الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الله بن علي بن عمرو (الأول)
أول الكتبة من أسرة العمرو الذين عرفناهم من كتابات الوثائق والتعاقدات في بريدة هو عبد الله بن علي العمرو الذي أسميته الأول، تمييزًا له عن سميه الكاتب الآخر عبد الله بن علي العمرو الذي هو الشيخ عبد الله بن علي العمرو، صاحب الشيخ ابن جاسر، وقد مات قتيلًا في الرياض عام 1326 هـ، وقد أسميته عند الاشتباه عبد الله بن علي العمرو (الثاني) مع أن عمله واضح ومقامه معروف وسيأتي الكلام عليه.
أما عبد الله بن علي بن عمرو (الأول) فإنه قديم رأيت شهادة له في وثيقة بخط الشيخ عبد الله بن صقيه مؤرخة في 27 جمادى الآخرة من عام 1236 هـ فلو قيل: إنه هو الشيخ عبد الله بن علي بن عمرو صاحب الشيخ ابن جاسر الذي قتل في عام 1326 هـ للزم ذلك أن يكون هذا الأخير عمر مائة وست عشرة سنة، قبل أن يقتل.
لأنه إذا كان عمره - افتراضًا - عندما كتب الشيخ ابن صقيه شهادته ستًّا وعشرين سنة كما هي العادة في عدم استشهاد الصبيان والفتيان غير الناضجين كانت ولادته في عام 1210 هـ، أو هذا هو الأقرب في ولادته.
ومن الأدلة على أنه غيره إن احتاج الأمر إلى دليل غير ما ذكرنا أن (عبد الله بن علي بن عمرو الأول) هذا كان يكتب في أوائل كتاباته بعد ذكر اسمه الحنبلي، وهذه صارت لا تكتب بعد شيوع دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله إلَّا في أطراف الجزيرة.
وعبد الله بن عمرو هذا رأيت له كتابات قديمة منها هذه المؤرخة في صفر من عام 1263 هـ وهي وثيقة مبايعة بين عثمان آل مبارك بن رميان وابنه عبد الله، والشهود فيها خضير الخميس وهو شخص مهم لأنني رأيته يشهد على كثير من المبايعات وسليمان النمر وهو من النمر المتفرعين من أسرة الحلوة الكبيرة الذين هم أبناء عم المشيقح وأخوه حفير، وهو من الحلوة أيضًا وحمود آل مشيقح وآل هنا معناه ابن: لأن مشيقح والد حمود المذكور.
والرجل طالب علم إن لم نقل إنه عالم لأنه نعت نفسه بالحنبلي وقلما يفعل أهل القصيم ذلك ولكونه وصف شهر صفر بأنه صفر الخير، وهذا تعبير للعلماء ينفون به تشاؤم بعض الناس من ذلك الشهر، إضافة إلى عباراته الفقهية مثل ذكر شروط البيع وأركانه من الإيجاب والقبول والرضا والتسليم أي تسليم المبيع من البائع إلى المشتري.
ولكنه كعادة طلبة العلم الذين لا تكاد كتابتهم تسلم من اللحن لحن في (أخيه) والصواب أخوه، لأنه قال: شهد بذلك، وسليمان النمر وحفير أخيه والصواب (أخوه).
الوثيقة التالية كتبها عبد الله بن علي بن عمرو في آخر يوم من ربيع الثاني عام 1268 هـ. ولكنها وصلت إلينا منقولة من خطه.
وهي وصية لموضي بنت ناصر الرسيني، ومحل الكلام عليها عند ذكر الرسيني في حرف الراء.
وهذه الوثيقة التي كتبها عبد الله بن علي العمرو (الأول) في شهر ذي القعدة من عام 1261 هـ.
وهي مداينة بين عبد الرحمن بن مبارك المسند وبين علي الناصر (السالم).
وقد يأتي الكلام عليها في رسم (المسند) من حرف الميم.
ووثيقة أخرى فيها غرابة وذلك أنها تقول: إن سعيد بن حمد باعت عليه
فاطمة وطرفة بنات محمد آل مبارك بن سيف نصيبهن من الذي يخصهن من دية أبيهن محمد من ملك تركي بن عقيل البريدي الكاين بالخضر في ملك عبد الله المزيرعي.
وكتابة كلمة (دية) واضحة ولكن كيف تكون الدية نصيبًا في ملك أي نخل وما يتبعه؟
الواضح لنا أن المرأتين ليستا من أسرة السيف الكبيرة المشهورة بكثرة الكتبة فيها، ووجود علماء فأولئك نعرف منهم محمد بن سيف بأنه محمد بن سليمان بن سيف، وليس محمد آل مبارك.
وذكرت الوثيقة أن الملك منتقل لتركي من زوجته فاطمة بنت عبد الله بن مزيرع ووجه الطرافة فيها ذكر الدية إلّا إذا كانت قراءتنا لها غير صحيحة.
والثمن: ثلاثة وعشرون ريالّا.
والشاهدان: حمود بن سعد الجبري وهو من أهل الخضر، وكذلك موسى بن دبيان.
والكاتب: عبد الله بن عمرو.
والتاريخ: 2 ربيع الأول سنة 1264 هـ.
ووثيقة أخرى هي مداينة بين علي الناصر (ابن سالم) وهو الدائن وبين غضيان بن سريحان من الثويبت والدين ريالان يحل أجل وفائه في شهر رجب: صيفية عام 1265 هـ.
والشاهدان فيها زعازع بن ظبيان وشريان المحيسن، ويلاحظ أن أسماء المستدين والشاهدين تدل على أنهم من الأعراب.
وقد أرخ عبد الله بن عمرو كتابته هذه بأنها في أول يوم من ذي الحجة سنة 1264 هـ.