الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الذهبي: وقيل: إن الملاعين (يعني الصليبيين) التجؤوا منه إلى جبل، فترجل، وصعد إليهم في تسعة أجناد، فألقي في قلوبهم الرعب، وطلبوا منه الأمان، وقتلوا بمصر، تولى قتلهم العلماء والصالحون. (1)
أبو الحسن ابن نُجَيَّة (2)(599 هـ)
الشيخ الواعظ الفقيه، زين الدين أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نجا الدمشقي الحنبلي المشهور بابن نجية. ولد سنة ثمان وخمسمائة وسمع من علي ابن أحمد بن قبيس المالكي، ومن خاله شرف الإسلام، عبد الوهاب ابن الشيخ أبي الفرج عبد الواحد بن محمد الحنبلي، وسعد الخير الأنصاري، وتزوج بابنته المسندة فاطمة. حدث عنه ابن خليل، والشيخ الضياء، ومحمد ابن البهاء. وكان صدرا محتشما نبيلا، ذا جاه ورياسة وسؤدد. قال عنه ابن النجار: كان متدينا، حميد السيرة. وقال أبو شامة: كان كبير القدر. توفي سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
موقفه من الجهمية:
قال أبو شامة: كان يجري بينه وبين الشهاب الطوسي العجائب، لأنه كان حنبليا وكان الشهاب أشعريا واعظا. جلس ابن نجية يوما في جامع القرافة، فوقع عليه وعلى جماعة سقف، فعمل الطوسي فصلا ذكر فيه {فَخَرَّ
(1) السير (21/ 385).
(2)
السير (21/ 393 - 396) والبداية والنهاية (13/ 39) والنجوم الزاهرة (6/ 183) وتاريخ الإسلام (حوادث 591 - 600/ص.398 - 400).
عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ} (1).
جاء يوما كلب يشق الصفوف في مجلس ابن نجية، فقال: هذا من هناك، وأشار إلى جهة الطوسي. (2)
محمد بن سام بن حسين الغُورِي صاحب غَزْنَة (3)(599 هـ)
السلطان أبو الفتح محمد بن سام بن حسين الغوري، غياث الدين، صاحب غزنة، أخو السلطان شهاب الدين.
قال ابن البزوري: كان ملكا عادلا، وللمال باذلا. محسنا إلى رعيته، رؤوفا بهم في حكمه وسياسته، كانت به ثغور الأيام باسمة، وكلها بوجوده مواسم، قرب العلماء، وأحب الفضلاء، وبنى المساجد والربط والمدارس، وأدر الصدقات.
قال ابن الأثير: وكان عادلا سخيا، قرب العلماء، وبنى المدارس والمساجد، وكان مظفرا في حروبه لم ينكسر له عسكر. وكان ذا دهاء ومكر وكرم. أسقط المكوس ولم يتعرض لمال أحد. وكان من مات بلا وارث تصدق بما خلفه. وكان فيه فضل وأدب. وقد نسخ عدة مصاحف، لم يبد منه تعصب لمذهب.
وقال ابن كثير: وكان غياث الدين عاقلا حازما شجاعا، لم تكسر له
(1) النحل الآية (26).
(2)
السير (21/ 395).
(3)
الكامل لابن الأثير (12/ 180 - 182) وسير أعلام النبلاء (21/ 320 - 322) وتاريخ الإسلام (حوادث591 - 600/ص.404 - 406) وتاريخ ابن الوردي (2/ 173) والبداية والنهاية (13/ 38) وشذرات الذهب (4/ 342).