الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العجلاني:
بصيغة النسبة إلى عجلان، من أهل الصباخ.
أسرة صغيرة، يرجع نسبهم إلى (آل أبو عليان) حكان بريدة السابقين.
منهم عبد الله العجلاني حافظ للقرآن ومن طلبة العلم من تلاميذ الشيخ عمر بن سليم.
مات عام 1402 هـ.
قال الشيخ صالح العمري:
الشيخ عبد الله العلي العثمان العجلاني:
عالم عابد وورع زاهد، ولد رحمه الله في بريدة عام 1290 هـ تقريبًا، وقد تعلم القراءة والكتابة في بريدة، وحفظ القرآن عن ظهر قلب، ثم لازم العلماء فقرأ في أول الأمر على الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، والشيخ عبد الله بن محمد بن فدا، ثم ذهب إلى الرياض على قدميه لطلب العلم، فأخذ عن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف وغيره من علماء الرياض.
ثم عاد إلى بريدة فأخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم والشيخ عمر بن محمد بن سليم حتى أدرك وصار من كبار طلبة العلم، وكان له دكان يبيع فيه بعض الوقت، وقد اشترى منه رجل مرة حاجة، فقال له الرجل: إني أكرهك، فقال بشارتك بكرهك لي ثمن ما اشتريت، لا تدفعه لي ظنًّا منه أن الرجل لا يحب أهل العلم والدين.
وكان متعففًا هادئ الطبع، لا يكاد يسمع جليسه بكلامه من الهدوء، عليه وقار العلماء وسمت الفضلاء، ولاحترام مشايخه آل سليم له، فإنهم لم يكلفوه بشيء
من المناصب لا في القضاء ولا غيره، وإذا زاره أحد لم يخرج من عنده حتى يشبع قلبه بالمواعظ والحكم النافعة وأخبار السلف الصالح والعلماء الأقدمين.
وقد حرصت على زيارته في منزله في أول عام 1400 هـ فزرته بعد العصر وكان عمره مائة وعشر سنوات تقريبًا فعرفني، فأردت أن أسأل فلم يترك لي فرصة التحدث، بل بدأ هو بالتحدث عن العلم والعلماء، وتوصيتنا بإتباع آثار السلف الصالح واستمر حتى قرب المغرب، فاستأذناه وانصرفنا، وقد توفي رحمه الله في آخر عام 1400 هـ بعد شهور من زيارتي له. انتهى.
وقد ترجم له الشيخ إبراهيم العبيد ترجمة وافية، لأنه زميل في طلب العلم، قال إبراهيم العبيد في حوادث سنة 1400 هـ:
وفيها وفاة الشيخ عبد الله العجلاني، وهذه ترجمته: هو عبد الله بن علي بن عثمان بن علي العجلان من آل أبي عليان الأسرة المعروفة من بني معد من قبيلة تميم، وكان آل أبي عليان سكن كثير منهم ضاحية الصباخ من أعمال بريدة منهم السلامة والسلطان والعدوان والنصار والعرفج.
ولد المترجم في بلدة الصباخ المعروف بفيحان عام (1291 هـ) فنشأ في طلب العلم منذ صغره ونعومة أظفاره، فلازم الشيخ الزاهد محمد بن عبد الله بن سليم، والشيخ التقي عبد الله بن محمد بن فدا العالم الزاهد، وهو الذي أشار عليه بقبول هدية الحاكم عبد العزيز بن متعب بن رشيد، وأن من الحكمة قبولها، لكن الشيخ ابن فدا رفض قبولها لترجح المصلحة ولما يتفرسه في قبولها رحمة الله عليهما.
وطلب العلم منذ صغره، حيث لازم الشيخ عبد الله بن محمد بن فداء، والشيخ محمد بن عبد الله بن سليم حتى وافاه اليقين فلزم ابنه الشيخ عبد الله بن هو
محمد بن سليم وأخذ عنه علم العقيدة ومعرفة الرجال وأشياء من الفقه، ثم إنه رغب في طلب العلم والأخذ عن آل الشيخ في مدينة الرياض، فسار على قدميه في صحبة أناس من طلاب العلم منهم الشيخ سليمان بن عبد الله المشعلي في أناس آخرين، فأخذ عن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، وعن الشيخ سعد بن حمد بن عتيق، وأخذ عن الشيخ حسن بن حسين آل الشيخ، وكان الشيخ عمر بن حسن من زملاء المترجم، حيث كان يدرس على والده في أناس آخرين ثم إنه عاد من الرياض لما سمع بمرض والدته وتوفيت وهو في الطريق، فأخذ في الدراسة على الشيخ عمر بن محمد بن سليم ولازمه كجملة الطلاب.
ولما أن توفي الشيخ عبد الله بن محمد بن فدا كلفه الشيخ عمر بن سليم بإمامة مسجد ابن فداء، وذلك لقربه من مسكنهم الذي يقع شرقًا عن المسجد المذكور جوار منزل راشد بن حميد الذي هو مؤذن المسجد فأمَّ فيه حتى كبر عبد الرحمن بن الشيخ عبد الله فترك الإمامة له.
وكان لما اشتكاه أشرار إلى الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم مدعين بأنه متشدد في الدين أجابهم بقوله: الذي عند العجلاني هو نفس ما عندنا، فانقلبوا خاسئين، وكان يسكن هو وأهل بيته صيفًا في السباخ، وفي الشتاء يرحلون إلى بيتهم في بريدة، وكان قويًّا في دين الله لا تأخذه لومة لائم، يصدع بالحق ولديه موالاة لأولياء الله ومعاداة لأعدائه، ولديه ميزة بين الرجال فيفرق بين الغث والسمين ويعرف المؤمنين من المنافقين.
وكان متمسكًا بالدين، وأي متمسك يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بيده يصيبه في ذات الله كثير، ولكنه صابر ومحتسب.
مثال ذلك أنه مرّ بشباب في طريقه وهو راجع من السباخ من آخر النهار، وكان ذلك في وقت المغرب قد سهوا عن الصلاة وارتدوا ملابس
الكرة، فتناول كرتهم ومزقها وانتهرهم فاجتمعوا عليه وضربوه، ولما جاء إلينا قمت بمساعدته بحيث ألقينا القبض على الذين اعتدوا على زاهدنا، وجيء بهم إلى هيئة الحسبة فصدر الأمر بضربهم وأخذ التعهد عليهم.
وصلى إلى جانبه شاب قد فاته ركعة من صلاة المغرب فرآه ينقر صلاته فأنكر عليه، غير أن ذلك الشاب قابله بكلام يجرح العواطف بحيث قال البعيد: أشغلتمونا بقول رسول الله ووالله لو خرج رسول الله لكنتم أول من يرميه بالحجارة، فتأثر رحمه الله وجاء إلى في نفس المحراب بعد كلام المسيء غير أني لم أتمكن من المسيء، ولكني لعدم معرفة المترجم بالذي أبدى الوقاحة ألقيت موعظة بليغة على العموم الحاضرين وأقسمت بالله لو عرفته لأسيرنه إلى الجهات المسئولة ذليلا بعدما كان عزيزا بعدما شرحت الموضوع أمام خمسة صفوف، وفي هذا إكمال المصلحة ليرتدع المجرم ويرتدع من على نحوه وكثيرا ما يتأثر من رؤية المناكر والمعاصي.
وكان مقلا من الدنيا وزاهدا بها غير ساع لتحصيلها ومجالسه معمورة بالذكر والمناقشات والبحث في التوحيد وترسيخ العقيدة، والنهي عن الشرك والابتعاد عنه والتخويف منه، ويلهج بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب والسلفية ويبكي عند ذكره ويكرر الدعاء له والثناء عليه ويردد الأبيات التي قيلت في الثناء عليه، ويلقي عبارات الشيخ من كتبه ويلقي الأسئلة على زائريه ومجالسيه، ويفيدهم إذا لم يجاوبوا عليها، وإذا تذكر آل سليم أثنى عليهم وبكى وأبكى من حوله لما يرويه عن حالتهم وتمسكهم بالعقيدة، وله ورد بالليل يحافظ عليه ويحتاط لذلك بحيث لا يجالس أحدًا بعد صلاة العشاء الآخرة، وينتابه زواره في الضحى وبعد العصر في منزله من طلبة العلم والمشائخ، ولا يترك فرصة لمحدثه أن يتحدث في أمور غير ما يتعلق بالدين، وما زال كذلك حتى