الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يعقوب المنصور (1)(595 هـ)
السلطان الكبير، الملقب بأمير المؤمنين المنصور، أبو يوسف يعقوب بن السلطان يوسف بن السلطان عبد المؤمن. عقدوا له بالأمر سنة ثمانين وخمسمائة عند مهلك أبيه، فكان سنه يومئذ ثنتين وثلاثين سنة. وكان فارسا شجاعا، قوي الفراسة، خبيرا بالأمور، خليقا للإمارة، ينطوي على دين وخير وتأله ورزانة، أبطل الخمر في ممالكه، وتوعد عليها فعدمت. وكان يجمع الأيتام في العام، فيأمر للصبي بدينار وثوب ورغيف، وكان يعود المرضى في الجمعة، وكان يقصد لفضله ولعدله ولبذله وحسن معتقده، وكانت مجالسه مزينة بحضور العلماء والفضلاء، تفتتح بالتلاوة ثم بالحديث، وكان يجيد حفظ القرآن ويحفظ الحديث، ويتكلم في الفقه، ويناظر وينسبونه إلى مذهب الظاهر، وله فتاوى، وصنف في العبادات. توفي سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
موقفه من المبتدعة:
- جاء في الاستقصا: كان المنصور يشدد في إلزام الرعية بإقامة الصلوات الخمس، وقتل في بعض الأحيان على شرب الخمر، وقتل العمال الذين تشكوهم الرعايا، وأمر برفض فروع الفقه وإحراق كتب المذاهب، وأن الفقهاء لا يفتون إلا من الكتاب والسنة النبوية، ولا يقلدون أحدا من الأئمة المجتهدين، بل تكون أحكامهم بما يؤدي إليه اجتهادهم من استنباطهم
(1) السير (21/ 311 - 319) ووفيات الأعيان (7/ 3 - 19) والاستقصا (2/ 158) والبداية والنهاية (13/ 22) وشذرات الذهب (4/ 321) والأعلام (8/ 203).
القضايا من الكتاب والحديث والإجماع والقياس. (1)
- وجاء في السير: قال عبد الواحد بن علي: كنت بفاس، فشهدت الأحمال يؤتى بها فتحرق، وتهدد على الاشتغال بالفروع، وأمر الحفاظ بجمع كتاب في الصلاة من الكتب الخمسة والموطأ، ومسند ابن أبي شيبة، ومسند البزار، وسنن الدارقطني، وسنن البيهقي، كما جمع ابن تومرت في الطهارة. ثم كان يملي ذلك بنفسه على كبار دولته، وحفظ ذلك خلق، فكان لمن يحفظه عطاء وخلعة. -إلى أن قال-: وكان قصده محو مذهب مالك من البلاد، وحمل الناس على الظاهر، وهذا المقصد بعينه كان مقصد أبيه وجده، فلم يظهراه، فأخبرني غير واحد أن ابن الجد أخبرهم قال: دخلت على أمير المؤمنين يوسف، فوجدت بين يديه كتاب ابن يونس، فقال: أنا أنظر في هذه الآراء التي أحدثت في الدين، أرأيت المسألة فيها أقوال، ففي أيها الحق؟ وأيها يجب أن يأخذ به المقلد؟ فافتتحت أبين له، فقطع كلامي، وقال: ليس إلا هذا، وأشار إلى المصحف، أو هذا، وأشار إلى (سنن أبي داود) أو هذا وأشار إلى السيف. (2)
- وكان لا يقول بالعصمة في ابن تومرت.
وسأل فقيها: ما قرأت؟ قال: تواليف الإمام (3)، قال: فزورني، وقال: ما كذا يقول الطالب، حكمك أن تقول: قرأت كتاب الله، وقرأت من السنة،
(1) الاستقصا (2/ 200).
(2)
السير (21/ 313 - 314). وانظر المعجب في تلخيص أخبار المغرب (ص.400 - 402).
(3)
يعني ابن تومرت.