الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العَدْوان:
بفتح العين فدال ساكنة فواو فألف ثم نون.
من أهل بريدة، وهم فرع قديم من أسرة آل أبي عليان التي حكمت بريدة، وهم من فرع الدريبي الذين كانوا يناصبون الحسن العداء حتى قبل زمن حجيلان بن حمد، وقال لي أحد الإخوة من بني عليان: إنهم من الحسن، ولا أحقُّ ذلك.
أول من اشتهر من العدوان عبد العزيز بن عبدوان، كان أحد الذين هجموا مع حجيلان بن حمد على راشد الدريبي في العقد الأخير من القرن الثاني عشر وبالتحديد عام 1194 هـ، وهو والد الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن عبدوان الذي تولى إمارة بريدة في عام 1275 هـ، وقتله أبناء عمه آل أبو عليان في بيت الضبيعي في بريدة عام 1276 هـ.
هذا وقد ألزم الشرع الشريف قتلة الأمير عبد الله بن عبدوان بتسليم ديته إلى ورثته، وكذلك ما أخذوه من ماله فدفعوها هم ومن يعصبهم، أو كان متعاطفًا معهم ضده من آل أبو عليان إلى ابنه حمد وكان هو أكبر ابنيه لأنه لم يخلف إلَّا حمدًا هذا وعبد العزيز الملقب أبو خشرم الآتي ذكره.
وقدر ذلك بأربعمائة ريال فرانسي نقدًا، اشترك في دفعها جماعة آل أبو عليان ومنهم الغانم وعبد الله العرفج والحميضي وكلهم من آل أبو عليان.
وقد ذكرت ذلك في أول الكتاب عند الكلام على الأمراء من آل أبو عليان.
وقد وجدت وثيقة تحدد الأسر أو على الأقل الفروع من الأسر التي تحملت دية الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن عبدوان، وطبيعي أن ذلك كان بحكم حاكم شرعي، وإلا لم يتحملوها.
والوثيقة مؤرخة في 10 ربيع الآخر من عام 1302 هـ تقول: إنه ثبت أن الدية أربعمائة ريال وزعوهن على حمايل بني عليان وهم ست حمايل منهم آل محمد وآل عرفج والغانم وآل غانم المذهان والحماضي - جمع الحميضي - كل حمولة عليها سبعين ريال، وكل التزم لحمد آل عبد الله (العدوان) بقسطه من الدية المذكورة.
ومن الجائز أن بعض الأسر كانت عاقلة لبعض من اشتركوا في قتل ابن عدوان وليست ممن قتله، وقد جرت المحاكمة ثم المفاهمة على ذلك في عنيزة لأن بعض بني عليان الذين قتلوا ابن عبدوان ذهبوا إلى عنيزة، وبعضهم كان ساكنًا في عنيزة شبيها باللآجئ السياسي، ولذلك شهد على ذلك التفاهم أمير عنيزة زامل بن سليم وابنه علي، وشهد بذلك أيضًا كاتب الوثيقة علي آل محمد السناني من أهل عنيزة.
ومن الطريف في وثيقة لاحقة في ذيل الأولى أن حمد بن عبد الله العدوان القائم الرئيسي بالمطالبة بدية عبد الله بن عبدوان قد خلص أي اتفق مع آل محمد وهم الذين منهم الأمير الشهير عبد العزيز المحمد أمير بريدة، وأخوه عبد المحسن الذي تولى الإمارة أيضًا، وإن لم يطل عهده، وهم آخر فروع بني عليان الذين تولوا الإمارة قبل ابن عبدوان وابن رشيد، على أن تكون حصة آل محمد معاريض، أي ليست نقدًا من العين وهو الذهب والفضة، وأوضحوا ذلك بأنها (سيف مقبوض ومراح والمراد به الحوش وهو الفناء من الأرض الذي أدير عليه سور يقع إلى الغرب من مرقب بريدة) وقد خلص بهذا المراح والسيف عن السبعين ريالًا التي في ذمة آل محمد، من دية الأمير عبد الله بن عبدوان.
وهذه صورة الوثيقة:
وتفيد الوثائق بأن ابن الأمير عبد الله بن عبدوان واسمه عبد الرحمن قتل معه، وأن الذين قتلوه دفعوا أيضًا ديته إلى ورثته، وذلك مذكور في وثيقة توكيل منقولة بخط العالم الزاهد عبد الله بن محمد الفدا عن خط عبد الله بن شومر وتصديق القاضي الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم على صحة التوكيل.
وخط الشيخ ابن فدا واضح لا يحتاج إلى نقل ولكننا نلخص المقصود من
الوثيقة وهو أن طرفة بنت حمد بن عبدوان قد وكلت ابن أخيها حمد بن عبدوان على نصيبها من إرث (عبد الله بن عبد العزيز بن عبدوان) وإرثها من ابنه وصيبة ولدها أي نصيب ولدها من عبد الرحمن بن عبد العزيز العدوان وإن احتاج خصومة فإن ما خلص به من جهة دية عبد الرحمن (العدوان) ما وصله فهو وصول بارية ذمة الدافع ( ...... ).
وتاريخها في 1302 هـ.
وتحتها في الورقة نفسها أن مزنة بنت حمد العبد الله العدوان وكلت حمد العبد الله على صيبتها من دية أخوها عبد الرحمن بن عبد العزيز العدوان الخ.
وقد صدق على ذلك الشيخ القاضي محمد بن عبد الله بن سليم بأن وكالة المرأتين صحيحة وتاريخها 2 ربيع الأول من عام 1302 هـ. ونقل ذلك الشيخ عبد الله بن فدا بتاريخ 13 ربيع الثاني 1302 هـ.
كما وجدت وثيقة أخرى تثبت بشهادة الشهود بأن حمد بن عبدوان قد أصيب بجراحات وأنه ذهب إلى عنيزة وآثار الجراحات موجودة في جسمه ولا شك في أنه ذهب إلى هناك للإدعاء على آل أبي عليان الذين اشتركوا في قتل والده والمفهوم لنا أن حمدًا المذكور هو ابن الأمير القتيل عبد الله بن عبدوان.
ومع أن قتلة الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن عبدوان قد ألزموا بدفع الدية ودفعوها بالفعل فإن أقارب له من بني عليان لم يكتفوا بذلك بل قتلوا الذين قتلوه، وذلك بعد مضي خمسة عشر عامًا على مقتله، وربما كانوا أخروا ذلك إلى وقت ضعف حكم الدولة السعودية الثانية بقيادة الإمام فيصل بن تركي الذي مات في عام 1282 هـ.
قال ابن عيسى في حوادث سنة 1291 هـ:
وفي هذه السنة قتل عبد الله آل غانم في بريدة قتله عبد المحسن بن مدلج هو وأولاده، وهم من عشيرة آل أبي عليان، في عبد الله بن عبد العزيز (بن عبدوان) أمير بريدة المقتول سنة 1276 هـ كما تقدم، يدَّعي عبد المحسن المدلج أنه أقرب عاصب إليه، وكان عبد الله الغانم المذكور من جملة القاتلين لابن عبدوان (1).
أقول: ذكر لي أحد الإخوان من أسرة الغانم من آل أبو عليان أن الذي قتل عبد الله بن غانم ليس هو عبد المحسن المدلج، بل هو شخص آخر، والله أعلم.
وهذه وثيقة فيها غرابة ذكر فيها أن عددًا من التركي أهل العريمضي قد وهبوا فهيد آل عدوان نصيبهم من أرض لهم في خب العريمضي وأنه قبل الهبة، وأثابهم عليها مبلغًا معينًا من المال، وذلك يكون كالبيع، وربما كان والدهم أو أحدهم قد أقسم إلَّا تباع تلك الأرض بيعا فوهبوها لفهيد العدوان هبة صورية، من أجل التخلص من الشفعة.
والوثيقة مؤرخة في 8 من شهر ربيع الآخر عام 1284 هـ بخط سليمان
(1) عقد الدرر، ص 37.
السعوي وأوردتها هنا من أجل من قد يكونون باقين من ذرية فهيد العدوان المذكور، ولغرابة موضوعها.