الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورد ذكر حسين العرفج المذكور في هذه الوثيقة المؤرخة في عام 1300 هـ وذلك في شهادة على محاسبة كانت بين الشيخ محمد بن عمر بن سليم وهو الدائن وبين عبد الله بن سعيدان بن تيسان.
وكان الشهود فيها هم دبيان بن محمد بن سعد وهو من أسرة الصقعبي الكبيرة، وحسين العرفج المذكور، وكاتبها هو الشيخ عبد الله بن علي بن عمرو، وخطه جميل واضح.
وقال الدكتور عبد الله بن محمد الرميان في ذكر (مسجد الجردة):
حسين بن عبد الرحمن العرفج:
أذن به وأم منذ تأسيسه حتى سنة 1349 هـ حث تولى الإمامة الشيخ محمد بن صالح بن سليم بأمر من الشيخ عمر قاضي بريدة، بعد مرض إمامه حسين العرفج وعجزه، فتكون إمامته في هذا المسجد في الفترة (1334 هـ - 1349 هـ).
ولد حسين العرفج في بريدة ونشأ فيها وفقد بصره في سن الصغر فعوضه الله قوة الذهن ونفاذ البصيرة، فحفظ القرآن في سن مبكرة، وأخذ العلم
عن الشيخين: محمد بن عبد الله السليم، ومحمد بن عمر السليم وغيرهما، جمع رحمه الله بين الأذان والإمامة في هذا المسجد حتى اشتهر باسمه، أصيب عام 1349 هـ بمرض بقي معه سنوات حتى توفي رحمه الله سنة 1352 هـ (1).
وعرف (حسين العرفج) هذا بأنه من أقوى أنصار المشايخ آل سليم ضد الجماعة من المشايخ وطلبة العلم الذين رأسهم الشيخ إبراهيم بن حمد الجاسر.
ولذلك ذكره الشيخ عبد الله بن عمرو في رسالته إلى الأمير محمد بن عبد الله بن رشيد أمير حائل وما يتبعها، وكان القصيم من ممتلكاته آنذاك فذكره عن طريق الشكوى منه بأنه يعادي الجماعة المذكورين وأنَّه من المتعصبين لآل سليم.
ويذكر أن حسين العرفج المذكور حافظ لكتاب الله، وأنَّه مات في عام 1352 هـ.
وورد أيضًا ذكر حسين بن عرفج في وثيقة مؤرخة في 3 ربيع الثاني سنة 1324 هـ بخطِّ ناصر السليمان بن سيف.
وأولها:
شهد عندي ناصر بن هزاع بلفظ الشهادة المعتبرة شرعًا، بأن (حسين بن عرفج) جا يمه، وقال: عطنا حق منيرة العبد الله من مشراك، وإني قلت: بايع علي عبد المحسن، وقال: مالعبدالمحسن شيء، و ( .... ) مبايعة فهو بحقه من النقيعة بالذي لفهد من (خماسه) ومن المريدسية ومن النهير.
وهكذا شهد ناصر كتب شهادته ناصر السليمان بن سيف.
(1) مساجد بريدة، ص 176.
وقد عرفت من أبناء حسين العرفج عبد الرحمن وهو من الجيل الذي قبلنا وأظن أن مولده في عام 1328 هـ. وكان يحب الثقافة، ويجلس إلى حلق الذكر، ويناقش مناقشة المستفيد في بعض النصوص ولا يخلو حديثه من استشهاد بحديث نبوي، أو أثر من الآثار مع أنه صاحب دكان لم يطلب العلم كما يفعل الطلبة المنتظمون.
ويمكن وصفه بالفيلسوف لولا أنه لم تتح له فرصة الدراسة، لأنه مفكر يحلل بفكره كثيرًا من الأمور الغامضة على الناس.
ومحمد بن حسين العرفج هو من أبناء حسين العرفج الصغار أظن أن ولادته في عام 1340 هـ أو نحو ذلك.
أول حياته العملية مع عقيل تجار المواشي، وقد تزوج آنذاك من امرأة يرجع أصلها إلى أسرة (آل أبو عليان) مع أنني أتيقن مما عرفته عنه أن ذلك جري بطريق المصادفة، لأنه ممن لا يهتمون بهذه الأمور، ولذا لا يعرف الأسر المنتمية إلى آل أبو عليان وقال لي مرة: أنا يهمني من الرجل الذي أتعامل معه صدقه وحسن تعامله، ورجولته وكرمه ولا يهمني أصل أسرته. ولم يوفق في زواجه من تلك المرأة فطلقها قبل أن تنجب منه أولادًا وكان له ولد اسمه حسين من امرأة أخرى، وتزوج بامرأة شامية أنجبت له خمسة أو ستة من الأولاد.
وقد انتقل إلى المدينة وفتح فيها دكانًا وأقام فيها سنوات طويلة.
كان محمد الحسين العرفج شهمًا يتصف بالرجولة، والحرص على منفعة الناس، ومن ذلك أنني عندما نقل عملي إلى المدينة المنورة أمينًا عامًا للجامعة الإسلامية فيها كان محمد بن حسين العرفج قد سبقنا إلى سكنى المدينة المنورة، فكان له دكان في السوق الملاصق للمسجد النبوي من جهة الشمال الشرقي في المسجد النبوي.
وكان ذلك عندما نقلت إلى الجامعة الإسلامية في آخر عام 1380 - وأول عام 1381 هـ فاستقبلنا فيها وأكرمنا كما كان يفعل مع غيرنا من الجماعة أهل بريدة، مع أن أموره المالية ليست على ما يرام، إلا أنه تعرف أيضًا على الشيخ الثري محمد بن علي الصانع الذي أشركه في شراء أرض في قلعة الباب الشامي فكسب من ذلك مالًا طيبًا، فتح له باب الإتجار بالعقار في المدينة المنورة.
ثم عاد إلى بريدة بعد أن تركت المدينة المنورة في عام 1394 هـ وتوفي فيها.
وأعود إلى ذكر عدم احتفاله بمعرفة الناس الذي ربَّما كان سببه كثرة غيابه عن بريدة مع (عقيل) أول الأمر، ثم بسبب سكناه المدينة، أنني كنت في عام 1389 هـ قدمت إلى بريدة في الصيف لقضاء بعض الوقت في بريدة لأن والدتي هناك، وكان محمد الحسين العرفج هذا قد سبقني إلى بريدة فصادفته في (الجردة) فسلم علي وسلمت عليه ووقفنا نتحدث، وإذا بمرشد بن محمد المرشد من آل أبو عليان يراني فيأتي ليسلم علي وهو صديق لي، وكان فلاحًا في العاقول في آخر الخبوب من جهة الغرب، فتحدثت إليه، وبدا لي أنه لم يحتفل بوجود محمد العرفج بجانبي وأنَّه لا يعرفه، وكذلك صنع محمد العرفج معه، فقلت لمرشد المحمد وهو والد الدكتور علي المرشد الذي صار بعد ذلك (الرئيس العام لتعليم البنات) برتبة وزير: أنت تعرف هذا الرجل؟ وأشرت إلى محمد العرفج الذي كان لا يزال واقفًا بجانبي، فقال: لا.
وقلت مثل ذلك لمحمد العرفج الذي تبيّن أنه لا يعرف مرشد المحمد، فعرفت كل واحد منهما بصاحبه، وقلت لهما: أنتما معًا من أسرة آل أبو عليان، فالمرشد أهل مرشد المحمد والعرفج أسرة محمد الحسين كلاهما من بني عليان، فسلم كل واحد منهما على صاحبه لأول مرة.
ولم أقل لهما إن جد ابن عرفج وهو محمد بن علي العرفج كان قد قتل جد مرشد وهو فهد بن مرشد، وأن صالحًا المرشد بن فهد المرشد قد قتل محمد العرفج أخذًا بثأر أبيه منه رغم كون ذلك مذكورًا في التاريخ المكتوب لئلا يكون في نفس أحد منهما على الآخر شيء.
ومنهم سليمان بن سلطان العرفج:
وهو حفيد الأمير الشاعر محمد بن علي العرفج، عرفته ساكنًا في بيت جده الأمير محمد بن علي العرفج الواقع إلى الجنوب من المسجد الجامع بقليل، وأظنه هدم في توسعة شارع الجامع.