الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أن تكون منيته بين سرية أي جماعة من الفرسان المغيرين على الأعداء، أو المدافعين لهم بحيث يموت وقومه يدفعون الأعداء عن جثته بالقني وهي الرماح والملايح جمع ملواح وهو العصا الغليظة.
وهي شبيهة بقولة خالد بن الوليد رضي الله عنه عندما حضرته الوفاة: ما في جسمي موضع إلَّا فيه ضربة سيف أو طعنة رمح، وها أنا أموت حتف أنفي كما يموت العير فلا نامت أعين الجبناء.
العريني:
من أهل المريدسية.
ونسبتهم إلى العرينات من سبيع.
منهم قاضيان أخوان في محكمة التمييز في مكة المكرمة هما الشيخ عبد الرحمن بن عثمان العريني وأخوه حمد بن عثمان العريني، وهذا نادر خاصة في محكمة التمييز نفسها.
جاء ذكر محمد الصالح العريني في ورقة مداينة مكتوبة بخط محمد بن شارخ سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف وتتضمن أن المذكور في ذمته لعمر بن سليم سبعة عشر ريالًا إلا قرش، و (القرش) هذا تنطق القاف فيه كما تنطق في قربة وقليل ومعناه عندهم ثلث الريال فسبعة عشر ريالًا إلَّا قرش تعني سبعة عشر ريالًا إلَّا ثلث ريال.
ويحل الدين المذكور في ربيع الثاني - أي الآخر - سنة واحد وأربعين بعد ألف ومائتين من الهجرة شهد به وكتبه محمد بن شارخ ولم يذكر معه شاهد.
وهذه صورتها:
وعندما عقلنا الأمور كنا نعرف أن أسرة العريني أهل المريدسية يكثر فيها المطاوعة وهم المتدينون وفيهم كتبة.
ووجدنا في الأوراق كتبة من أسرة العريني منهم عبد الله بن سليمان العريني الذي صادق الشيخ القاضي محمد بن عبد الله بن سليم على كتابته وحكم بمقتضاها وخطه جيد، وقد كتب ذلك في ذي القعدة عام 1316 هـ والشاهد عليه من جماعته أهل المريدسية وهو محمد بن عبد الله السعوي.
وأما تصديق الشيخ ابن سليم فإنه بخط ابنه الشيخ القاضي عبد الله، ولكن ذلك كان قبل أن يتولى القضاء بسنين طويلة.
وذكر هنا أنه كتبه بإملائه أي بإملاء القاضي والده.
وهذه صورتها:
وهذه وثيقة مداينة بين محمد العبد العزيز العريني وأخيه إبراهيم وبين عبد الرحمن العتيق من أهل العريمضي.
والدين سبعمائة وعشرون وزنة تمر عوض أي ثمنها تسعة أريل مؤجلات خمس سنين كل سنة يحل مائة وأربع وأربعون وزنة أولهن يحل في ذي القعدة سنة 1298 وآخرهن يعلم من ذلك على التوالي والتتابع، والرهن نخلهم المعروف بجنوبي المريدسية.
والشاهد صالح الإبراهيم الزميع.
والكاتب الشيخ العالم عبد الله آل حسين الصالح (أبا الخيل).
والتاريخ رجب 1298 هـ.
وأسفل إقرار آخر بدين عندهما لعبد الرحمن المعتقي وهو المعتق يقال بياء النسب ويقال (المعتق) بدون ياء.
وهذه وثيقة مبايعة بين محمد العبد العزيز العريني وأخيه إبراهيم وبين رقية بنت محمد القصيِّر (بائعة).
والمبيع جريرتها وكدها في ملك إبراهيم البرادي.
والجريرة هي ما يملكه الفلاح الذي يفلح نخلًا ليس له وإنما يملكه غيره، ويكون لمالكه جزء متفق عليه من ثمرة النخل.
وقد فسرت ذلك بقولها: وكدها وهو من قولهم كذ فلان النخل إذا فلحه وقام عليه، ولا يقال ذلك لمن يفلح نخلًا يملكه.
والثمن سبعة وثلاثون ريالًا مؤجلات إلى النصف من المحرم 1302 هـ.
ومع ضآلة الثمن للأشياء المذكورة وهو الجريرة المذكورة أي ما كانت تملكه رقية القصيِّر في النخل والراهن عبد الكريم المنصور.
فله ضامن أيضًا وهو عبد الرحمن المحمد بن معتق وهو مشهور بأنه يداين الناس وله ثروة لا بأس بها.
والشاهدان: صالح الزميع وهو من أهل الشقة، وهناك منهم من يسكن المريدسية.
الكاتب العالم الشهير عبد الله آل حسين الصالح (أبا الخيل) وقد سقط تاريخ الكتابة، ولكن قد يعرف ذلك من تاريخ حلول الدين في صلب الوثيقة وهو عام 1302 هـ.
ورأيت ورقة مداينة بين إبراهيم العبد العزيز العريني منفردًا عن أخيه محمد الذي ذكر في الورقة التي قبلها.
والدائن هو عبد الرحمن المحمد المعتق.
والدين ثلاثمائة وزنة (تمر) عوض عشرة أريل، ونوهت الوثيقة بأن الأريل العشرة هي من ثلث عبد الرحمن أي من ثلث ماله الذي أوصى به بعد موته.
والشاهدان حميد بن عبد الله بن حميد، وعلي الإبراهيم الحفيتي.
والكاتب عبد الله بن عبد اللطيف وهو من آل عبد اللطيف الباهلي وتقدم ذكرهم في حرف الباء.
ولم يذكر تاريخها.
ومن العريني أهل المريدسية ناصر بن محمد العريني، ذكره الشيخ صالح بن محمد السعوي، فقال:
وممن قدم الخدمة العلاجية من الأهالي: الرجل المحب في الله ناصر بن محمد العريني رحمه الله.
كان من الجهود الطيبة، والأعمال الخيرية التي عرفت عنه في حياته وشكر له عليها ما اختص به من معرفة جل الأمراض التي تصيب بعض الحيوانات من بهيمة الأنعام من إبل وبقر وغنم، والحيوانات الأخرى من الحمر الأهلية والخيل والبغال، وقد أعطي معرفة تشخيص الأمراض وكيفية علاجها، والاهتداء على الدواء النافع لها، والسبب الذي به يأذن الله بزول المرض عنها.
وهذا الرجل يتخذ طرق معالجة الحيوانات بأمور ثلاثة:
الأمر الأول: وهي الكي بالنار وهو الأكثر في المعالجة؛ لأنه يجد الفائدة فيه.
والأمر الثاني: المعالجة بأدوية معروفة ومعلوم فائدتها للحيوانات المريضة، وهي تدمج في قليل من الماء، أو في شيء من التمر، أو في بعض أنواع الأطعمة والأعلاف، ثم يتم سقي الحيوان المصاب بالمرض من ذلك الدواء، أو إعطائه له ليأكله إما اختيارًا أو إلزامًا، لأنه ربما لا يشتهي الأكل لما فيه من شدة ألم المرض.
والأمر الثالث في المعالجة: قيامه بجمْع ورق الأثل وإيقاده بالنار، وتسخير الحيوان المريض باستنشاق دخان تلك الأوراق، باعتباره من عوامل المعالجة لبعض الأمراض الخفيفة.
ويواصل تلك العمليات أو بعضها بحسب متطلبات المرض حتى يبرأ الحيوان.
وهو كغيره من العارفين باعراض الأمراض، وأسباب البرء منها، ويعمل بحدود قدراته وما يعلمه من أمراض يهتدي لعلاجها.
والله جعل على يديه شفاء بعض الأمراض بما يعلمه من أسباب ويبذله من اجتهاد.
وكل ما كان يعمله في تلك المهمات إنما هو احتساب وإحسان لإخوانه المسلمين، ورحمة بالحيوانات التي تعاني وطأة المرض.
ويبتغي بعمله الأجر والمثوبة من الله المحسن الكريم الذي يحب المحسنين، ولا يضيع لديه أجر العاملين المخلصين.
فجزاه الله خيرًا على ما كان يقدمه من خدمة علاجية في حياته قل من يقوم بها زمانه، ويصبر عليها، ويصابر فيها.
توفي هذا الرجل عام 1413 هـ، رحمه الله تعالى (1).
ومن العريني هؤلاء: عبد العزيز بن محمد العريني، ذكره الشيخ صالح بن محمد السعوي بقوله:
ومن رجال الحسبة والاحتساب في القول والعمل، المؤمن الغيور لدين الله عبد العزيز بن محمد العريني رحمه الله تعالى.
كان في السنوات الأخيرة من عمره قبل وفاته يقوم بوظيفة الأذان في مسجد الزمعان في هذه البلدة.
وكان مع قيامه بهذه الشعيرة الظاهرة من شعائر دين الإسلام يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويجاهد في النفوس التي يغلب عليها مطاوعة النفس الأمارة بالسوء، والهوى الذي يأخذ بها ويميلها إلى إيثار الشهوات، وتقديمها على حفظ الوقت والمنافسة في الطاعات، وما يدعوه إليها الشيطان الذي هو عدو متسلط على الإنسان، يجري منه مجرى الدم.
والمعرف عنه بهذا رغبته في الخير في حياته قائمة متواصلة في أنواع البر والإحسان، ومن أهم أعماله الصالحة التي يتعدى نفعها ويحمد العامل عليها قيامه بالملاحظة والتفقد للمتهاونين بشأن صلاة الجماعة في المساجد للصلوات الخمس بوجه عام، ولصلاة الفجر بوجه خاص، لأن وقتها يأتي والناس نيام،
(1) المريدسية ماض وحاضر، ص 394 - 395.
وقد يثقل على بعضهم التيقظ والانتباه، وإدراك صلاة الجماعة في المسجد.
وكان المعلوم في عصر هذا المجاهد أن الناس يتواجدون في بيوتهم بالليل وينامون فيها، وذاك الزمان يختلف عن هذا الزمان، فكان أهله إذا جن عليهم الليل ولجوا بيوتهم وباتوا بها، فلا لهم اجتماعات بعد العشاء خارج بيوتهم، بخلاف هذا الزمان.
وقد اشتهر في حياته عند عامة الأهالي بغيرته لله، ومواقفه الجليلة، وقوة إقدامه على إنكار المنكر، حتى إنه لا يكتفي بإنكار المنكر بلسانه، بل إذا لم يزول المنكر باللسان أزاله باليد، وله ما يؤيده على فعله ويعضده عليه ويرتضي صنيعه من المسئولين في البلدة وأعيانها لما يعلمون من صدقه وغيرته لدين الله، وأنه لا يخاف في الله لومة لائم.
نسأل الله أن يرحمه، وأن يكون منعمًا في قبره، منورًا له فيه.
وكانت وفاته رحمه الله تعالى في عام 1374 هـ (1).
وثائق للعريني أهل المريدسية:
(1) المريدسية ماض وحاضر، ص 188 - 189.