الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتمام فضلها جوار المصطفى
…
في تربة فيها الملائك تحشد
وتعمقوا في سب عثمان الذي
…
ألفاه كُفُوًا لابنتيه محمد
ولبيعة الرضوان مد شماله
…
عوض اليمين وهي منه أوكد
وحباه في بدر بسهم مجاهد
…
إذ فاته بالعذر ذاك المشهد
من هذه من بعض غر صفاته
…
ما ضره ما قال فيه الحسد
ثم ادعوا حب الإمام المرتضى
…
هيهات مطلبهم عليهم يبعد
أنى وقد جحدوا الذين بفضلهم
…
أثنى أبو الحسن الإمام السيد
ما في علاه مقالة لمخالف
…
فمسائل الإجماع فيه تعقد
ولنحن أولى بالإمام وحبه
…
عقد ندين به الإله مؤكد
وولاؤه لا يستقيم ببغضهم
…
واضرب لهم مثلا يغيظ ويكمد
مثل الذي جحد ابن مريم وادعى
…
حب الكليم وتلك دعوى تفسد
وبقذف عائشة الطهور تجشموا
…
أمرا تظل له الفرائص ترعد
تنزيهها في سبع عشرة آية
…
والرافضي بضد ذلك يشهد
لو أن أمر المسلمين إليهم
…
لم يبق في هذي البسيطة مسجد
ولو استطاعوا لا سعت بمرامهم
…
قدم ولا امتدت بكفهم يد
لم يبق للإسلام ما بين الورى
…
علم يسود ولا لواء يعقد
علقوا بحبل الكفر واعتصموا به
…
والعالقون بحبله لم يسعدوا
موقفه من الجهمية:
كان يحيى الصرصري من الشعراء، وله قصائد كثيرة ذكر بعضها ابن
القيم في اجتماع الجيوش. (1)
قال رحمه الله في قصيدته اللامية التي نظم فيها اعتقاد الشافعي رضي الله عنه التي أولها:
أيشعر حزب الجهم ذاك المضلل
…
بأني حرب للعدى غير أفكل
تشن عليهم غيرتي وحميتي
…
لدين الهدى غارات أشوس مقبل
فوقع قريضي في صميم قلوبهم
…
أشد عليهم من سنان ومنصل
أفوق عليهم حين أنظر نحوهم
…
مقاتل تصمي منهم كل مقتل
هم انحرفوا عن منهج الحق سالكي
…
مهالك من تحريفهم والتأول
لقد برئ الحبر ابن إدريس منهم
…
براءة موسى من يهود محول
ويعقد عند الشافعي يمين مَنْ
…
غدا حالفا بالمصحف المتقبل
فهذا دليل منه إذ كان لا يرى
…
انعقادا بمخلوق لخلق مؤبل
ومذهبه في الاستواء كمالك
…
وكالسلف الأبرار أهل التفضل
ومستويا بالذات من فوق عرشه
…
ولا تقل: استولى، فمن قال يبطل
فذلك زنديق يقابل قسوة
…
لذي خطل راوي لعيب معطل
وهو بان منه خلقه وهو بائن
…
من الخلق، محض للخفي مع الجلي
وأقرب من حبل الوريد مفسِّرا
…
وما كان معناه به العلم فاعقل
علا في السماء الله فوق عباده
…
دليلك في القرآن غير مقلل
وإثبات إيمان الجويرية اتخذ
…
دليلا عليه مسند غير مرسل (2)
(1)(280 - 286).
(2)
اجتماع الجيوش الإسلامية (282).
وقال رحمه الله في قصيدته اللامية يهجو ابن خنفر الجهمي الخبيث:
نبذ الكتاب وراء ظهر واقتدى
…
شيخ الضلالة للصفات يعطل
وعقيدة الملعون أن المصحف المكنـ
…
ـون منبوذ تطؤه الأرجل
ما قالت الكفار مثل مقالته
…
وكذا النصارى واليهود الضلل
آل الجحود به إلى واد لظى
…
للغاية السفلى فبئس الموئل
وزعمت أن الحنبلي مجسم
…
حاشا لمثل الحنبلي يمثل
بل يورد الأخبار إذ كانت تصححها
…
الرواة عن الثقات وتنقل
إن المهيمن ليس تمضي ليلة
…
إلا وفي الأسحار فيها ينزل
قد قالها خير الورى في صحبه
…
لم ينكروا هذا ولم يتأولوا
وتقبلوها مع غزارة علمهم
…
أفأنت أم تلك العصابة أعقل (1)
وقال رحمه الله في داليته (2):
وأشدهم كفرا جهول يدعي
…
علم الأصول وفاسق متزهد
فَهُمُو وإن وهنوا أشد مضرة
…
في الدين من فأر السفين وأفسد
وإذا سألت فقيههم عن مذهب
…
قال: اعتزال في الشريعة يلحد
كالخائض الرمضاء أقلقه اللظى
…
منها ففر إلى جحيم يوقد
إن المقال بالاعتزال لخطة
…
عمياء حل بها الغواة المرد
هجموا على سبل الهدى بعقولهم
…
ليلا فعاثوا في الديار وأفسدوا
صم إذا ذكر الحديث لديهم
…
نفروا كأن لم يسمعوه وأبعدوا
(1) اجتماع الجيوش الإسلامية (283).
(2)
اجتماع الجيوش (285 - 286).
واضرب لهم مثل الحمير إذا رأت
…
أسد العرين فهن منهم شردوا
إلى أن قال:
والجاحد الجهمي أسوأ منهما
…
حالا وأخبث في القياس وأفسد
أمسى لرب العرش قال منزها
…
من أن يكون عليه رب يعبد
ونفى القرآن برأيه والمصحف
…
الأعلى المطهر عنده يتوسد
وإذا ذكرت له على العرش استوى
…
قال: هو استولى، يحيل ويخلد
فإلى من الأيدي تمد تضرعا
…
وبأي شيء في الدجى يتهجد
ومن الذي هو للقضاء منزل
…
وإليه أعمال البرية تصعد
وبما ينزل جبرائيل مصدقا
…
ولأي معجزة الخصوم تبلد
ومن الذي استولى عليه بقهره
…
إن كان فوق العرش ضد أيد
جلت صفات الحق عن تأويلهم
…
وتقدست عما يقول الملحد
لما نفوا تنزيهه بقياسهم
…
ضلوا وفاتهم الطريق الأرشد
ويقول: لا سمع ولا بصر ولا
…
وجه لربك، ذي الجلال ولا يد
من كان هذا وصفه لإلهه
…
فأراه للأصنام سرا يسجد
الحق أثبتها بنص كتابه
…
ورسوله، وعدا المنافق يجحد
فمن الذي أولى بأخذ كلامه
…
جهم أم الله العلي الأمجد
والصحب لم يتأولوا لسماعها
…
فهم إلى التأويل أم هو أرشد
هو مشرك ويظن جهلا أنه
…
في نفي أوصاف الإله موحد
يدعو من اتبع الحديث مشبها
…
هيهات ليس مشبها من يسند
لكنه يروي الحديث كما أتى
…
من غير تأويل ولا يتردد
وإذا العقائد بالضلال تخالفت
…
فعقيدة المهدي أحمد أحمد
هي حجة الله المنيرة فاعتصم
…
بحبالها لا يلهينك مفسد
إن ابن حنبل اهتدى لما اقتدى
…
ومخالفوه لزيغهم لم يهتدوا
ما زال يقفو راشدا أثر الهدى
…
ويروم أسباب النجاة ويجهد
حتى ارتقى في الدين أشرف ذروة
…
ما فوقها لمن ابتغاها مصعد
نصر الهدى إذ لم يقل ما لم يقل
…
في فتنة نيرانها تتوقد
ما صده ضرب السياط ولا ثنى
…
عزماته ماضي الغرار مهند
فهناه حب ليس فيه تعصب
…
لكن محبة مخلص يتودد
وودادنا للشافعي ومالك
…
وأبي حنيفة ليس فيه تردد
أبو العباس بن عمر القرطبي (1)(656 هـ)
الفقيه المحدث أحمد بن عمر بن إبراهيم بن عمر، أبو العباس ضياء الدين الأنصاري القرطبي. ولد بقرطبة سنة ثمان وسبعين وخمسمائة. وسمع بها من علي بن محمد اليحصبي وأبي محمد بن عبد الله بن سليمان بن حوط الله، وبتلمسان من محمد بن عبد الرحمن التجيبي، وبمصر من أبي إبراهيم عوض بن محمود تقي الدين.
قال الذهبي: كان بارعا في الفقه والعربية، عارفا بالحديث. وقال ابن فرحون: كان من الأئمة المشهورين والعلماء المعروفين، جامعا لمعرفة علوم،
(1) تاريخ الإسلام (حوادث 651 - 660/ص.224 - 226) والوافي بالوفيات (7/ 264 - 265) والديباج المذهب (1/ 240) والبداية والنهاية (13/ 226) وشذرات الذهب (5/ 273 - 274).