الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسترشد بالله (1)(529 هـ)
المسترشد بالله الفضل بن المستظهر بالله أبو منصور أمير المؤمنين. ولد في شعبان سنة ست وثمانين وأربعمائة في أيام المقتدي. سمع في سنة أربع وتسعين من أبي الحسن ابن العلاف وسمع من أبي القاسم بن بيان ومن مؤدبه أبي البركات ابن السيبي. روى عنه وزيره علي بن طراد وحمزة ابن علي الرازي وإسماعيل بن الملقب. له خط بديع ونثر صنيع ونظم جيد مع دين ورأي وشهامة وشجاعة، وكان خليقا للإمامة قليل النظير. كان يتنسك في أول زمنه، وختم القرآن وتفقه. لم يكن في الخلفاء من كتب أحسن منه وكان يستدرك على كتابه، ويصلح أغاليط في كتبهم. ألب عليه الباطنية جماعة من الملاحدة فقتلوه في يوم الخميس سادس عشر ذي القعدة سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
موقفه من المشركين:
- قال ابن النجار: أنشدنا هبة الله بن الحسن بن السبط حفظا للمسترشد بالله:
قالوا تقيم وقد أحا
…
ط بك العدو ولا تفر
فأجبتهم المرء ما لم
…
يتعظ بالوعظ غر
لا نلت خيرا ما حييت
…
ولا عداني الدهر شر
إن كنت أعلم أن غير
…
الله ينفع أو يضر
(1) السير (19/ 561 - 568) والمنتظم (17/ 294 - 299) والكامل في التاريخ (11/ 27 - 28) والعبر (2/ 71) والبداية والنهاية (12/ 222 - 224) وشذرات الذهب (4/ 86 - 88).
وله:
أنا الأشقر الموعود بي في الملاحم
…
ومن يملك الدنيا بغير مزاحم
ستبلغ أرض الروم خيلي وتنتضى
…
بأقصى بلاد الصين بيض صوارمي
وقيل: إنه قال لما أسر مستشهدا:
ولا عجبا للأسد إن ظفرت بها
…
كلاب الأعادي من فصيح وأعجم
فحربة وحشي سقت حمزة الردى
…
وموت علي من حسام ابن ملجم (1)
- قتل الباطنية له:
نقل ابن كثير ما حدث بين الخليفة المسترشد بالله والسلطان مسعود ثم قال: فلما كان مستهل ذي الحجة جاءت الرسل من جهة الملك سنجر إلى ابن أخيه يستحثه على الإحسان إلى الخليفة، وأن يبادر إلى سرعة رده إلى وطنه، وأرسل مع الرسل جيشا ليكونوا في خدمة الخليفة إلى بغداد فصحب الجيش عشرة من الباطنية، فلما وصل الجيش حملوا على الخليفة فقتلوه في خيمته وقطعوه قطعا، ولم يلحق الناس منه إلا الرسوم، وقتلوا معه أصحابه منهم عبيد الله بن سكينة، ثم أخذ أولئك الباطنية فأحرقوا قبحهم الله، وقيل: إنهم كانوا مجهزين لقتله فالله أعلم. (2)
(1) السير (19/ 562 - 563).
(2)
البداية والنهاية (12/ 223).