الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العَمَّار:
أسرة أخرى جاءوا إلى بريدة من القوارة، يرجع نسبهم إلى شَمَّر.
منهم الشاعر محمد بن عمار بن خلف بن ذويب وهو أول من سكن بريدة من هذه الأسرة، وقد نزل في بيت في شمالها في وقت كانت سوق الشعر العالمي الذي يحسنه كاسدة إلا من أشخاص معدودين، منهم صالح بن إبراهيم الجار الله الذي تقدم ذكره في حرف الجيم، وذكرنا في ترجمته أنه كانت بينه وبين محمد بن عمار هذا مساجلات شعرية عديدة.
عرفت محمد بن عمار بن ذويب هذا وجلست معه فوجدته شاعرًا ذكيًّا حسن المعاشرة حاضر البديهة يحفظ مقادير كبيرة من الأشعار العامية له ولغيره.
وكنت عازما على أن أسجل شيئا منه عن الشعراء الآخرين ولكن الموت حال بيني وبينه، مع أنه بقي بعد مقابلتي له سنوات عين خلالها في إمارة عدد من القرى والأماكن في القصيم.
وهو شاعر مجيد غزير الشعر من شعره أنه كان بين محمد بن عمار وابن عساف من أهل عيون الجواء نقائض شعرية من ذلك قول ابن عمار في (روض العيون):
الروض راضي عليه الله
…
لعلَّ جوه يزيد خضَار
فقال ابن عساف:
الروض غَضْبٍ عليه الله
…
عسى الاصيفر يطير غبار
يا ما حَلى ثورة القله
…
بين الرخيلة وابن عمار (1)
وقد عين محمد بن عمار هذا في إمارة عدة مراكز منها دخنة
…
وهو الآن عام 1397 هـ أمير على مركز زليغيف الواقع في الحف نفود الثويرات فيما بين الزلفي والمستوي على طريق الرياض من بريدة.
قال محمد بن عمار في الغزل:
عزتي للمولع من هوى البيض عزي
…
من هواهن ذليل وقبلهن ما يعاز
يا خلف لي زمان عن هواه متلزي
…
لا ابغى الناس تدري ميرما من ملازي
ناطحن في طريقي لابس ثوب قز
…
واهني من تقاضى من عنود الجوازي
كلما جيت اديره فزعني ونزِّ
…
ما يريد المغاتر مرتعه بالنوازي
واهني من لواها هز عوده ومز
…
لين يرضى وانا أرضى مثل شغل الجواز
واهني من قضبها في محل متوزي
…
لين يروي ويصدر من ثقيل المراز
ثوبها من كتوفه والرودوف متمزي
…
مثل مشي الحمامة لي مشت ما تنازي
والنهود الزوامي كنهن بيض وز
…
عند لمسه جزوع مثل نفس الحجازي
(1) القلة: القنبلة.
وقال محمد بن عمار:
عسى السحاب إلى نشا خالطه غيم
…
عساه على دار الجار الله يعله
حيث مقر اللى كما قايد الريم
…
اللى يقود الصيد دقه وجله
والي مشت تشكي خلاخيلها الضيم
…
وقرون شقر كاسيات محله
ما زل يوم ما اهذى به وانا نيم
…
والقلب ما ياله على كود خله
يا كثر ملحه حين لبس التناظيم
…
يا ناس مثل العافية ما تمله
اهلا هلًا به عدما أمطر الغيم
…
عد الشجر والرمل والنجم كله
بنت الذي ينطح بكل الملازيم
…
زبن الركاب إلى لفن في محله
وقال محمد بن عمار يخاطب صديقه صالح بن إبراهيم الجار الله من أهل بريدة:
يا أبو براهيم توَّك قمت
…
ترقد وانا النوم ما جاني
وراك ترقد وانا ما نمت
…
ما تخلي النوم من شاني
يفز قلبي إلي كالمت
…
يا مكرم الضيف والعاني
لو تنشدن كان انا علمت
…
بأسباب مدعوج الأعيان
يطري عليِّه ليا حَلَّمْت
…
غِروٍ عن النوم قزَّافي
يفطر بصومي لو أني صِمت
…
يوقفك لو انت مشتان
فرد عليه صالح بن إبراهيم الجار الله بقوله:
يا أبو عزيز تراك ظَلَّمْتْ
…
هرجك على غير برهان
لو نام جسمي فانا ما نمت
…
يا اللي تعنيت من شاني
وراك لصويحبك ما سمت
…
وأنا علي دفع الأثمان
ابلّ ريقك إلى مِنْ قمتْ
…
وأواصل الشوف بالثاني
ما ألوم راع الهوى لو لمِتْ
…
لا شك أن السَّدْ من شاني
وسلمت يا مسندي وسَلِّمت
…
وهنيت يا ذرب الايمان
وقال محمد بن عمار أيضا:
كان خِليّ ظاهريه باطنيه
…
ما نبي غيره ولو دُونه سْيوفِ
عيني اللي عن جميع البيض عَيَّهٍ
…
ما تبي غير الغض نابي الرْدُوفِ
لو هي ام عيال ما ترخص عليِّه
…
هي هوى نفسي وهي غاية شفوفي
وآهني من جاضَعَهْ قبل المنيِّة
…
في محلٍ لا يذٍ ما أحدٍ يشوفِ
ليت جِداني وجدِّانه دنيه
…
ما نريد الأصل يا زين الوصوفِ
ارحميني يا الغضي العسوجيه
…
يا عنود الرِّيم، يا خشف الخشوف
عنز ريم طفحت سمعتْ رميِّه
…
واستذارت طالعت للجو خَوْفِ
فرد عليه صالح بن إبراهيم العجلان بقوله:
اسمع ما قلت يا زبن الونيه
…
وافتهم مني ولو أنَّك عروفِ
اترك المِقْفي، ولو أنَّهْ حَلِيِّه
…
لا تغرك بالتلبِّس والوقوفِ
واشهد ان البيض ما بَهْ مَرْحميه
…
تنعش فوادك، وفي حالك تروفِ
نبذل الأموال وناخذ لك بْنَيِّهْ
…
عَدِّبنِّك واتبعنِّك يا مخفوف
لا تمنى منوةٍ خذها هديه
…
نشتريها لك ولو كانت بألوفِ
لا تحسبَنْ غافلٍ ما بي حميه
…
وان سلم راسي أنا ألقي لك هَنُوفِ
اسمها نجم وخشف بالخليه
…
عود ريحان وعبد يا عروف
وقال محمد بن عمار أيضًا يخاطب رفيقه صالح البراهيم الجار الله:
لو آسفا بعمري اللي راح
…
وابو إبراهيم ماجود
راع الثنا راعي الأمداح
…
اللي يلاوي على الجود
يا شوق من حطت الأرياح
…
قرنه على المتن مردود
ريحه كما عنبر وانفاح
…
وعيون تذابح بهن سود
أبو انهود كما التفاح
…
والبطن يالين ماهود
يا الله يا مالك الأرواح
…
تنهض عنه كل لادود
وأنشدني محمد بن عمار من شعره يخاطب ابنه (عِزِّيز) ويوصيه:
يا عزيز كان انك صغيِّرْ
…
تري زمانك مِثغَيِّرْ
إلى زبنَتْ ازبن خَيِّرْ
…
به ملاذ ونية خَيْر
والعفن لو هو غني
…
دايم وحيله وني
ان جيت له شي طني
…
كنك تطز النظير
والخير لو هو ضعيف
…
تلقاه جوابه نظيف
يفرح إلى شاف الضيف
…
ويهلي به طول المسير
والي طلبت النوال
…
فانحرمن بيته مدهال
اللي بافي إلى قال
…
تشرب من جم غزيز
والا بغيت لك دار
…
انشد قبل عن الجار
ترى الخيره بالاخيار
…
عندي في ذلك تقرير
واحذر من قصير السو
…
لا تقبس من عنده ضو
خله دايم لك عدو
…
لو هو قريب قصير
ان شاف خير كماه
…
وان شاف شر فشاه
دايم عينه لقصراه
…
كنه عليهم نظير
من عناه الله يشقيه
…
لو يترك مالا يعنيه
العود وماحني عليه
…
ما يعدل كود بتكسير
ولا تحط الخاين صديق
…
لا ياقف لك بالطريق
لو معه لك فكوك ريق
…
معه منشار شطير
والنمام لو هو وزير
…
احذر تحطه عشير
عقبن يصلِّك بالبير
…
بعدين كلش يصير
وبالرجال كسيفين
…
دايم بالدنيا شاقين
لا من دنيا ولا من دين
…
وان سألته فلا من خير
وبالرجال لي شاف اجناب
…
يركض ويغلق الباب
دونه ودون الطيب حجاب
…
ما يصبر للمخاسير
وبالرجال سحَّاب هدوم
…
راعي كبر وراعي زوم
يكنس لي شاف اللزوم
…
لي اقفي ما يداني الصفير
وبالرجال من كنه ذيب
…
الله يأخذ وهو يجيب
لو حط الله له رقيب
…
كان ان شويه كثير
وبالرجال نقال هرج
…
ياكل لحمك لونك حرج
خذ من هرجه وحط بالخرج
…
وانقل حذرك من الخنزير
وبالرجال فحول حريم
…
ان زعلته جاله لطيم
هو يعده كالزعيم
…
وهي تعده كالسفير
وبالرجال حاشي رغاي
…
يرغي لي شاف الشراي
ما يصلح لك يا السراي
…
دور لك غيره بعير
والرجال ابعاد سد
…
لو يسقط به ضلفه بد
صبر ما كنه يشد
…
لو فوقه حمل كبير
وبالرجال كبار بخوت
…
راعي سمت وراعي سكوت
لي اقبل للمجلس يفوت
…
والى هرج سيف بتير
وبالرجال ابعاد سدود
…
راعي مد وراعي جود
والي زبنت ازبن بحيود
…
يعطون الشور الشوير
وانحر صليبين الشور
…
كان انك قرم ممرور
والا قنصت اقنص بصقور
…
لا تقنص بالعصافير
والحريم منيَّهات
…
بهن للجاهل شارات
فيهن نيران وجنات
…
والاكثر شر وهدير
فيهن هنوف بلاجه
…
ما تشوف الغضب بحجاجه
ولا هي عن بيته نهاجه
…
ما والله عنه تسير
وفيهن هنوف مستوره
…
تصبر لو انه مصخوره
دايم هرجتها مقصوره
…
به تدبير وبه توفير
وفيهن من تروف بحالك
…
همها من هم عيالك
لو تقسم له نصف مالك
…
لا تطيع بها المشاوير
وفيهن وقافه بالعاير
…
كشافه على السراير
تلقى علمه عند الباير
…
من كثرات المسايير
وفيهن من تقضب لغبوبك
…
لا ما تاصل بيعة ثوبك
تبلش والناس ما دريوا بك
…
تجرك لم الأمير
والمفضوحه لا تقربها
…
لو هي مزيونه جنبها
وانقل حذرك من سببها
…
وان رمتك المقادير
وفيهن من تعجبك بريحه
…
من داخل كنه شريحة
والغبن لي بدت جريحه
…
كنه مشيع الحمير
وفيهن شينة مشنَّيْه يا ريحه جربا مطلية
لو ما قدرت تدرك نيه
…
لا قرابك ما تشير بخير
تقول لك الله يبلاهم
…
بلونا الله بلاهم
عطا الله ما لا عطاهم
…
واحدهم كنه خشير
قل لها ارضي صدقاني
…
لو ني عليهم زعلان
قبل يجي علم ثاني
…
ما لهم عني مطير
واذكر الله في تاليها
…
خلاق النفس وواليها
علام السر وما فيها
…
حيث سميع بصير
يا سامعها صل وسلم
…
على النبي المتكلم
ينطق بالحق ولا يظلم
…
راعي السراج المنير
ووالد محمد بن عمار وهو عمار بن خليف بن ذويب، كان شاعرا أيضا ومن شعره:
يا أبو بدوي القصر خلى جنابه
…
وقهاوي ما تقل فيها هَوَيْنَا
ولا تقل ربعي جلِّسَوْا عند بابه
…
وياما لدسمَين الشوارب دعينا