الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلاحظ الرجل بينما كانت تكلمه أن الخواتم فيها قطع صغيرة من العجين، فقال لها: يا فلانة، الخواتم فيها عجين وش السبب؟ فقالت: أنت طقيت الباب وأنا أقرص عشانا، وأخذت الخواتم من أصابعي قبل أغسل ايدي!
فقال الرجل: هذولي خواتمك اللي في أيديك؟ ولا لك غيرهن؟ قالت: لا.
قالوا: فبكى الرجل وأعاد الخواتم إليها قائلًا: خوذي خواتمك اللي يبارك لك بهن وبغيرهن واشهدي أني متنازل عن الدين الذي في ذمة أبوك لي، علشان فعلك الطيب هذا! !
إبراهيم بن عبد الله العجلان:
ومن أبناء عبد الله بن عجلان إبراهيم وهو أخ للأخوين الشيخين المذكورين هذين ولكنه من أم غير أمهم وهو كبير السن لم نعرفه إلَّا في المدينة المنورة، إذ كان انتقل إلى المدينة المنورة وعاش فيها، وعندما زرت المدينة المنورة لأول مرة في عام 1371 هـ استقبلنا ودعانا إلى بيته وكنت مع اثنين من الأصدقاء هما الشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد رئيس محاكم منطقة جيزان والأخ صالح بن إبراهيم العبد اللطيف فرأينا أن الأخ إبراهيم العجلان ذو منزلة رفيعة في نفوس طلبة العلم والمهاجرين في المدينة، وذلك لمحبته للخير وسعيه فيما ينفعهم، وكان ملازمًا على أداء الصلوات كلها في المسجد النبوي، لا يخل بشيء من ذلك رغم بعد بيته عنه، وأذكر أن بيتي عندما نقلت إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وليس أول بيت نزلت فيه هناك كان على طريق سيد الشهداء القديم بجانب شارع المطار القديم مما يحاذي الباب المجيدي وشارع الساحة وإن كان بعيدا عنهما جهة الشمال، وكان بيته أبعد منه عن المسجد النبوي، ومع ذلك كان مواظبًا على الصلوات في المسجد النبوي في كل وقت حتى في وقت الفجر.
وقد استمر على هذه السيرة الحميدة حتى توفي وقد أفاده بقاؤه بأن تعلم أبناؤه تعليمًا عصريا حتى إن ابنه عبد الرحمن حصل على وظيفة كبيرة في شركة أرامكو في الظهران.
توفي إبراهيم العبد الله العجلان عام 1396 هـ بالرياض لأنه كان قدم إلى الرياض من أجل تعزية والده بوفاة زوجته أم أولاده الثلاثة عبد الرحمن ومحمد وأحمد، ومعه نقود ليشتري بضاعة من الرياض لدكانه في المدينة المنورة فأحس بمرض فقال لإخوانه ترون إني أتعالج بها الدراهم أو أشتري بهن بضاعة؟
فقالوا: صحتك أبدًا، ودخل المستشفى فأجريت له عملية مات على أثرها رحمه الله.
نعود إلى ذكر عبد الله بن عبد الرحمن العجلان الذي جاء إلى بريدة من العيون، فنقول إنه كان شريكا لأخويه أحدهما محمد بن صالح الدسيماني الملقب (صنيتان) ومعهما أخ له ثالث فكان عبد الله العجلان هذا يتردد على بريدة في التجارة وهما مقيمان في عيون الجواء في أول الأمر.
قال: وكان من عادتي إذا جئت إلى بريدة أن أذهب إلى بيت أبناء عمنا (العجلان) الذين رأسهم الشيخ العالم إبراهيم العجلان فأرمي نعالي في بيتهم وأعود إلى سوق البيع والشراء في بريدة وإذا كان معي شخص آخر رميت نعاله مع نعالي في بيتهم فيعرفون أننا اثنان ويطبخوا عشاءً كافيًا للاثنين مع عشائهم.
أقول: هذا اصطلاح كان معروفًا عند الناس أن من يريد أن يكون ضيفًا عند شخص فإنه يترك نعاله في بيته.
وهذا الأمر الذي فعله ابن عجلان وكان يفعله غيره أمر معروف لأن بريدة في تلك العصور ليست فيها مطاعم ولا مخابز ولا أي شيء يباع للأكل إلَّا التمر، والتمر يأكلونه في الغداء وعادتهم أن يطبخوا طعام العشاء فلا يطبخون للبيت إلَّا مرة واحدة في اليوم.