الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أن خاف علي رضي الله عنه أن يبطر أصحابه إذا أخبرهم بثوابهم في قتلهم، وإنما ذكر هذه لئلا يرى أحد في وقت ظهور مثلهم أن قتال المشركين أولى من قتالهم، بل قتالهم على هذا الكلام أولى من قتال المشركين، لأن في ذلك حفظ رأس مال الإسلام، وقتال المشركين هو طلب ربح في الإسلام. (1)
- وقال في حديث زيد بن وهب «
…
أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي
…
» الحديث. (2) وأن هؤلاء إنما أتوا من الغلو في الدين، وكونهم جفت طباعهم حتى ظنوا أن الدين كله إهانة النفوس للقتل، وأكل الجشب، ولبس الخشن وغير ذلك، فرأوا الصبر على القتل ظانين أن ذلك مما يقربهم عند الله عز وجل، وكان ذلك غلطا منهم، وسوء تدبير؛ فإن الحق هو ما شرعه الله عز وجل في الحنيفية السمحة السهلة، وأن يكونوا أشداء على الكفار، رحماء بينهم، وإني لأخاف على كثير ممن يتظاهر بالزهد والانقطاع في زماننا هذا، وأن يكونوا قد بلغوا في الجهل ومخالفة الحق إلى نحو طبقة هؤلاء من كونهم يرون الإنكار على السلطان والهجران لدار الإمام قربة يزعمونها، وفضيلة يدَّعونها، إلا أنهم ليسوا أهل شوكة ولا لهم قلوب تثبت في الحرب، ولذلك نما أمرهم، وإن الحق إعانة الخلافة فيما فرضه الله لها. (3)
موقفه من المرجئة:
- قال رحمه الله: وفيه أيضاً من الفقه أن الإيمان درجة ومقام في
(1) الإفصاح (1/ 280).
(2)
أخرجه مسلم (2/ 748/1066 (156)).
(3)
الإفصاح (1/ 282).
الإسلام، وأنه لا يوصف بالألف واللام اللتين للتعريف إلا أن يكون إيماناً بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر كله خيره وشره. (1)
- وقال أيضا: في هذا الحديث من الفقه أن الغلول يجانب الإيمان، ويكذب دعوى من يدعي أن الإيمان يكون مع الغلول، لأن الغالّ يكون خائناً خيانة لم يجاهر فيها سوى الله عز وجل، فلو كان مؤمناً به لم يكن ليخفي من الناس ما يجاهر الله عز وجل به، فاستدل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من يخرج إلى الجهاد في سبيل الله مخاطراً بنفسه معرضاً لها للشهادة ثم يغلُّ شملة أو غير شملة، فإن غلوله ذلك مكذب لما ادعاه من إيمانه؛ ولذلك قال:«إني رأيته في النار في بردة غلّها» (2)، ولذلك أمر عمر فنادى:«إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون» . (3)
- قال رحمه الله وهو يشرح حديث وفد عبد القيس (4): في هذا الحديث من الفقه أنه يدل على أن الإيمان قول وعمل. (5)
- قال رحمه الله تحت حديث «لا يزني الزاني وهو مؤمن» (6): وقد دل الحديث على زيادة الإيمان ونقصانه، وخروجه من العبد وعوده إليه. (7)
(1) الإفصاح (1/ 200).
(2)
أخرجه: أحمد (1/ 30) ومسلم (1/ 107 - 108/ 114) والترمذي (4/ 118/1574) من حديث عمر رضي الله عنه.
(3)
الإفصاح (1/ 202).
(4)
سيأتي تخريجه في مواقف ابن الصلاح سنة (643هـ).
(5)
الإفصاح (3/ 95).
(6)
تقدم تخريجه في مواقف الحسن البصري سنة (110هـ).
(7)
الإفصاح (3/ 209).