الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الضدّ والمغاليث:
قدمت في ترجمة الشيخ إبراهيم بن جاسر أن المشايخ وطلبة العلم المشايعين لآل سليم كانوا يسمون أتباع الشيخ ابن جاسر وابن عمرو (الضِّدِّ) يريدون أنهم ضد للمشايخ من آل سليم والطلبة من أتباعهم، وإن جماعة الشيخ ابن جاسر وابن عمرو يسمون المشايخ وطلبة العلم من أتباع آل سليم (المغاليث).
والمغاليث: جمع مغلوث وهو الكلب المصاب بدا الكلب بفتح اللام، يريدون من ذلك أنهم يهاجمون الناس ولا يتركون أحدًا منهم.
وقد ذكر الشيخ إبراهيم بن عبيد واقعة من تسمية طلبة العلم من أتباع آل سليم بالمغاليث في عهد ولاية عبد العزيز بن متعب بن رشيد على القصيم، وتولي الشيخ صالح بن قرناس القضاء له في بريدة وكان معه الشيخ عبد الله بن عمرو.
والشيخ صالح القرناس معروف أنه يميل إلى جماعة الشيخ ابن جاسر مثله في ذلك مثل زميله ومواطنه الشيخ إبراهيم بن ضويان.
قال الشيخ إبراهيم العبيد:
وقد أحببت أن أورد قصة عجيبة يستدل بها على امتحان أولياء الله ورسوله ويتذكر بها المؤمن ما من الله به على المسلمين بولاية آل سعود أدام الله لملكهم الخلود وهي أنه لما أراد السعي إلى وهطان فضيلة الشيخ صالح بن قرناس لعرسه وزواجه وصهره أبو حلوه وكان قد صيح في الناس: من أراد رفقة الشيخ فليأت بدايته معه فجاء خمس عمانيات وثلاثون حمارًا وصَفَّ أهلها ينتظرون الذهاب مع الشيخ المذكور فجيء بعبد الله الباحوث وعبد العزيز بن مديهش وسليمان بن ثويني وعلي بن يحيى وعبد العزيز بن يحيى وعثمان بن مضيان وصالح النهيمي تسوقهم رجال الأمير أذل ما كانوا قط فوافق في ساعة مجيئهم خروج الشيخ صالح ليركب ويذهب ورفقته.
وقد كان الناس حوالي بيته الذي يعرف ببيت صعب في جنوبي بريدة، وكان أولئك المذكورون قد بعث إلى ابن رشيد بمسبتهم وأنهم ليسوا على طريقة المسلمين وقد ضلوا وأضلوا فتكلم خادم الأمير يقول: هؤلاء المغاليث قد حضروا يا شيخ فكيف يصنع بهم؟
وكان هؤلاء المشار إليهم من فقراء الإخوان أهل الدين والفضل ومن شيعة آل سليم تقع أوطانهم حوالي بريدة في الشماسية ووهطان والصوير وغيرها، وما كانوا مغاليث بل كانوا هداة مهتدين معهم تمسك في العقيدة ومحبة للمؤمنين، قد كان واحدهم يحمل كتبه وحقيبته تحت ابطه ويتزاورون يتحابون في ذات الله فلما أخبر الخادم بمجيئهم كان إلى جانب الشيخ صالح من كان يدعي بعبد الله بن عمرو آل رشيد قد أمسك بيد الشيخ ويوشي بهم نسأل الله العافية، فتكلم مجيبًا للخادم بقوله: إن الشيخ في شغله فاذهب إلى الأمير (1)، وقل له إن نظره فيه الكفاية في أمرهم، فرجع بهم الخادم إلى الأمير ليرى رأيه فيهم.
فلما أن جلسوا بين يديه أخرج كتاب ابن رشيد إليه وناوله القارئ فلما سمع الكتاب وعرف موضوعه تكلم الأمير سعد بقوله: أين ابن مضيان الذي صوته كرنين الذبابة أما تستحي وتلزم فلاحتك وتترك المشي إلى الناس بفوائدك؟ فتكلم مجيبًا: كذب أيها الأمير، إني لم أمش بين الناس ويا ليتني أفيد نفسي.
ثم جعل يقول: أين ابن يحيا، فأجاب بقوله: حاضر فأنبه بقوله: تركت فلاحتك تهلك عطشًا ألا تجلس للحراثة وتدع الذهاب إلى الناس فقد شغلتهم عن فلائحهم؟
فأجاب بقوله: كذب بارك الله فيكم ما مشيت.
ثم إنه تكلم متهددًا لابن مديهش يقول: يا ابن مديهش يومًا بالمستجدة
(1) هو أمير بريدة لعبد العزيز بن متعب بن رشيد.