الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تتفكرون {إِصْلاحٌ} مبتدأ، وهو نكرة ساغ الابتداء به لتقييده بالمجرور الذي هو:{لَهُمْ} ، و {خَيْرٌ}: خبر إصلاح.
{وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} الألف واللام فيهما للجنس، لا للمعهود، أي يعلم هذين الصنفين، كقولهم: الرجل خير من المرأة، أي جنس الرجال خير من جنس النساء.
البلاغة:
{وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ} فيه التفات من غيبة إلى خطاب لأن قبله: {وَيَسْئَلُونَكَ} والحكمة من الالتفات: أن يتهيأ المخاطب لسماع ما يلقى إليه وقبوله والتحرز فيه.
{الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} فيه من علم البديع ما يسمى: الطباق.
المفردات اللغوية:
{فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ} أي في أمر الدنيا والآخرة، فتأخذوا بالأصلح لكم فيهما، والجار والمجرور متعلق بفعل:{تَتَفَكَّرُونَ} في الآية السابقة، أي تتفكرون فيما يتعلق بالدارين، فتأخذون بما هو أصلح لكم.
{وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى} أي عن الإشراف على اليتامى وكفالتهم وما يلقونه من الحرج في شأنهم، فإن واكلوهم أثموا، وإن عزلوا ما لهم عن أموالهم وصنعوا لهم طعاما وحدهم، فحرج. واليتيم:
من فقد أباه {قُلْ: إِصْلاحٌ لَهُمْ} في أموالهم بتنميتها خير من ترك ذلك.
{وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ} تخلطوا أموالكم بأموالهم {لَأَعْنَتَكُمْ} لضيق عليكم بتحريم المخالطة، والعنت: المشقة والإحراج {إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ} غالب على أمره. {حَكِيمٌ} في صنعه.
سبب النزول:
أخرج أبو داود والنسائي والحاكم وغيرهم عن ابن عباس قال: لما نزلت:
{وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلاّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الأنعام 152/ 6] و {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى} الآية [النساء 10/ 4]، انطلق من كان عنده يتيم، فعزل طعامه من طعامه، وشرابه من شرابه، فجعل يفضل له الشيء من طعامه،