الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح رضوان الله عليهم.
فهؤلاء العشرة الكرام البررة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة (1)، فنشهد لهم بها كما شهد لهم بها، اتباعا لقوله وامتثالا لأمره اهـ. ثم ذكر بعضا ممن شهد لهم بالجنة. (2)
موقفه من الجهمية:
لقد مضت سنة الله تعالى في خلقه على هذا الإمام بالامتحان والاختبار في عقيدته. وكان ممن شرفه الله بالصبر في سبيل عقيدته السلفية، وكان من خيرة الأمثلة في ذلك.
- جاء في ذيل طبقات الحنابلة: اجتمع الشافعية والحنفية والمالكية عند المعظم عيسى والصارم برغش والي القلعة، وكانا يجلسان بدار العدل للنظر في المظالم. قال: وكان ما اشتهر من إحضار اعتقاد الحنابلة، وموافقة أولاد الفقيه نجم الدين الحنبلي الجماعة، وإصرار الفقيه عبد الغني المقدسي على لزوم ما ظهر به من اعتقاده وهو الجهة والاستواء والحرف. وأجمع الفقهاء على الفتوى بكفره وأنه مبتدع لا يجوز أن يترك بين المسلمين ولا يحل لولي الأمر أن يمكنه من المقام معهم، وسأل أن يمهل ثلاثة أيام لينفصل عن البلد فأجيب.
وذكر غيره: أنهم أخذوا عليه مواضع منها قوله: ولا أنزهه تنزيها ينفي حقيقة
(1) أحمد (1/ 187) وأبو داود (5/ 39/4649) والترمذي (5/ 609/3757) وقال: "حسن صحيح". والنسائي في الكبرى (5/ 55/8150) وابن ماجة (1/ 48/133) من طرق عن سعيد بن زيد رضي الله عنه.
(2)
الاقتصاد في الاعتقاد (ص.198 - 203).
النزول. ومنها قوله: كان الله ولا مكان وليس هو اليوم على ما كان. ومنها مسألة الحرف والصوت. فقالوا له: إذا لم يكن على ما قد كان فقد أثبت له المكان، وإذا لم تنزهه تنزيها تنفي حقيقة النزول فقد أجزت عليه الانتقال. وأما الحرف والصوت فإنه لم يصح عن إمامك الذي تنتمي إليه فيه شيء، وإنما المنقول عنه: أنه كلام الله عز وجل غير مخلوق. وارتفعت الأصوات فقال له صارم الدين: كل هؤلاء على ضلال وأنت على الحق؟ قال: نعم.
ثم ذكر معهم من الصلاة بالجامع قال: فخرج عبد الغني إلى بعلبك ثم سافر إلى مصر، فنزل عند الطحانين، وصار يقرأ الحديث، فأفتى فقهاء مصر بإباحة دمه، وكتب أهل مصر إلى الصفي بن شكر وزير العادل: أنه قد أفسد عقائد الناس، ويذكر التجسيم على رؤوس الأشهاد، فكتب إلى والي مصر بنفيه إلى المغرب فمات قبل وصول الكتاب. (1)
التعليق:
انظر ما كان يعمله علماء الأشاعرة بالعلماء السلفيين: لا رحمة ولا شفقة ولا رجوع إلى النصوص ولا إلى أثر السلف، فعلى الأقل ينبغي أن يكون مخطئا، مع العلم أنه هو صاحب الحق، ولكن العصبية تعمي صاحبها حتى لا يميز ما يقول ويفعل، والله المستعان.
وأما الإمام، فرزقه الله الثبات، فلم يبال لا بالحاكم ولا بالمحكوم ولا بمن يوقد له نار الفتنة. فهنيئا لك يا عالم السلف، أثابك الله ورفع بما لقيته في سبيل عقيدتك الدرجات.
(1) ذيل طبقات الحنابلة (2/ 22).
- جاء في السير: عن عبد الله بن أبي الحسن الجبائي بأصبهان قال: أبو نعيم قد أخذ على ابن منده أشياء في كتاب الصحابة فكان الحافظ أبو موسى يشتهي أن يأخذ على أبي نعيم في كتابه الذي في الصحابة فما كان يجسر، فلما قدم الحافظ عبد الغني أشار إليه بذلك، قال: فأخذ على أبي نعيم نحوا من مئتين وتسعين موضعا، فلما سمع بذلك الصدر الخجندي طلب عبد الغني وأراد هلاكه، فاختفى. وسمعت محمود بن سلامة يقول: ما أخرجنا الحافظ من أصبهان إلا في إزار، وذلك أن بيت الخجندي أشاعرة، كانوا يتعصبون لأبي نعيم، وكانوا رؤساء البلد. (1)
- قال ابن النجار: سمعت يوسف بن خليل بحلب يقول عن عبد الغني: كان ثقة، ثبتا، دينا، مأمونا، حسن التصنيف، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، دعي إلى أن يقول: لفظي بالقرآن مخلوق، فأبى، فمنع من التحديث بدمشق، فسافر إلى مصر، فأقام بها إلى أن مات. (2)
- قال الضياء: وسمعت بعض أصحابنا يقول: إن الحافظ أمر أن يكتب اعتقاده، فكتب: أقول كذا؛ لقول الله كذا، وأقول كذا؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، حتى فرغ من المسائل التي يخالفون فيها، فلما وقف عليها الملك الكامل، قال: إيش في هذا؟ يقول بقول الله عز وجل، وقول رسوله صلى الله عليه وسلم. قال: فخلى عنه. (3)
- قال في كتابه الاقتصاد (4): اعلم وفقنا الله وإياك لما يرضيه من القول والنية والعمل، وأعاذنا وإياك من الزيغ والزلل، أن صالح السلف، وخيار
(1) السير (21/ 458 - 459).
(2)
ذيل الطبقات (2/ 19 - 20) والتذكرة (4/ 1373).
(3)
ذيل الطبقات (2/ 26) والتذكرة (4/ 1380).
(4)
(ص.76 - 79).
الخلف، وسادة الأئمة، وعلماء الأمة، اتفقت أقوالهم، وتطابقت آراؤهم على الإيمان بالله عز وجل، وأنه أحد فرد صمد، حي قيوم، سميع بصير، لا شريك له ولا وزير، ولا شبيه له ولا نظير، ولا عدل ولا مثل.
وأنه عز وجل موصوف بصفاته القديمة التي نطق بها كتابه العزيز الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)} (1)، وصح بها النقل عن نبيه وخيرته من خلقه محمد سيد البشر، الذي بلغ رسالة ربه، ونصح لأمته، وجاهد في الله حق جهاده، وأقام الملة، وأوضح المحجة، وأكمل الدين، وقمع الكافرين، ولم يدع لملحد مجالا، ولا لقائل مقالا.
فروى طارق بن شهاب قال: جاء يهودي إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر يهود نزلت نعلم اليوم الذي نزلت فيه لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال: أي آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (2).
فقال: إني لأعلم اليوم الذي نزلت والمكان، نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بعرفة عشية جمعة. (3)
(1) فصلت الآية (42).
(2)
المائدة الآية (3).
(3)
أخرجه البخاري (1/ 141/45) ومسلم (4/ 2312/3017 [5،4،3]) والترمذي (5/ 233/3043) وقال: "حسن صحيح". والنسائي (5/ 277/3002).
فآمنوا بما قال الله سبحانه في كتابه، وصح عن نبيه، وأمروه كما ورد من غير تعرض لكيفية، أو اعتقاد شبهة أو مثلية، أو تأويل يؤدي إلى التعطيل، ووسعتهم السنة المحمدية، والطريقة المرضية، ولم يتعدوها إلى البدعة المردية الردية، فحازوا بذلك الرتبة السنية، والمنزلة العلية. (1)
- وقال في الكتاب نفسه: والقرآن كلام الله عز وجل، ووحيه، وتنزيله، والمسموع من القاري كلام الله عز وجل، قال الله عزوجل:{فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} (2) وإنما سمعه من التالي. وقال الله عزوجل: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} (3) وقال عزوجل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)} (4) وقال عزوجل: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194)} (5) وهو محفوظ في الصدور، كما قال عزوجل:{بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} (6) وروى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استذكروا القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور
(1) الاقتصاد في الاعتقاد (78 - 80).
(2)
التوبة الآية (6).
(3)
الفتح الآية (15).
(4)
الحجر الآية (9).
(5)
الشعراء الآيتان (192و194).
(6)
العنكبوت الآية (49).
الرجال من النعم من عقله» (1). وهو مكتوب في المصاحف منظور بالأعين، قال الله عزوجل:{وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3)} (2) وقال عزوجل: {إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)} (3).
وروى عبد الله بن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو. (4)
وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: (ما أحب أن يأتي علي يوم وليلة حتى أنظر في كلام الله عزوجل) يعني القراءة في المصحف.
وقال عبد الله بن أبي مليكة: كان عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه يأخذ المصحف فيضعه على وجهه فيقول: كتاب ربي عزوجل وكلام ربي عزوجل). وأجمع أئمة السلف، والمقتدى بهم من الخلف على أنه غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر. (5)
- وقال: فمن صفات الله تعالى التي وصف بها نفسه، ونطق بها كتابه، وأخبر بها نبيه أنه مستو على عرشه كما أخبر عن نفسه فقال عز من قائل في
(1) أحمد (2/ 64و112) والبخاري (9/ 97/5031) ومسلم (1/ 543/789) والنسائي (2/ 492/941) وابن ماجه (2/ 1243/3783) من حديث ابن عمر رضي الله عنه.
(2)
الطور الآيات (1 - 3).
(3)
الواقعة الآيات (77 - 79).
(4)
أحمد (2/ 7) والبخاري (6/ 164/2990) ومسلم (3/ 1490/1869) وأبو داود (3/ 82/2610) وابن ماجة (2/ 961/2879).
(5)
الاقتصاد في الاعتقاد (132 - 136).
سورة الأعراف: {إِن رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (1). وقال في سورة يونس عليه السلام: {إِن رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (2). وقال في سورة الرعد: {الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (3). وقال في سورة طه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} (4). وقال في سورة الفرقان: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ} (5). وقال في سورة السجدة: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (6). فهذه سبعة مواضع أخبر الله فيها سبحانه أنه على العرش. (7)
ثم ذكر عدة أحاديث وختمها بقوله (8): وروى معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجاريته: «أين الله؟ قالت: في السماء،
(1) الأعراف الآية (54).
(2)
يونس الآية (3).
(3)
الرعد الآية (2).
(4)
طه الآية (5).
(5)
الفرقان الآية (59).
(6)
السجدة الآية (4).
(7)
الاقتصاد في الاعتقاد (ص.80 - 82).
(8)
المصدر السابق (ص.88 - 89).
قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله. قال: اعتقها فإنها مؤمنة». رواه مسلم (1) ابن الحجاج وأبو داود (2)، وأبو عبد الرحمن النسائي (3).
ومن أجهل جهلا، وأسخف عقلا، وأضل سبيلا ممن يقول إنه لا يجوز أن يقال: أين الله، بعد تصريح صاحب الشرعية بقوله: أين الله؟!
- وقال: ومن الصفات التي نطق بها القرآن، وصحت بها الأخبار: الوجه. قال الله عزوجل: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} (4) وقال عزوجل: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)} (5). وروى أبو موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «جنات الفردوس أربع: ثنتان من ذهب حليتهما وآنيتهما وما فيهما، وثنتان من فضة حليتهما وآنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم عزوجل إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن» (6).
وروى أبو موسى قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع
(1)(1/ 381 - 384/ 537).
(2)
(1/ 570/930).
(3)
(3/ 19 - 22/ 1217).
(4)
القصص الآية (88).
(5)
الرحمن الآية (27).
(6)
أحمد (4/ 416) والدارمي (2/ 333) والطيالسي (529) والبيهقي في البعث (239) من طريق أبي قدامة الحارث ابن عبيد الإيادي عن أبي عمران الجوني عن أبي بكر عن أبي موسى عن أبيه به. وفي آخره ذكر الأنهار التي تجشب من الجنة.
وأبو قدامة متكلم في حفظه وقد ضعفه غير واحد، ولكن قال الساجي: صدوق عنده مناكير وقال الحافظ في التقريب: "صدوق يخطئ". ومما ينكر عليه في هذا الحديث أوله: «جنات الفردوس أربع» وآخره. فقد خالف عبد العزيز بن عبد الصمد فرواه بلفظ: «جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب
…
» الحديث. أخرجه أحمد (4/ 411) والبخاري (13/ 520/7444) ومسلم (1/ 163/296) والترمذي (4/ 673/2528) والنسائي في الكبرى (4/ 419 - 420/ 7765) وابن ماجة (1/ 66/186).
فقال: «إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل، حجابه النار، لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره» ثم قرأ: {أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا} (1) رواه مسلم. (2)
فهذه صفة ثابتة بنص الكتاب وخبر الصادق الأمين، فيجب الإقرار بها، والتسليم كسائر الصفات الثابتة بواضح الدلالات.
وتواترت الأخبار، وصحت الآثار (3) بأن الله عز وجل ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا فيجب الإيمان به، والتسليم له، وترك الاعتراض عليه، وإمراره من غير تكييف ولا تمثيل ولا تأويل ولا تنزيه ينفي حقيقة النزول. (4)
- وقال: ومن صفاته سبحانه الواردة في كتابه العزيز، الثابتة عن رسوله المصطفى الأمين: اليدان. قال الله عز وجل: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} (5) وقال عز وجل: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (6). وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: التقى آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم، أنت أبونا،
(1) النمل الآية (8).
(2)
أحمد (4/ 395و401) ومسلم (1/ 161/179 [295]) وابن ماجة (1/ 70/195).
(3)
منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي أخرجه أحمد (2/ 258) والبخاري (3/ 36/1145) ومسلم (1/ 52/758) وأبو داود (2/ 77/1315) والترمذي (2/ 307/446) والنسائي في الكبرى (6/ 123/10311) وابن ماجه (1/ 435/1366).
(4)
الاقتصاد في الاعتقاد (ص.96 - 100).
(5)
المائدة الآية (64).
(6)
ص الآية (75).
خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، خيبتنا، وأخرجتنا من الجنة. فقال آدم: أنت موسى، كلمك الله تكليما، وخط لك التوراة بيده، واصطفاك برسالته، فبكم وجدت في كتاب الله {وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121)} (1)؟ قال: بأربعين سنة، قال: فتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟! قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فحج آدم موسى» . (2)
فلا نقول: يد كيد، ولا نكيف، ولا نشبه، ولا نتأول اليدين على القدرتين كما يقول أهل التعطيل والتأويل، بل نؤمن بذلك ونثبت له الصفة من غير تحديد ولا تشبيه، ولا يصح حمل اليدين على القدرتين، فإن قدرة الله عز وجل واحدة، ولا على النعمتين، فإن نعم الله عز وجل لا تحصى، كما قال عز وجل:{وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} (3) وكل ما قال الله عز وجل في كتابه، وصح عن رسوله بنقل العدل عن العدل، مثل المحبة، والمشيئة والإرادة، والضحك، والفرح، والعجب، والبغض، والسخط، والكره، والرضا، وسائر ما صح عن الله ورسوله، وإن نبت عنها أسماع بعض الجاهلين واستوحشت منها نفوس المعطلين. (4)
(1) طه الآية (121).
(2)
أحمد (2/ 248،268،287) والبخاري (8/ 554 - 555/ 4736و4738) ومسلم (4/ 2042 - 2043/ 2652) وأبو داود (5/ 76 - 78/ 4701) والترمذي (4/ 386 - 387/ 2134) والنسائي في الكبرى (6/ 284 - 285/ 10985 - 10986) وابن ماجة (1/ 31 - 32/ 80).
(3)
إبراهيم الآية (34).
(4)
الاقتصاد في الاعتقاد (ص.112 - 122).
- وقال: وأجمع أهل الحق، واتفق أهل التوحيد والصدق أن الله تعالى يرى في الآخرة، كما جاء في كتابه، وصح عن رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} (1). وروى جرير ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: كنا جلوسا ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال: «إنكم سترون ربكم عز وجل كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا» ثم قرأ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39)} (2). وفي رواية: «سترون ربكم عيانا» (3). وروى صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا: يا أهل الجنة، إن لكم عند الله موعدا لم تروه، فيقولون: ما هو؟ ألم يبيض وجوهنا ويزحزحنا عن النار، ويدخلنا الجنة؟ قال: فيكشف الحجاب فينظرون إليه، قال: فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه، ثم تلا:{* لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (4) رواه مسلم (5). وقال مالك بن أنس رضي الله عنه: (الناس ينظرون إلى الله تعالى بأعينهم يوم القيامة). وقال أحمد بن حنبل:
(1) القيامة الآيتان (22و23).
(2)
ق الآية (39).
(3)
أحمد (4/ 362) والبخاري (2/ 66/573) ومسلم (1/ 439/633 [211]) وأبو داود (5/ 97 - 98/ 4729) والترمذي (4/ 592 - 593/ 2551) والنسائي في الكبرى (4/ 419/7762) وابن ماجه (1/ 63/177).
(4)
يونس الآية (26).
(5)
أحمد (4/ 332) ومسلم (1/ 163/181 [298]) والترمذي (4/ 593/2552) والنسائي في الكبرى (4/ 420/7766) وابن ماجه (1/ 67/187) عن صهيب رضي الله عنه.
"من قال: إن الله لا يرى في الآخرة فهو كافر".
ومن مذهب أهل الحق أن الله عز وجل لم يزل متكلما بكلام مسموع، مفهوم، قال الله عز وجل:{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164)} (1). وروى عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان، ثم ينظر أيمن منه فلا ينظر إلا شيئا قدمه، ثم ينظر أشأم منه فلا يرى إلا شيئا قدمه، ثم ينظر تلقاء وجهه فتستقبله النار، فمن استطاع منكم أن يقي وجهه النار ولو بشق تمرة فليفعل» . (2)
وروى جابر بن عبد الله قال: لما قتل عبد الله بن عمرو بن حرام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا جابر، ألا أخبرك ما قال الله لأبيك؟ قال: بلى، قال: وما كلم الله أحدا إلا من وراء حجاب، كلم أباك كفاحا، قال: يا عبد الله تمن علي أعطيك، قال: يا رب، تحييني فأقتل فيك ثانية، قال: إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون، قال: فأبلغ من ورائي. فأنزل الله عز وجل: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)} (3). رواه ابن ماجة (4).اهـ (5)
- وقال: ويعتقد أهل السنة ويؤمنون أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع يوم القيامة لأهل
(1) النساء الآية (164).
(2)
أحمد (4/ 256) والبخاري (11/ 488/6539) ومسلم (2/ 703 - 704/ 1016 [67]) والترمذي (4/ 528/2415) وابن ماجه (1/ 66/185).
(3)
آل عمران الآية (169).
(4)
أحمد (3/ 361) والترمذي (5/ 214 - 215/ 3010) وابن ماجه (1/ 68/190) وصححه ابن حبان (15/ 490 - 491/ 7022 الإحسان) والحاكم (2/ 119 - 120) و (3/ 201 - 204).
(5)
الاقتصاد في الاعتقاد (ص.125 - 132).