الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هي إمارة واحة
البريمي
على ضفاف الخليج.
وقد اختار لرئاسة ديوان الإمارة ابن عمنا عقيل بن عبد الكريم العبودي، ذكرت ذلك وكالات الأنباء الأجنبية التي كانت تحدثت عن إقدام البريطانيين عى عزل الأمير تركي بن عطيشان ومن معه وإبعادهم من البريمي.
وكان الحديث عن البريمي واضحًا في أذهان الناس في زمن سابق عاصرناه بل عايشناه، ولكنه محي من ذاكرة كثير منهم وبعضهم عاجله الموت قبل ذلك، ولذا رأيت نقل نص من كتاب ابن مانع المترجم للغة الإنجليزية في ديوان الملك عبد العزيز آل سعود وعنوانه فيما أذكر الآن (توحيد المملكة العربية السعودية)، قال:
البريمي:
البريمي، واحة في الجنوب الشرقي للمملكة العربية السعودية تابعة للأحساء تعتبر نقطة اتصال بين صحارى الجنوب وصحارى الشمال.
لم ير الملك عبد العزيز بأسًا في أن يقوم بعض مهندسي شركة الزيت العربية الأمريكية، بالتنقيب فيها عن النفط، فبدأوا، ولكن الحكومة البريطانية أقحمت نفسها باسم بعض محمياتها، فمنعت المنقبين عن عملهم في الأراضي التابعة للبريمي، بدعوى أنها (من الأراضي غير المتفق على تابعيتها) ووافق الملك عبد العزيز، حسمًا للنزاع مع الإنكليز، على انسحاب المنقبين في تلك الأراضي وتأجيل العمل إلى أن يتم الاتفاق على ما سُمي (تسوية الحدود).
وبينما الملك عبد العزيز يترقب صدي تسامحه، إذا به يعلم أن عمالًا تابعين لشركة النفط (البريطانية) يقومون بالحفر والتنقيب في نفس الأراضي التي قالوا بالأمس أنها (غير متفق على تابيعتها).
واحتجت حكومة الملك عبد العزيز في 4 شعبان 1369 هـ (21 مايو 1950 م) وعقد مؤتمران لهذا الغرض، حضرهما مندوبون سعوديون وبريطانيون، أحدهما في لندن والثاني في الدمّام، وبعد أن استمر الثاني ثمانية أيام، سنة 1371 هـ (1952 م) طلب الوفد البريطاني تأجيل اجتماعاته شهرًا، ووافق الوفد السعودي غير أن هذا الشهر لم ينته حتى الآن.
وأرسل الملك عبد العزيز أميرًا (مدنيًا) من أهل الرياض اسمه (تركي بن عطيشان) للنظر في شؤون البريمي، فنزل على مقربة من مقره قوة بريطانية مسلحة، سدّت في وجهه سبل التموين والاتصال بالخارج، وبدأت الطائرات تحوم فوق قرية (حماسا) التي نزل بها ابن عطيشان. .
وأبرق الملك إلى سفارته في لندن (29 ذي الحجة 1371 هـ - 19 سبتمبر 1952 م) أن تنقل عن لسانه رسالة شخصية إلى وزير الخارجية البريطانية، جاء فيها: لا يوجد شيء آلم لنفسي من أن تتأزم الحالة بيننا وبين الحكومة البريطانية لدرجة تهديدنا بالطائرات من حكومة يرأسها صديقنا المستر تشرشل ونائب الرئيس ووزير الخارجية صديقنا المستر إيدن، ثم يقول: (فلتكف الحكومة البريطانية عن السماح لموظفيها في الخليج بالقيام بهذا العمل العدواني، وإلا فسنضطر إلى إعلان ما حدث، وإلى رفع شكوانا إلى مجلس الأمن، والدفاع عن حقوقنا بكل ما نستطيع.
وأجاب إيدن في 19 محرم 1372 هـ (9 أكتوبر 1952 م) يؤكد استمرار صداقة الحكومة البريطانية للملك عبد العزيز وللحكومة العربية السعودية، وأن طائرات السلاح الجوي قد أوقفت عن الطيران، وأنه صادق الرغبة في حل الخلاف بصورة عادلة وودية، ومستعدّ لسحب القوات من البريمي في الوقت الذي ينسحب فيه تركي بن عطيشان!