الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشاطبي القاسم بن فِيرُّهْ (1)(590 هـ)
الشيخ الإمام، سيد القراء، أبو محمد وأبو القاسم القاسم بن فِيرُّهْ بن خلف بن أحمد الرعيني الأندلسي الشاطبي، الضرير، المقرئ، ناظم الشاطبية وغيرها. ولد في آخر سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. سمع من السلفي، وقرأ ببلده بالسبع على أبي عبد الله بن أبي العاص النفري، وارتحل إلى بلنسية، فقرأ على أبي الحسن بن هذيل. وسمع منه أبو الحسن بن خيرة ومحمد بن يحيى الجنجالي وأبو بكر بن وضاح وأبو محمد بن عبد الوارث المعروف بابن فار اللبن وغيرهم. تصدر للإقراء بمصر، فعظم شأنه، وبعد صيته، وانتهت إليه الرئاسة في الإقراء. قال الذهبي: وكان إماما علامة، نبيلا، محققا، ذكيا، واسع المحفوظ، كثير الفنون، بارعا في القراءات وعللها، حافظا للحديث، كثير العناية به، أستاذا في العربية. وقال ابن كثير: وكان دينا خاشعا ناسكا كثير الوقار، لا يتكلم فيما لا يعنيه. سارت الركبان بقصيدتيه حرز الأماني والرائية، وخضع لهما فحول الشعراء وحذاق القراء، وقيل: إنه كان يحفظ وقر بعير من الكتب. توفي رحمه الله بمصر في جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة.
موقفه من المبتدعة:
قال أبو شامة في 'الباعث على إنكار البدع والحوادث' في معرض بيان إنكار السلف للصلوات المبتدعة: وعهدي بأن مثل هذه الصلوات لا يحافظ
(1) وفيات الأعيان (3/ 234 - 236) ومعرفة القراء الكبار (2/ 573 - 575) والسير (21/ 261 - 264) والبداية والنهاية (13/ 11 - 12) وغاية النهاية (2/ 20 - 23) وحسن المحاضرة (1/ 496 - 497) وشذرات الذهب (4/ 301 - 303).
عليها إلا عامي جاهل، وإن أهل العلم مطبقون على إنكارها كما حدثنا الشيخ أبو الحسن العلامة قال: كنت جالسا بعد المغرب، عند الشيخ أبي القاسم بن فِيْرُّه الشاطبي رحمه الله تعالى، وحدثني بحجرته التي كان يقرأ فيها القرآن، بالمدرسة الفاضلية بالقاهرة، من الديار المصرية، والناس يصلون صلاة الرغائب بالمدرسة، وأصواتهم تبلغنا، فلما فرغوا منها، سمعت الشيخ الشاطبي يقول: لا إله إلا الله، فرغت البدعة، فرغت البدعة مرتين.
قلت: وكان هذا الشيخ الشاطبي جامعا بين العلم والعمل، وليا من أولياء الله تعالى، ذا كرامات مشهورة، وقد بينت من أحواله في أول شرح قصيدته في القراءات.
وقد حدثني عنه شيخنا المذكور، أنه قال: ما أتكلم كلمة إلا لله.
فما أراد الشاطبي رحمه الله بهذا الكلام إلا إعلام صاحبه، بأنها بدعة، نصحا لله ولدينه. (1)
الطالقاني (2)(590 هـ)
أحمد بن إسماعيل بن يوسف، أبو الخير الطالقاني القزويني، الفقيه الشافعي، الواعظ رضي الدين أحد الأعلام. ولد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بقزوين. وتفقه على الفقيه أبي بكر بن ملكداذ بن علي العمركي ثم ارتحل إلى
(1) الباعث (223 - 224).
(2)
السير (21/ 190 - 193) وتاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 581 - 590هـ/ص.368 - 372) وتذكرة الحفاظ (4/ 1356) والنجوم الزاهرة (6/ 134و136) وشذرات الذهب (4/ 300) والبداية والنهاية (13/ 11).