وإذا هن قد اشتملن على العُجب ورؤية النفس واحتقار الغير والتكفير بغير علم مع ما فيهن من الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأهل العلم، ومع هذا كله أظهر ابن سليم تعظيمهن لما غلب عليه من الهوى والغلو ومحبة إثارة الفتن نسأل الله العافية.
فلما رأيت ذلك علقت عليهن تعليقًا يسيرًا لبيان بعض ما فيهن، ولا يخفى أن جميع نجد كل قرية فيها ناس يرون رأي ابن عبد اللطيف ويظنونه معدن العلم ويكفرون من خالفه، وأنا نبهت عليهن لا لزيادة علم ولا لقوة عشيرة، وإنما هو لأجل معرفتي أن الأمر لله ثم لك فقط، وأن ابن عبد اللطيف وابن سليم ما عندهم إلَّا اللسان، وهذا ما يوجب السكوت عن الحق، ونرجو أن ما فعل من خير بسبب ولايتكم تجدونه في موازينكم وهي واصلتكم إن شاء الله.
وليس الخبر كالمعاينة وتعرف أن جميع موافقيهم أزود منهم خفة وطيشانًا وعُجبًا، ومذهبهم هذا تمكن في قلوب كثير من الناس، وحاصله الحكم على سائر البلاد بالكفر، وتحريم السفر إليها، وتكفير من خالفهم لأنه خالف ابن عبد اللطيف ويحسبونه معدن العلم، ولا يقول إلَّا حقًّا، والجهل بحره عميق ولا ساحل له، وأمرهم هذا ضرره عام ليس هو علينا فقط، لأنك أول من يوافقنا على تخطئتهم ولله الحمد".
وترجم له الأستاذ محمد بن عثمان القاضي، فقال:
عبد الله بن عمرو آل مزيد من الخبراء:
هو العالم الجليل الشيخ عبد الله بن علي بن عمرو من فخذ الصمدة، من قبيلة الظفير وآل عمرو منهم آل سلطان بالبكيرية وآل منصور برياض الخبراء، وآل مزيد في عنيزة وبريدة ولد هذا العالم في الخبراء عام 1287 هـ، ونشأ نشأة حسنة وقرأ القرآن وحفظه تجويدًا ثم حفظه عن ظهر قلب، وشرع في طلب العلم فرحل إلى القصيم وقرأ على علمائه وأقام زمنًا في بريدة وتفقه على علمائها ويقول الشيخ إبراهيم بن ضويان إنه رحل إلى الرياض فقرأ على علمائه ولازم الشيخ عبد اللطيف ابن عبد الرحمن وأدرك إدراكًا جيدًا وجلس للطلبة، وكان حسن التعليم وسافر إلى الشام وسكن حلب وأخذ عن علمائها ثم عاد إلى نجد.
وفي سنة 1322 هـ جاور في مكة المكرمة ولازم المسجد الحرام، وتأثر من علمائه الذين يجابهون دعوة آل الشيخ فوافقهم وصار من مناوئي آل الشيخ وألف كتابه: الرد العنيف على آل عبد اللطيف، وقد تصدى للرد عليه الشيخ سليمان بن سمحان ورد عليه أخطاءه، وقد عاد إلى نجد من الحجاز وصار يؤلب على آل الشيخ وعلى الحكومة التي تؤيدهم مما كان سببًا لقتله في عام 1324 هـ عفا الله عنه (1).
والتعليق على ذلك حول قوله: إنه من أهل الخبراء، فالواقع أن أسرة العمرو من أهل الخبراء ولكن جاء إلى بريدة منهم أناس قبل عهد الشيخ عبد الله بن عمرو هذا بأكثر من مائة سنة وسكنوها، كما أوردنا ذلك في كتاباتهم وشهاداتهم على الوثائق، كما أن بعض أبناء الأسرة ذهبوا من الخبراء إلى البكيرية ولا يزالون، ولكن بشأن الشيخ عبد الله بن عمرو هذا، والوثائق التي كتبها تدل على أنه ولد في بريدة.
(1) روضة الناظرين، ج 1، ص 351 - 352.