الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن هُبَيْرَة (1)(560 هـ)
الوزير الكامل الإمام العادل العالم أبو المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة الحنبلي، ولد بقرية بني أوقر، قرية قريبة من بغداد سنة تسع وتسعين وأربعمائة. ودخل بغداد في صباه وطلب العلم، فسمع الحديث من عثمان بن ملة، وعبد الوهاب الأنماطي، وتفقه بأبي الحسين ابن القاضي أبي يعلى، ومهر في اللغة، وكان عارفا بالمذهب. قال عنه الذهبي: كان سلفيا، أثريا، دينا خيرا متعبدا وقورا، متواضعا بارا بالعلماء، مكبا مع أعباء الوزارة على العلم وتدوينه. وقال عنه ابن كثير: كان من خيار الوزراء وأحسنهم سيرة، وأبعدهم عن الظلم. ومن شعره رحمه الله:
تمسك بتقوى الله، فالمرء لا يبقى ولا تظلمن الناس ما في أيديهم تعود فعال الخير جمعا فكل ما
…
وكل امرئ ما قدمت يده يلقى
ولا تذكرن إفكا ولا تحسدن خلقا
تعوده الإنسان صار له خلقا
وله كتاب 'الإفصاح' شرح فيه الجمع بين الصحيحين للحميدي. توفي سنة ستين وخمسمائة.
موقفه من المبتدعة:
كان من خيار عباد الله، تولى الوزارة فنفع الله به أهل السنة فرفعهم وأكرمهم، وواظب على طلب العلم ومجالسة العلماء. وكان مثالا في الورع، يعرف ذلك من قرأ سيرته وترجمته.
(1) السير (20/ 426 - 432) والمنتظم (18/ 166 - 167) والكامل في التاريخ (11/ 321) ووفيات الأعيان (6/ 230 - 244) والبداية والنهاية (12/ 268 - 269) وشذرات الذهب (4/ 191 - 197) وطبقات الحنابلة (3/ 251 - 289).
- قال ابن الجوزي: وكان متشددا في اتباع السنة وسير السلف
…
فكان يجتهد في اتباع الصواب ويحذر من الظلم. (1)
- وجاء في الطبقات أنه قال: من مكايد الشيطان: تنفيره عباد الله من تدبر القرآن، لعلمه أن الهدى واقع عند التدبر، فيقول: هذه مخاطرة، حتى يقول الإنسان: أنا لا أتكلم في القرآن تورعا.
ومنها: أن يخرج جوالب الفتن مخرج التشدد في الدين.
ومنها: أن يقيم أوثانا في المعنى تعبد من دون الله، مثل أن يبين الحق، فيقول: ليس هذا مذهبنا، تقليدا للمعظم عنده، قد قدمه على الحق. (2)
- وقال عقب حديث ابن مسعود: «إن أحسن الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، و {إِن مَا تُوعَدُونَ لَآَتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (134)} (3)» (4): وهدي النبي صلى الله عليه وسلم طريقته، والهدي: الطريقة؛ ففي هذا الحديث دليل على أن من أحدث في الدين شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه خارج عن أن يسمى أحسن، بل الذي فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأحسن.
وقوله: «شر الأمور محدثاتها» ، إنما ذكر الأمور بالألف واللام المعرفتين، لأنه يعني بذلك الأمور التي حررها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكل ما أحدث بعد
(1) المنتظم (18/ 166 - 167).
(2)
طبقات الحنابلة (3/ 273).
(3)
الأنعام الآية (134).
(4)
أخرجه البخاري (13/ 310/7277).