الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولبث في الحرم حتى أشرقت الشمس فطاف حول الكعبة سبعة أشواط ثم صلى ركعتي الطواف واتجه إلى بئر زمزم وشرب من مائه ودعا الله أن يرزقه وخرج من الحرم وسار قليلًا فصادف طالب علم من أهل بريدة كفيف البصر اسمه عبد الله العجيان والده من حوطة بني تميم وهو من مواليد بريدة وطلب العلم فيها فسلم كل منهما على الآخر ثم قال الشيخ عبد الله العجيان للشيخ فهد السعيد أين جيبك؟ فلمَّسه جيبه فأخذ الشيخ عبد الله العجيان نقودًا فضية ووضعها في جيب الشيخ فهد السعيد واعتذر إليه بقوله: إني ذاهب إلى جدة وإلا لذهبت معك إلى الدار وشربت القهوة عندك.
وهكذا طالب علم يعطي النقود الطالب علم آخر وكلاهما غريب في مكة، إنها استجابة الدعوة العاجلة فانصرف الشيخ فهد السعيد إلى داره وهو مدرك أن الله هو الرزاق، وقد استمر الشيخ عبد الله العجيان في طلب العلم والدراسة وتعين قاضيًا في طريف وقد علم بوجود الشيخ فهد السعيد في طريف وهو مسافر إلى سوريا فاستدعاه وأكرمه وقال له اطلب مني ما شئت من المال حتى مليون ريال فإنه عندي وليس لديه مليون ريال، ولكنه سخاء النفس.
وقد توفي الشيخ عبد الله العجيان رحمه الله (1).
الْعِدِل:
بكسر العين والدال بعدها لام على لفظ العدل الذي هو الغرارة الكبيرة (من أهل بريدة)، وأصل اللفظ بإسكان الدال.
الظاهر أنهم من الطلاسي أي يرجعون في نسبهم إلى أسرة (الطلاسي) القديمة السكني في بريدة.
منهم عبد الرحمن
…
العِدِل كان صاحب حانوت في قبة رشيد غربي بريدة
(1) ملامح عربية، ص 210 - 211.
القديمة لذلك ذكره عبد الرحمن الدوسري في قصيدته (عروس بريدة) فقال:
وقلت هذا (العِدل) شيخ الدلاليل
…
رَجلٍ يرَحِّب لي لفوه الرجاجيل
إلى دَخلت البيت شفت المعاميل
…
دلالُ بغدادٍ من البن يملاه
* * * *
قالت: ونعم به، ولا شك - زَعَّال
…
ولا قط يوم وافقن سايح البال
السَّدِّ ما يهْفَى على كلِّ رَجَّالْ
…
إلَّا على اللي خافي الهَرْجَ يكماه
وابنه صالح بن عبد الرحمن العدل كان أحد الشبان الذي أخذوا بالقوة للدراسة بدار التوحيد من قبل لجنة مؤلفة من الشيخ عبد الله بن عامر والشيخ محمد بن راشد، وينفذ ما يربانه أمير بريدة حسب أمر الملك عبد العزيز.
وعندما علم أهل صالح (العدل) بذلك أخفوا ابنهم في قرية الربيعية، فذهبت سيارة إلى الربيعية مع أحد رجال الأمير الذي هو بمثابة الشرطي وأخذوه بالقوة إلى بريدة ثم رحلوه مع الآخرين، وذلك عام 1364 هـ كما سبقت الإشارة إلى ذلك قريبًا.
وقال لي أحد الحاضرين: إن السائق الذي أحضره من الربيعية إلى بريدة قد كانت سيارته غرزت في النفود الذي قبل الربيعية ولقي من ذلك مشقة، ولذلك لما رأى ولد (العدل) وهو صغير السن ضئيل الجسم آنذاك، قال: هذا ما يسوى هالتعب.
وبعد أن درس صالح العدل مع زملائه الطلاب من أهل بريدة في دار التوحيد في الطائف وراوا طيب العيش هناك وفائدة الدراسة رجعوا إلى الطائف بعد العطلة من تلقاء أنفسهم، حيث تيقنوا أنهم وأهلهم الذين كانوا عارضوا في سفرهم للطائف قد أخطأوا الصواب.
ومنهم محمد بن يوسف العدل كان من (استودية) الطين المعروفين في بريدة وهم جمع استاد الذي يراد به معلم البناء بالطين.