الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والدين مائة وتسع وثمانون وزنة تمر عوض سبعة أريل يحل أجلهن طلوع ربيع آخر سنة 1324 هـ، وهذا كما قرأته، ولم أتيقن منه.
والشاهد محمد الرشيد بن عبيدان.
العَرفج:
من أهل بريدة القدماء وهم فرع من أسرة آل أبو عليان الذين هم حكام بريدة السابقين، وهم من الحسن الفرع الذي يحارب الدريبي الذين منهم أي الحسن حجيلان بن حمد ثم استمر هذا النزاع بين الفرعين، ولكنه لم يقتصر على الدريبي بل نشب بين أبناء الفرع الواحد وهم العرفج والمرشد، ومن هذه المنازعات حصل أن قتل محمد بن علي العرفج أحد أفراد هذه الأسرة فهد بن مرشد في نزاع حول إمارة بريدة، فقتله ابن لفهد اسمه صالح كان صغيرًا فكبر وذلك عام 1258 هـ وقد
فصلت أخبار هذه الواقعة في "معجم بلاد القصيم" رسم (بريدة).
ومحمد بن علي العرفج هذا شاعر عامي فحل نشرت طائفة من شعره في كتاب (ديوان النبط) للأستاذ خالد بن محمد الفرج.
ثم في مطبوعات أخرى، ثم جرد بعضهم شعره، وطبعه مثلما طبع ما قبله محرفًا لأن لغته قديمة وشاعرة لذلك لا يجيد بعض الكتبة كتابة شعره إضافة إلى أن بعض الذين نشروا شعره وشعر غيره من العامة لم يأخذوه من أصول مخطوطة صحيحة، وإنما أخذوه من أوراق مكتوبة محرفة، أو مطبوعة محرفة، فزادوه تحريفًا على تحريف.
ولهذا لا بد من التدقيق في شعره وقد عولت في نقل ما نقلته منه عن أشخاص كتبوه منذ عهد قديم، ولهم عناية بالشعر مثل الشاعر علي بن طريخم من شعراء بريدة، ومثل محمد أبو طامي من كتبة الشعر القدماء في بريدة أيضًا.
وقد أبلغني إبراهيم بن عبد الله النصار من بني عليان أنه توجد لديهم أشعار لمحمد العرفج لم يطلع عليها أحد من كتبة الشعر، ولم أطلب منه الإطلاع عليها لأنني كنت آنذاك أكتب في (معجم بلاد القصيم) ولم أهتم بتدوين الشعر، إذ لم أكن عزمت على تأليف كتاب معجم الأسر.
واشتهر محمد العرفج بالشعر عند الشعراء حتى أوردوا اسمه في قصائدهم من ذلك قول عدوان الهربيد من شمر (1):
ورميزان هو و (العرفجي) ذاك أبو زيد
…
وساجر مسوِّي للذلول النعالِ
ابن دعيجا اللي كما يشبه الحيد
…
وابن سمير اللي يقرن الشمال
(1) من آدابنا الشعبية، ج 1، ص 160.
ومعلوم أن كتبة محمد العرفج هي أبو زيد كما ذكر زيدًا هو في قصيدته الطويلة في قوله:
وش الحَوَلْ ويا (زيد) في خمسة أسطار؟
قال غانم الغانم من أهل الزلفي:
درْ بالجزيرة كلها لا (تمَرْوَجْ)
…
وبالك تَعَدَّرْ، وأترك القول والجاج
قد قال مخلد قولتي وابن عرفج
…
كلٍّ تذكر له رفيق ونسَّاجْ
وقول عبد الرحمن الربيعي في محمد بن علي الميمان:
يكتب كلام ثم يرَكِّب معانيه
…
حيثه فصيح وشاطر في معانيه
شعر النِّبط ما أظنّ مثله مهر فيه
…
الَّا (ابن عرفج) والقواضى يلادون
ويريد بالقواضي: جمع القاضي وهم محمد بن عبد الله القاضي، وعدد من أسرته من الشعراء.
قال أبو جري يخاطب ابنه (جريًّا):
يا جري دن لي القلم كان تشفين
…
قلبي على قرب الأجاويد عاوي
هات الدواة وهات لي من يحاكين
…
ما دام بالي للتماثيل ناوي
نقول قولٍ للشيوخ القديمين
…
بريك هو و (العرفجي) والفراوي
وقال عبد الرحمن الربيعي أيضًا:
وين التميمي وابن عشبان ومن جرى
…
دمعه على مَيّ وداررثي بها؟
وين القواضى و (ابن عرفج محمد)؟
…
وخليل وابنه؟ وابن ماضي مضى بها؟
أخبرني محمد بن حمد العمري من أهل عنيزة وهو راوية للشعر العامي وكاتب له وصديق للراوية الكبير عبد الرحمن بن إبراهيم الربيعي، وكان الربيعي ينزل عنده في بيته في الرياض إذا جاء إلى الرياض، قال:
شعر محمد العلي العرفج أفسده الرواة حتى أصابه الخلل فكتبه عبد الرحمن الربيعي وأصلحه وأقام وزن غير الموزون منه.
أقول: هذه آفة الشعر العامي أن رواته يستجيزون أن يغيروا منه ما يحتاج إلى تغيير، وطالما اختلفت مع بعضهم وبخاصة الشاعر الراوية منديل بن محمد الفهيد عند هذا الأمر، فأنا أقول لهم: إنه لا يجوز لهم أن يغيروا شيئًا في شعر غيرهم، وهم يصرون على ذلك محتجين بأنهم يرون الشعر مكسور الوزن، ويعرفون أن ذلك من الرواة، وليس من الشاعر الذي يعلمون أنه قوي في الشعر لا يقول شعرًا مختل الوزن.
فيحاولون أن يقيموه سواء أكان ذلك تحريفًا من النساخ أو الرواة بما يستقيم به وزنه ولو أدى ذلك إلى تغيير بعض الأبيات الشعرية.
وبعض رواة الشعر من الشعراء خاصة يبدلون بعض الألفاظ التي يرون أنها غير لائقة دينًا وعرفًا بألفاظ من عندهم من دون أن ينبهوا إلى ذلك، فكأنهم انطقوا ذلك الشاعر بما لم ينطق به.
لقد كانت حياة محمد بن علي العرفج مضطربة لأن البلاد كلها كانت مضطربة عقب تخريب الدرعية على يد إبراهيم باشا وجنوده، وأخذه معه أمير القصيم العتيد حجيلان بن حمد الذي لم يكن أحد يطمع في الإمارة ما دام هو حيًّا.
لذلك تنازع محمد العرفج هو وعبد العزيز بن محمد آل حسن آل أبو عليان على الإمارة وفي الحوادث التي تلت رجوع بعض الشخصيات المهمة إلى نجد
بعد أن كان المصريون أو هم الأتراك كما كان يسميهم مؤرخوا نجد هم المسيطرون وحدهم فيها إلى أن قام الإمام تركي بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وحكم من الرياض، وكان عبد العزيز بن محمد آل أبو عليان هو المفضل عندهم لتولي الأمر في القصيم مع أن الأمور لم تكن قد استتبت تمامًا فكان حكام المناطق والبلدان الأخرى يتمتعون باستقلال داخلي، بل بأكثر من ذلك، ومن ذلك منطقة القصيم فقد عاد فيها (آل أبو عليان) إلى التنازع على الإمارة، وكان من أبرز المتنازعين عليها محمد العرفج وعبد العزيز بن محمد مما استدعى الإمام تركي أن يطلب من محمد العرفج أن يأتي إليه في الرياض ثم أمره بالإقامة عنده في الرياض.
وأخيرًا رأى الإمام تركي أن يرسله أميرًا في الجوف وقد نسجت العامة حول ذلك مأثورات شعبية وأشياء أخرى لم يذكرها المؤرخون وهي أن الإمام تركي أرسل محمد العرفج أميرًا على الجوف حتى يعرضه لأن يقتله أهل الجوف فيستريح منه، كما قيل.
وقالت العامة: إن أهل الجوف في ذلك الوقت كانوا على درجة من عدم نشر الدعوة لذلك كانت لا تزال عندهم مجالس للطرب وإنشاد الشعر مع أن أمثالها قد انقرض في كثير من مدن البلاد وقراها القريبة من الدعوة واستعاض الناس بحلق الذكر وبالصلوات والأذكار.
وعندما عينه الإمام تركي على إمارة الجوف أرسل معه مرافقين لحراسته من أعدائه، ولم يأذن له بدخول بريدة لما يخشى من الفتنة بينه وبين أمير بريدة عبد العزيز آل محمد، فأنشأ محمد العرفج قصيدة له عندما حاذى مدينة بريدة في طريقه من الرياض إلى الجوف قال فيها:
لي ديرة صوت الضحى عَنْ أو أقرب
…
وابعد من الأمصار شوفي خَياله
داير بها أشرب يا شريبي، وأنا اشرب
…
وأنا يتمني شرب دمي رجاله
يقول: إن ديرته التي هي مدينته وهي بريدة قريبة منه، ولكن رؤيته لها أبعد من الأمصار عنه، يقصد أنه لا يستطيع أن يدخلها، ثم ذكر وصفًا لها بأنها التي يقول الساكن فيها لمن يساكنه فيها: اشرب يا شريبي، وانا اشرب، ويريد أن كل واحد منهما يشرب من غير أن يمنع صاحبه من الشرب.
وأصل ذلك في أن يجتمع الناس في موارد الصحراء فيمنع بعضهم بعضًا من الشرب منها الذي يراد به الاستقاء منها يحتكرون ذلك لأنفسهم والشريب هو الذي يشاركك شرب الماء الذي في المورد الصحراوي.
ومع هذا الوصف لبلده فإن جماعة من أهلها يتمنون أن يشربوا دمه، فضلًا عن أن يسمحوا له بأن يشرب منها معهم.
وقالت العامة: إنه عندما وصل إلى الجوف جمع أهل الجوف وقال لهم: لا تظنوا أنني جئت أنكر عليكم ما أنتم عليه، بل اعتبروني واحدًا منكم أما بخصوص مجالس السمر فإنني شاعر كفيل بأن أنظم لكم ما تريدون فأنا شاعر.
قالوا: فقبله أهل الجوف، إلا أنه لم يقبل ذلك في نفسه ونظم قصيدة أرسلها من الجوف إلى بريدة هي من عيون قصائده، وقد نقلتها من خط الشاعر علي بن محمد بن طريخم من أهل بريدة لما ذكرته قبل ذلك.
وشعر محمد بن علي العرفج يصح أن يقال فيه: إنه من جاهلي الشعر العامي لا من حيث كونه ليس إسلاميًا فهو كغيره من الشعراء المسلمين، ولكن من حيث جزالة ألفاظه وغرابة أسلوبه وتعبيراته، وكونه حفظ ثروة لغوية، بل كنوزًا من الألفاظ العامية التي عفا عليها الزمن، ولكنها بقيت في شعره حية، بل نابضة بالحياة، لأنها دخلت في جمل وتعبيرات أبقت لها ذلك.
وهذا الشعر جدير بأن يدرس، وتحلل ألفاظه ومعانيه، وقد ضمنت ما ورد من الكلمات الغريبة والكلمات الأخرى المهمة في كتبي في اللغة، وبخاصة (معجم الألفاظ العامية) الذي أسميته بالمعجم الكبير.
ولا يحتاج المرء إلى نماذج فيه شاهدة على ما قلت فبإمكان القارئ أن يختار أية قصيدة من قصائده فيجدها كذلك.
وشعر محمد بن علي العرفج كثير وهو جدير بأن يجمع، وسوف أحاول ذلك في كتاب (شعراء العامية في بريدة).
فمن هذه القصيدة السائرة التي سمعت النساء والرجال من جماعتنا أهل بريدة ينشدونها أو ينشدون أبياتًا منها في صغري:
بالطيف خلي يالسنا في لغاني
…
العفو ما أطول خطوته ظبي الاقفار
جامع كثيب الرمل يا زيد عاني
…
جنح الدجا لي سار يا مسندي زار
قلت السبب قال الله المستعاني
…
تلومني في سم ناب الحنش سار
ياذا اللسان إلى عذلته عصاني
…
والقلب عياني ولا دار الافكار
مثل الوحش يكفخ بيد مغرماني
…
لولا الشبيلي طار من كف صقار
لو فيك ربع ما بي قراني
…
علمت ولا بي ناب غلث النيا جار
يا روح روحي يا عريب المجاني
…
انا برحوا شايف الذر بالغار
يجمع بلاما من بلي وابتلاني
…
صار المقدر بالقلم والقدر سار
لو دونه الصفرا ونكد العداني
…
خضنا النقا عمد ولو كان مصقار
وطويق نكبناه مرذي السمان
…
والفجر أكهبنا على دار من دار
على قيل اليوم سحر العماني
…
ومن العجايب يا هلي وقت الاسحار
ساعة تناوشته بروس البنان
…
اصحا وطاب الي الكرى واستوى الكار
وعليت وانهل من ثمانه ثماني
…
واخدار معشر ديننا بيننا دار
يا زين يا قنديل خرمس مكاني
…
يا شمعة الدهليز قدوة هل الدار
يا بو ضواحك لازهر قحوياني
…
خمس تخاميس عليها الحيا دار
عليه من طر اليدق ديدحاني
…
ومزايم مثل النقا غب الامطار
طرة ثمر بيض النهود امتحاني
…
حم الزلوف امعود يطلب الثار
قلت الهوين ولا تعذر جفاني
…
عقب العبث والدل بدّل بالانكار
لو حطنا طيلة افنون الذراني
…
عند الهوا والشوف للشوف مندار
مالي ومالك يا ظبي المحاني
…
يا خزندار الزين يا سيد الاعفار
هذي طروق أهل الهوى والتماني
…
ولامع اطفال المها جتك الانذار
يا ظبي شم واشتف ولد بزرقاني
…
من طلعته ما قط ذير ولا ذار
والَّا فانا لو ربع ما بي بابان
…
ذاب الحصا من ولب عطبين الاذكار
كم ميمر قدوة جهام اسنان
…
مفيد ومتلاف عديم ومغوار
نلق حطوه النشاما حران
…
حربه وحطه بدر الانصاف قنطار
كم طوعوا من فرز قوم احصان
…
راسه يفوح من السكر تقل خمار
وزلجوا دماغه بالرسن والسناني
…
وسلوت بالود وحجلين وهجار
لموده الين من دميث رحرحاني
…
ولضده أقسى من شخانيب سنجار
صديقهم يسقونه النقرحاني
…
وعدوهم يشرب قراطيع الأمرار
ذيب الضواري للضواري عراني
…
فهد الزواج لرقط الأسلاف نثار
رما عليهم مرهش له تناني
…
صب الغضب من فوقهم صب الامطار
نايض لميع ابروقه الهندواني
…
ومحبب الشبلي رعدها إلى ثار
ونشر السدى الموت المضاعف عياني
…
وربابه الرايات وابكار وامهار
حقت ولا بقت غدوا مرمهان
…
بمد رمح القصدير قصاف الاعمار
القاعدة لولا أن ذا اخز رمان
…
كان استدل بقول بيطار الاشعار
راع الحساني ينجزي بالحساني
…
وامقابله بالصد عند العرب عار
هذا القدر والا انني مسلماني
…
اخشى عليهم من تناعيس الاقدار
* * * *
يا زيد زاد الهم والحيل واني
…
وبش الحول يا زيد في خمسة اسطار
اول سطر سم الافاعي غشاني
…
وثاني صطرصب التمييدي على النار
وثالث سطر يا زيد صالح كواني
…
واركا على رمانة الكبد مسمار
لا رحم أبو من يا من المودماني
…
أثر اسيود رأس يا ناس غدّار
يوري منقى الحب وهو انزواني
…
للسوِّ مزمار وللشر بدّار
الماهر الجضعي دقيق اللسان
…
معه لعرض الغافل الغر ميشار
بالنمنه والدر سعه مهذباني
…
يركض لذا ولذاك، جربوعة الدار
وهذه القصيدة المربوعة العذبة:
بالله، يا ركب نويتوا تمدون
…
يا اللي على نسل العصالج تردون
تقفون يا فروس المتايه تونون
…
ولا من عسرة سو الأقدار تنجون
روس النضا لي عديتوا مرادي
…
مفجوع يا مترحلين مرادي
تحملوا مكتوب غاية مرادي
…
بالهون لا هنتوا عسى لي تردون
بالله منكم ساعة يا نجاجيب
…
عوجوا بالايدي لي ارقاب المناجيب
واصحوا ولا تنحون ما دمت أنا اجيب
…
منظوم مرتكب النبا، لا تعجلون
* * * *
يا ركب مهلا ما عليكم فوات
…
ردوا معاذر هرَّب كالفواتى
هذاي دنيت القلم والدواة
…
وادنيت كاغد روم وابديت مكنون
اكتب سلام عدّ ما شد من قود
…
أو ما بايامين الملا عد منقود
يهدي لحيد ما وطا حد منقود
…
فرز التعازي عنه الأبطال ينحون
بأزكى سلام عدما رووا ما عد
…
جار جري لولا الوراريد ما عدّ
من لب قلب عدما وروا ما عد
…
أو عد ما الرحمن فرج لمديون
أو ما حد الحادي وقيان الامثال
…
أو ما خلاف الفرض قرين الانفال
أو ما جرى وادي ورعين الانفال
…
أو ما جرى باللوح كاين ومكيون
سلام أغلى من قماش النواش
…
والذواحلى من زلال النواشي
لفح الذعاذع له نوار النواشي
…
بمقر لجا عن واهج القيظ مكنون
اخن وانوج من جريم الجوارح
…
وابها من النوار غب الروايح
وافخر من العنبر شميم الروايح
…
سلام مفجوع تعلا عن الدون
أعلّ واصفي من روح صاف لصافي
…
كالروح جا من روح صافي لصافي
عذب عدد ما حلّ زاج بصافي
…
أو ما تعروا بالمحارم يلبون
من استطاع القادة الروم واحياه
…
حاش المراجل كلها والندا احياه
سقم العدى بالكون من لاح ما احياه
…
رمحه لمشهور المناعير مقرون
مطفي لظى الهيجا اذعار المداريع
…
مسدي سدى الجود اسناد المقاريع
مهفي مقام الترك روس المهانيع
…
جزل العطا ذيب السبايا ضحى الكون
عنوى (عمر) علة عيون الجواري
…
أحق واندى من حقوق السواري
للضد وحش من وحوش الضواري
…
ولجاره الجا من ضنين لمضنون
يا من لعمارة عما الراي دمار
…
يا من على رسم الثنا ثار عمار
لك اشتكي من عارني فارع مار
…
واجادني بغزال عينيه بالعون
لا طايع عذل بقتلي ولا صرف
…
وأجادني عجلٍ بنجل بها صرف
واوزى بحالي من تعوس النيا صرف
…
ويا بعد صلطان الجوازي جرى العون
عطاف القلوب الزهاهيف خطاف
…
عفرا بغرّ خدودها يفتن الطاف
بالي لها لو بالحرم كنت انا اطَّاف
…
وان ما اهتنيت اليوم بمناي فانعون
إلَّا أن جلا الباري عن الهم بينه
…
وادنى بعيد الشمل بيني وبينه
وإلا فلالي من لقا الموت عينه
…
الا ان نووا بالصلح يسعون فادعون
عساني آلي سيد خمص المساعى
…
واعل وانهل من لماها عسى آعي
يا من للطم المستحقين ساعي
…
يا الليث يا مروي شبا كل مسنون
بدر الدجا الكامل دقاق المجالي
…
ما ارضاه يا بدر الدجا كل مالي
ويش انت تعشق با حمى كل تالي
…
يا من حجاه به المقلين يلجون
الخد من وضاح الانياب وضاح
…
والردف في وصفي كما زامي الضاح
والعنق متلوع والانياب وضاح
…
واحجاجها والعين لا صاد لا نوان
* * * *
يا هيبة العوجا وعلة حريبه
…
يا شيخ يا ليث السرايا وذيبه
ما تنفع الشكوى لمن لا يثيبه
…
والعرف ما يعرض على اللى يعرفون
صفقت من فرقاه خمس بخمسي
…
حبّه لحا حالي، سوى اصبح سوا أمسي
مسّن عسي ذا الساع نوك موسى
…
قو السبب لي يا فنى الضان بصحون
يا من عن الدقمات رام المصاعيب
…
ريف الضعافى في السنين المصاعيب
وشن انت شايف يا مهدي الاصاعيب
…
يا من حجاه ابه المخيفين يلجون
نهدين نابيات قط تمزن
…
كالدر ما من شبة الروح مزّن
منه الضمائر لو تلزَّن تَمزَّن
…
واعزتا لي منه أبي اموت مفتون
عن من على بالي ضحى عيد الاضحى
…
احوا تماري خرد العين، وضحا
تلعا لها غرب دجا الليل واضحى
…
يا ليته يفضح وان تخطى على الهون
لا كاس لا سكر بعذب الذبايل
…
معسولته لا در عرب الإبايل
واحسرتي به موت به سحر بابل
…
ذباح عن جسرين الا ولاد مصيون
صاف البها عدنان ريان فسّر
…
والوصط مسلوب والاجفان فِثر
وقفت عنده ساعة قال فسِّر
…
شَوف الحبايب ما جلا غل مفتون
ومما توري يا ثقل كل مطعون
…
يا من له العيَّال بالكون يطعون
ضاقت محاني حيلتي يا حجا الجار
…
يا من بختمه فدى الارقاب واطعون
كما طرق ابن عرفج الشعر الغزلي بمقطوعات تسيل رقة وعذوبة كقوله:
يا راكب من فوق وسق القعود
…
ما يلحقنّه مكرمات السبايا
هاض الحشا مني وباحت اسدودي
…
مسكين يا أنا، جروح قلبي نبايا
الصبر عن وادي فوادي شرودِ
…
والحال ينهش من حياها حيايا
والعين ذاله عن لذيذ الرقود
…
عامين عن لذة كراها تعايا
والله من قلب غدا وآوجودي
…
مثل الشبح لعيون عذب السجايا
بلوي بليت بحب تلعا عنود
…
بالشمس من شقة جبينه تهايا
فاضح ظبا الضاحي بجيد وجودي
…
ضاوي الدجا من نور خده تضايا
عمهوجة ما وقفت للحسود
…
مصيونة عن حرّ لفح الرزايا
عسلوجة وبها القرايض تجود
…
رعبوبة حكيه يداوي الشكايا
سكرانة بالغي غضا عنود
…
عمهوجة من واضحات الثنايا
والخشم حد مصقلات الهنود
…
في كف شغموم يرد الخطايا
وعيون يسحرن الزهاهيد سود
…
نجل تقادح به اسهوم المنايا
لولو من اللولو بحلقه عقود
…
تقول به من حور عدن تھهايا
ياهل الهوا عندي على ذا شهودي
…
كل العذارى عند زينه ربايا
ما حلا دلوله يوم يقبل ينودي
…
ومن الديق يلفح بعصم الروايا
من مبسمه مزيت ضيق الرعوّد
…
ودهت انا واياه قبل انتحايا
ينعاج قلبي إلى اقبل ينود
…
طاغ بزينه سيد حم الشفايا
ادعج غنج فكر بحالي وجودي
…
من اللحم دونك اعظامي عرايا
عليك دمع العين حرق خدودي
…
ومن البكا دونك عيوني عمايا
يا سيدي لا تمحنن بالصدود
…
يرِّث صدودك في ضميري هوايا
ولا تطاوع بي نميم الحسود
…
يا سيدي تجعل اعدانا سوايا
يا عنبر جا من ديار الهنود
…
يا حِصّةٍ ما قلبوها الشرايا
يا روح روحي يا عنود النفود
…
يا زين يا صلطان تلع الصبايا
قم للرضا لي يا حسين الجعود
…
ما دام في قلبي لحبك بقايا
إلى أن قال:
اشقيتني وادعيتني مثل عُودِ
…
ووريتني واقزيتني عن كرايا
هقوتك لهموم الضماير تذودِ
…
لولا مني من لامني يا شقايا
من لامني يبلى برمي الركود
…
وكسر السلامة والسنايا حمايا
تمت على قصلين نظم العقود
…
فصل على دال وفصل علي يا
وصلاة ربي عد رمل النفود
…
على محمد هو شفيع البرايا
وأيضًا له في الغزل:
يا من لقلب بيح الولف سده
…
بينتني لعداي واشمتّ فيا
يا القلب يا اللى شيب الراس حده
…
بالك تكون لمن جفاك ارعويا
يا قلب من قاضا جميله بصده
…
لا تقبله لو كان حسنه تزيا
عن ذاك باب الوصل يالقلب سده
…
شم للعلى واشمخ لنجم الثريا
الصاحب اللي هج باب الموده
…
لك ما صفا لحذاك، يا القلب عيا
صلطان حور الدور فان قلت خِدّه
…
بدر تجلّى مازرا احد عليَّا
غض النهد ضاف الجعد يوم اشده
…
عزال غصنه ينهصر في ايدايا
مالي أخدمه اموال جده
…
حيثه لي الجا من حدى والديا
وان غبت يوم قال ذا اليوم مده
…
والاعي الورقا ونومى شويا
هافي حشا انسان شدْ لي مده
…
وخلاني اسلي عن هو اكل حيا
ملحه ورب البيت ما ريت قده
…
والزين من عذب الثمان اشرفيا
وان قض مجدوله ورده وكده
…
واقبل تغطرف لي بزين وغيا
خميت صدره وانهصر، زاد وده
…
ورويت من سكر نباته اضميا
وادعيت خده ما ينوش المخده
…
ومن السكر بي ما على الله، كميَّا
لولا ثويبه شد نهده أو قده
…
ومنجم بالوصط زاويه زيا
واذويبته ولسيعتين بخده
…
ود ييلتين كان انا اقول ذيا
غضٍ غريب الدار مجمول بده
…
كنه على زمة شبابه اظبيا
اثني على اللي ترجى الناس مده
…
محى النجايا لما رجا كل حيا
يجعل صفاة اقلوبنا مجرهده
…
وموده تلجي بلطف خفيا
وصلوا على اللى بالشدايد نعده
…
شفيعنا بالحشر طه النبيا
ومما قال محمد العلي العرفج أيضًا:
قزت عيني وقلبي وّآ عذابه
…
اشقى مولع غمقٍ صوابه
قزت عيني إلى ما الصبح قرب
…
الا يا ويل من حل البلا به
وجاوبت الحمام ونحت نوحه
…
يزل الليل قلبي ما هذابه
والى من الملا بالليل ناموا
…
وكل طاب نومه واهتنى به
قزا موقي ودلى القلب يومي
…
ودلى يختبط من شد ما به
ودلى يختبط مثل القريص
…
لكنه ناهشه حضف بنابه
ولا يرجا لمن ذابه حياة
…
صويب القلب ما فاد الدوا به
برا جسمي بمن توه تولع
…
بمن توه على زمة شبابه
ومزموم النَّهَد صافي المحيّا
…
برى جسمي وعلق به حرابه
إلى ما لاح لي خدّه لكنّه
…
تليعج برق ليل في سحابه
وهو راع الثمان المرهفات
…
الا يا ليت من يلحق منى به
وهو قبل اقتلابه لي امصافي
…
صديق صافي سهل جنابه
إلى مني بغيت اظهر قضبني
…
ولا اظهر كود عنده لي قضابه
وسجينا ووسدني يمينه
…
ايلين السوق اوحينا النبا به
وساعة فت من عنده يقول
…
وراك ابطيت عنا وآهلا به
هلابك يا بعد حيي وميتي
…
الا يا ود قلبي مرحبا به
إلى ما بكفيني حنيته
…
وخليته كما قوس الربابه
ويوم اني ولهت ورحت يمه
…
تنصيته وقمت اقرع لبابه
تنهزرني وقال: انزح، ووَخِّر
…
تحسب الباب يا ذا باب قابه
انا ظنيت إنه ما عرفني
…
وقلت افتح عشيرك لا تهابه
وقالت يا فتي عوِّد علينا
…
ومن له مطلب ياخذ حسابه
تبدل بالصدود ولا يعود
…
على ما فات لا بان الجفا به
وانا قفيت اصفق في اكفوفي
…
على خل تنكر وآسفابه
وله أيضًا:
مني سلام عدما الغيث سالا
…
أوعد ما عدّ على القاع سالا
اوما سعى للبيت ساعين الأقدام
…
أو سار مستلم اليماني يسالا
سلام احلى من عسل صافي سال
…
والذ واغلا من تراشيف سلسال
واحلى من اللى فوق نقر الصفا سال
…
من نايض رايح بروقه تلالا
يهدى لمن نهده كما صنع فنجال
…
ومجدله عن ناب الارداف ينجال
زين النيا كامل حلاياه بوصال
…
وان صد واقفى هل دمعي وسالا
سبحان من صور نوابي ردوفه
…
عذب النبا كل الحلايا وصوفه
فلا لبس مجمول زاهي اشنوفه
…
عني جميع الغيظ والهمّ زالا
زاه الجمال بزين جيده ومجدول
…
والحد لا ورد ولا لون مصقول
والانف مسلوب كما حد مسلول
…
والعين عين اللي على الصيد مالا
* * * *
مال العزا بي والصبر باح وابديت
…
دمع على فقد المحبين هليت
هطال مسكوب على الخد ياليت
…
من هو بعينه شاف شوقه ونالا
ناله ورص ثناياه بثناياه وانساح
…
بالي ومن كامل شفته شربي انياح
فلا صحا سيدي والا رياق ينساح
…
من بين حم اشفاه خمر حلالا
هو شف بالى من هوي خرَّد العين
…
لو سيدهن لي بحسناه يدعين
لي ناموا الحساد بالليل هجعين
…
زرته ولو من دون وصله محالا
مالي هوى إلَّا به وللغير ما بي
…
طفل بعينه قال سهم الهوابي
وجدي وجد من طاح صويب، وما بي
…
والا طريح خلف ربعه يشالا
يا بدر يا ناهب اقلوب العشاشيق
…
يا من جذب حبه ابتوت المعاليق
يا شمعة الخفرات هل كيف ابي اطيق
…
صبر وجاش جاشي فيه انثيالا
تالي نهار السبت واسبوع عنواك
…
ما ذقت انا ريقك ولا ذقت أنا ذاك
لا تحسب اني يا اتلع الجيد ابانساك
…
لا والذي سيَّر حقوق الخيالا
انك على بالي ولو في سجودي
…
يا هايف الخصرين غض النهود
إلى تلالت اشفته بالعقود
…
براق صيف بالسحاب الثقالا
يا بوثمان كاالوالو لواميع
…
وملجلجات كن فيهن لواميع
حطيت في قلبي اسهوم لواميع
…
شليت قلبي بالمترقى اشلالا
ليتك تحط شفاك يا زين بشفاي
…
والا تدوس بخمص الأقدام احشاي
يا من بلاي وداي وارضاي وشفاي
…
عندك وجسمي حل فيه انسلالا
سليّن يا ادعج الاعيان سلى
…
يا اللي لنا في حلو نطق يسلي
سليتني وكملت حالي عسى اللي
…
سوَّاك يقبل من جنابي سؤالا
يجمع لنا شمل المحبين حالا
…
من عقب هجر يا الحبيب استطالا
وصلوا على سيد الملا نور الاسلام
…
واله وصحبه ما يهل الهلالا
وله أيضًا:
يا عين من فرقا المحبين هليّ
…
دمعٍ كما شع الخلاص اشتعاله
يا عين هلي وارعدي واستهلي
…
من ناظرٍ ولم حقوقٍ خيا له
وعن الولع وامصادم الوجد تلي
…
من حاير المكنون فضي مجاله
هاتي وهلي ما ذخرتي على الليّ
…
بدر الدجا ماله ايشابه جماله
ذَبَّاح ينعش وان تبسم رضاليّ
…
وان صد واقفي حرق الجفن جاله
ذباح رز لوا الهوى لي هولي
…
والقلب يالف من وصاله دلاله
بالروح يسبا سيد جيله يسلي
…
بالشف لو حالي حوت لام حاله
أبرد غليل الروح وانهل واعلِّ
…
من مبسم ما كدر اشفاه واله
هيج عزامي ذيله وحيّر اللي
…
ما له بطرد الغي والقاه قاله
حبه سجنِّي بين دقٍ وجلِّ
…
ان قلت حيه رد منوال حاله
رحّب وهلّا مثل ما نيب اهلّي
…
فان رمت حاله قال يا ذا محاله
منه لحد زرت اللحد مثلي فطن لي
…
حي رحوم يرعوي حال دا له
غديت لاميت بالأجداث، خلي
…
ولا حي يرجي حي لاما وصاله
مجمول مقبول الظرف والتغلي
…
مدلول معسول ايفطر خياله
وضاح فضاح لسرّ المحلِّ
…
مزاح طياح التهادي، سلاله
عجاب العاب الحشا بالتملّي
…
لعاب شعاب الهواوي كماله
زين أضا زينه حوى الزين جلّي
…
من صوَّره يقدر عزيسز جلاله
نوره أضا نوره من الحور خلّي
…
برق ابتسامه طمس شمس الدلاله
سل الضماير سيد الأتراب سلِّ
…
وابدي كدا المشتاق باله عداله
عدنان ريان الغصن، طربة الليّ
…
حاوي ثلاث خصال تمت خصاله
غروٍ عن المطعوم هرجه ايسليّ
…
ويبهج حشا الظامي معسل زلاله
* * * *
واخلاف ذاما حاش بالجاش خلي
…
ومن الطفر مهتاش من ما جرى له
من هجر اهجار النيا صح ذليّ
…
فريت لعين الله رجا من عنى له
مير الشكايا ملا ثم لليّ
…
مثل الشهد عذب سعد من لجا له
وسمٍ ولو شان الدهر واشفحلِّ
…
زاد الندى عرق الندى والنداله
قرمٍ رسى الضيف ريف المجلي
…
من جاه قبل اراه قدم هلاله
الليث اخو طرفه عن الشمس ظلي
…
منه النيا من ساق درب النيا له
عمال بتالي الهواجيس باللي
…
حاز القباله والرضا والسهاله
دجران فاه ان جر قلبي رحل لي
…
يجعل بهن العز سأله تناله
لي من وليت سفارة الحي خلي
…
مشتاق واحياني معاني قباله
اعفر نفر بدر الدجا يسحر اللي
…
عقب السهالة بادرن بالحياله
سمح المحيا لو يراه المصلي
…
يا مسندي عقب الديانه بدا له
اريا مع اريا لو تجلد يزلِّ
…
يا منتهى الشكوى ايراعي جلاله
يا مسندي يا روح الاجساد خليِّ
…
اعزم وزم امر الشقا ما بقى له
من حالةٍ لي زاد غلها غلي
…
قم سويافرز الوغى بالدواله
حيثك لبيب لي تداوي عزة اللي
…
حبه سبي عذب النبا روح باله
يا من بطيحات الدهر مسند ليّ
…
تم الجواب وختم طي الرساله
وله أيضًا:
الله من جفن عن النوم داره
…
سو البلا والبين وفراق غاليه
ومن الوزا هديه تغير سماره
…
وانهل من طرف الشقاوي دواليه
اصبحت من هجر النيا والعزاره
…
حيران ما أدري ويش يرمي الدهر فيه
بهلول، ما بي فطنة واعتباره
…
حرقان قلبي حرقتني تمانيه
والهم والهوجاس به شب ناره
…
والويل والولوال عمال مشقيه
مستاسر عقب العيا والجساره
…
يحّول حار الساق وانعاق راعيه
ثور إلى ما الصبح بان انفجاره
…
من دورة العارض سقى الله واديه
والعصر في دار الندا والنعاره
…
ملفاك ابن مسعود تلفي بناديه
تسبق على الجودا يمينه ايساره
…
منها أسدودي عادته عون داعيه
* * * *
يا منتهى من طققته العزاره
…
وتعوس بقعا كل يوم اتفاجيه
عشيرك إلى للمها صار شاره
…
يحول جت له علته من امداويه
صار السبب لي عقب ما القلب كاره
…
زعج القوافي والطرب مع ترجيه
غروٍ ادقاق الزين والملح كاره
…
سكران حبّه سفه القلب تسفيه
به من تهايا بنت عمران شاره
…
والدر والجوهر والاشهاد في فيه
مع حسن يوسف خالطه حسن ساره
…
والموت لحظه لي برقت لي لواليه
سكران به من خرّد العين شاره
…
براق خدّه فاج مظلم لياليه
لي انضاح نوره وانكشف لي اخداره
…
بدر تجلي بالسما بأمر واليه
سلطان جيله بالبها والنماره
…
كامل حلايا الحور غَرّا التشابيه
ومبرمه كالرّخّ بدلات داره
…
وبريمه كالدال في صفح صافيه
الصاحب اللي خَزّ عنا جداره
…
اللي جفا لامي وانا مغرمٍ فيه
صابن سميِّ صويحبي به جباره
…
وفصيص ياقوتٍ صفا لازم فيه
ساعة تملا من جوابي حضاره
…
قم يا سعد في رد عجل النبا فيه
عَجَّلْ قضا نظم رمينا جماره
…
بحزم وعزم ما رسم فيه كافيه
ومن شعر محمد بن علي العرفج من الشكوى:
حل الرحيل، وباح ما كنت كامي
…
ومن العبا يرهاض ما كان مكتوم
ولج جيش الجاش زايد غرامي
…
ملتج في لاجي لجا الروح بردوم
ومن الخطايا يا ناس، هيض كلامي
…
حيف ولا يصبر على الحيف شغموم
شم لا تحامي يا قليل الرحام
…
من ديرةٍ ضليت برباه مكعوم
دارٍ جفت اعيائها والقطامي
…
ياطاه به وطي الوطا كل مجحوم
يا دار سادوابك عيال الحرام
…
والحر يا دار الخطا فيك مجروم
يا دارٍ وبها الداشر غداله سنام
…
ياخذ عليها من عمى الراي معلوم
الجسم مني كن يسناه سامي
…
من شاف حالي قال يا حول معدوم
وراك يا دار الندم داك دامي
…
ولعداك ألدّ من الشهد يومك اليوم
بك السحايا دار والفار نامي
…
واهل الثنا والكار يا دار لك قوم
سادوابك القابات، واهل المقام
…
رجالهم كنه من الهم منجوم
واللي على دار حيك يحامي
…
يضرب إلى ما يزعج المر والزوم
رجالها كنه من الهم سام
…
والا عليل مسته سقوة الروم
يضرب بمسمار على الكبد حامي
…
ومعزته ابعد من امسٍ عن اليوم
شريرةٍ يا شم النشامى الحشامِ
…
يا لعن أبو رجل ايجامل على اللوم
الحر يا صبيان وان ضيم شامِ
…
الدَّرّ بالسكر مع الضيم زقوم
يا دار اعيانك غدوا بك رمامِ
…
أهل الذهب يا ما غدوا فيك من يوم
من يوم شفت بها الجفا من عمامي
…
بعت الرجا بالياس منها عن اللوم
امشي بها واتلي العصا تقل عامي
…
وشر السبب مخطر يا ماوقع من يوم
لا شك ما تنجي الحذاره ما دامِ
…
والذل يا صبيان ما فكّ ميشوم
جاكم دبورٍ يا الحماقى اولامِ
…
وبه الغضب من ضيعة الراي مركوم
* * * *
ومن بعد هذا يا ربيع اليتامي
…
عنوي لاخو طرفه حجي كل مضيوم
لي شَبَّت الهيجا، أو ثار الكتامِ
…
اوما على جمع المعادين ملهوم
إلى أوما على الطابور والكون حامي
…
كم راس راسٍ من علابيه مزموم
باله ربيع للنشاما الحشامِ
…
وبدكته حق للأجواد مرسوم
ريف الضيوف إلى تالافوا عيامي
…
لي شحشح الرعاد والزاد معدوم
يا من الكبد الضد سمّ السقامي
…
يا من شهر لمعصَّر الجيش زيزوم
ان سلتني يا شيخ عن ما جرامي
…
فتراي مضيوم ولاناب مرحوم
جيته وعجل لي يرد السلامِ
…
وانكر علي وقال بالعق مدهوم
قلت: الشريعة يا رفيع المقام
…
قال: أي نعم، يا ظالم الناس مظلوم
اقفوا بي العانه وداروا حزامي
…
والماء قسي عن لذتي عزّ بلعوم
وعذره وسيع يوم كسر عظامي
…
قال أن غدا للنار مع مدرج الحوم
بار القريب وكل حد الحسامِ
…
واستنعج الماشوم واستفرس البوم
لابدنا من فوق عربٍ همامِ
…
نذكر محاسنكم على بزل كوم
هواربٍ دواربٍ كالنعامِ
…
علاكم جن من صماصيم علكوم
يزمن يداوي ديةٍ ما ترامِ
…
وعنها ردي الخال جاذي ومقصوم
إما جليت الهم هو والهيام
…
واحييت ذكر باول العمر مدموم
وجليت مرفي لجا الكبد طامي
…
ولا طعت بالخاطي امامٍ ومأموم
وإلا فللرحمة وجنة مقامِ
…
والعمر لابده ولو طال مصروم
وحل الرحيل وغردن الحمامي
…
بأزكى صلاةٍ لمن عن العيب معصوم